معركة غير مُعلنة بين خصوم الحوثي.. والأخير “يستغلها”: يتقدم في مأرب ويستعيد ما فقده في تعز “تقرير”
حيروت – خاص
في الوقت الذي تستعر معركة مباشرة في تعز بين قوات حكومة هادي والتشكيلات الموالية لها من جهة، وقوات “أنصار الله” الحوثيين من جهة أخرى، فإن هناك ثمّة معركة أخرى غير معلنة لكنها ملتهبة، يدور رحاها بين القوات الموالية للإمارات وقوات حزب “الإصلاح”.
وقد تفاقم هذا الصراع غير المباشر نتيجة لعدة أسباب، أهمها: الخلاف بين أبوظبي والدوحة وانعكاس ذلك على عدم الثقة بين الأتباع المحليين (قوات طارق وقوات الإصلاح)، والهجمات الصاروخية الدقيقة التي نفذتها قوات الحوثي ضد خصومها في جبهة تعز. وهو ما أدّى إلى تصاعد الاتهامات بين المواليين للإمارات وقوات الإصلاح التي وصل بها الأمر إلى اعتقال عدد من المواطنين باعتبار أنهم خلايا نائمة تتبع قوات طارق وتتخابر مع الحوثيين.
وبالتوازي مع استمرار المواجهات بين قوات الحوثي وقوات هادي، تعرّض عدد من القيادات العسكرية الموالية للإمارات لعمليات تصفية في مناطق سيطرة “الإصلاح” غربي تعز خلال الأيام الماضية، بحسب ما تفيد مصادر إعلامية.
فبالتزامن مع اتهام “كتائب أبو العباس” الموالية للإمارات، قوات “الإصلاح”، بتصفية القيادي طلال الدولار، بكمين مسلح أثناء مروره في نطاق سيطرتها، نجا أركان حرب “اللواء الخامس – حرس رئاسي”، العميد عمار الجندبي، المناهض لـ”الإصلاح”، من محاولة اغتيال في جبهة مقبنة، أدّت إلى مقتل عدد من مرافقيه.
وكشفت مصادر عسكرية لـ”حيروت الإخباري”: “فشل مساعي قائد اللواء 35 – مدرّع، العميد عبد الرحمن الشمساني، المحسوب على الإصلاح، بضم بعض ألوية العمالقة الجنوبية المتمركزة في نطاق الساحل الغربي للقتال مع قوات الحشد الشعبي التابعة للمعسكر الإخواني في تعز”.
ووفقاً للمصادر نفسها “فقد فشلت توجيهات صادرة عن نائب الرئيس في حكومة هادي، علي محسن الأحمر، في توحيد جبهات غربي تعز مع جبهات الساحل الغربي”.
وأشارت المصادر إلى أن “ألوية العمالقة الموجودة في أطراف منطقة الكدحة رفضت جميع مساعي الإصلاح وعروضه، ووجهت بصد أي تقدم له باتجاه مناطق سيطرتها”.
وأوضحت المصادر العسكرية أن “قوات طارق صالح، كثفت وجودها في مناطق التماس مع مديريات غرب تعز خلال الأيام الماضية، كما شنت حملة اعتقالات طالت عدداً من الموالين للإصلاح في مديرية موزع المحاذية لمدينة المخا”، لافتةً إلى أن “هذه الاحترازات من قبل قوات طارق جاءت بعد استشعارها لخطر قوات الإصلاح المتجه صوبها من غرب تعز، كون التقدم نحو المخا والوصول إلى الساحل بات هدفاً واضحاً لقوات الإصلاح”.
وتتوافق مصادر “حيروت الإخباري” مع ما أكده رئيس فرع “الإصلاح” في تعز، عبد الحافظ الفقيه، حيث توعّد في حوار صحافي قبل أيام، بـ”انتزاع الساحل الغربي من السيطرة الإماراتية”.
وطالب “الميليشيات الموالية لأبو ظبي بالاعتراف بحكومة هادي وبشرعيته كشرط للبقاء”.
كما اتهم الفقيه، الإمارات بـ”العمل على تقسيم تعز”، معتبراً أن “مساعيها لإعلان المخا والساحل الغربي محافظة مستقلة خطاً أحمر”.
وأعتبر القيادي “الإصلاحي” أن “مدينة المخا جزء لا يتجزأ من محافظة تعز، بل تمثل العمق الاستراتيجي لها”.
هذه المعركة غير المعلنة وغير المباشرة بين قوات “الإصلاح” وقوات الساحل، تتفاقم يوماً بعد يوم، حتى أنها خرجت عن إطار هدفها الرئيسي، المتمثل بتخفيف ضغط قوات الحوثي على جبهة مأرب، حيث أحرز الحوثيون خلال اليومين الماضيين، وبالتزامن مع معركة تعز، تقدماً عسكرياً في البلق القبلي، واحاطوا السد من ثلاث جهات، وسيطروا على منطقة العطيف، كما أوقفوا تقدم قوات هادي في الجبهة الغربية في تعز واستعادوا الكثير مما فقدوه في الأسبوع الأول من المعركة.