مقالات

رحيل القائد القومي خير الدين حسيب بقلم/ الرئيس علي ناصر محمد

بقلم/ الرئيس علي ناصر محمد

نعت الأمانة العامة للمؤتمر القومي العربي الأمين العام المؤسس الدكتور خير الدين حسيب (رحمه الله )
تعرفتُ على الدكتور في عدن، وتواصلت لقاءاتنا في بغداد وبيروت ودمشق حيث جمعتنا مؤتمرات تبحث في القضايا التي تهم الأمة، كما شاركنا في المؤتمر التأسيسي للمركز العربي للدراسات الاستراتيجية في أبريل من عام 1995م بدمشق برعاية الرئيس حافظ الأسد ومنظمة الاسكوا وجامعة عجمان ضمن كوكبة من رجال الفكر العربي في سورية ولبنان واليمن ومصر والسودان والامارات والبحرين والكويت والاردن وفلسطين وغيرها.. ثم استمرت لقاءاتي به في المؤتمرات والزيارات الودية التي كانت تتم بيننا بين وقت وآخر .
وأكثر من ذلك جمعتنا تجربة اليمن الديمقراطية حيث كان يتردد على عدن لتقديم النصح والمشورة بشأن بعض قضايا وشؤون التجربة التي كانت محط رعايته كرجل قومي واقتصادي كبير .
وقبله حضر إلى عدن الخبير الاقتصادي الدكتور محمد سلمان حسن الذي ساهم في وضع قوانين التأميم في عدن بما فيها مصفاة عدن التي آلت ملكيتها للنظام في عدن عام 1977م (تأسست 1954م بعد قيام ثورة مصدق بإيران) وبعد أن جرى تأميم المصافي وشركات النفط هناك بحثت شركة بي بي البريطانية عن خيار آخر لنشاطها في تكرير النفط فاختارت عدن لموقعها الاستراتيجي لحركة الملاحة، وعدن الصغرى لإنشاء أكبر مصفاة في الشرق الأوسط حينها حيث كانت طاقتها 8 مليون طن من النفط..
كان الدكتوران خير الدين حسيب ومحمد سلمان من ضمن الخبراء الذين ساعدوا اليمن الديمقراطية في المجال الاقتصادي إضافة إلى الخبير الاقتصادي مصطفى طيبة من مصر وغيرهم الكثير من المفكرين والمثقفين والمهندسين والأطباء والتربويين والفنانين والصحفيين العرب الذين ساهموا في بناء هذه التجربة وذلك بسبب شحة الكوادر لدينا حينها وتعاطفوا معها ومع توجهاتها القومية والإنسانية.
رحل المفكر القومي خير الدين حسيب عن عالمنا في عام 2021م والأمة العربية تمر بعاصفة من الكوارث الاقتصادية والحروب وجائحة كورونا، رحل القائد القومي والأمة العربية تعيش أسوأ المراحل في تاريخها في ظل انقسامات وصراعات وحروب أثرت على القضية الفلسطينية، التي كان المرحوم يناضل في سبيلها، ولكنني واثقٌ أن هذه الأمة ستنهض من كبوتها وستستعيد مجدها وعزتها وكرامتها..
برحيل الفقيد الكبير خسرت الأمة العربية مناضلاً ومفكراً قومياً.. وخسرتُ صديقاً أعتز بالعلاقات التاريخية معه..
المجد والخلود للدكتور خير الدين حسيب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى