الزقاق الذي أحبَّني…! بقلم الكاتبة ليسا جاردنر
بقلم الكاتبة/ ليسا جاردنر
في حيِّنا بقرب الجامع الكبير
كان هناك زقاق ضيق يعرفني ..
حمل معي حقيبتي المدرسية…
ودافع عني وحماني من ابن الجيران الوسيم!
هذا الزقاق كان يُحدثني… وإن امعنتُ الصّمت تسمعه يسبّح…
ويداعب شعري الطويل وخصلته الطاهرة..!
********************
مع صراخ البائع وهو يجر عربته المليئة بالبطاط المسلوقة
كان جميع أبناء الحي يحبّون أكلها طازجة..!
همس لي الزقاق انه يحبني أكثر من البطاط ..
وكان يطمئنني كلما انتابني خوفٌ ما…
********************
كانت جدّتي ترتدي الستارة الزّاهية و تذهب
لملاقاة صديقاتها ولشراء البطاط المسلوق
لكي تمدُّها لطفل حافي القدمين…
همست في أذني وهي تمدّ يدها للطفل :
“احمدي الله أنك بنت ناس ولست من الشارع..!
********************
لكنّي كنت جزء من هذا الشارع…!
الذي منه أمدّ شراعي ليحلّق بي إلى الفضاء الواسع
والعالم الكبير المملوء بقهوه البن وخبز التنّور…
ويبقى هذا الشارع في وجداني كسجّادة علاء الدين
يحتوي على كنوز مخفية …وقبلة منسيّة…!
وقلب مدفون تحت وابل الخوف…!
********************
خوف على العربات التي دُمِّرَت…!
والأيادي التي أحرِقت… والأجساد التي تناثرت أشلاؤها..!
تكاثفت غيوم السماء بطائرات العدوّالحربيّة…
هددتني تحرشت بي ولم يدافع عني أحد …!
********************
توقّف صاحب العربة على الصّراخ…!
وتوقّفت جدتي عن الحياة ..!
وحين همّ الزّقاق العتيق أن يدافع عنّي
أطلق التنين قنابله ففجّره…
