ما بين “مخزون عفّاش يعجبك” و”صناعة إيرانية”.. هذه قصّة معرض الأسلحة الذي كشفت عنه قوات الحوثي
حيروت – متابعات
أزاحت وزارة الدفاع في حكومة الحوثيينء، أمس، الستار عن منظومات عسكرية جديدة من الصواريخ الباليستية والطائرات المُسيّرة، أكثر تطوُّراً من سابقاتها.
وتتكون المنظومات الجديدة التي تمّ الكشف عنها خلال تدشين «معرض الشهيد حسين الحوثي للصناعات العسكرية» بحضور رئيس المجلس السياسي مهدي المشاط، من طرازات صاروخية باليستية حديثة هي «سعير» و»قاصم 2» و»قدس 2» المُطوَّر من صاروخ «كروز» المُجنّح، فضلاً عن طرازات جديدة من سبعة أنواع من الطيران المُسيّر المحلي الصنع هي «وعيد» و»رجوم» و»شهاب» و»خاطف» و»نبأ».
ولأوّل مرّة منذ عامين، يتمّ الإعلان عن نسخة جديدة من منظومة الطيران المُسيّر «صماد 4» طويل المدى. كذلك، كشفت قوات الحوثي، التي أعلنت مطلع العام الجاري استعدادها الكامل لأيّ معركة بحرية وصدّ أيّ مخاطر تتهدّد البحر الأحمر وباب المندب، عن منظومات هجومية جديدة من الألغام البحرية، من طرازات “كرار 1” و»كرار 2» و»كرار 3»، إلى جانب «عاصف 2» و»عاصف 3» و»عاصف 4»، فضلاً عن «شواظ» و»ثاقب» و»أويس» و»مجاهد» و»النازعات».
وبحسب الناطق العسكري باسم قوات الحوثي، العميد يحيى سريع، فقد تم الكشف عن منظومات متعدّدة من الصواريخ الباليستية يصل مدى بعضها إلى أكثر من 1500 كيلومتر، وكذلك طيران مُسيّر مزوّد بصواريخ هجومية وأنظمة تحكُّم دقيقة، بالتزامن مع مشارفة الحرب على دخول عامهما السابع،.
واعتبر مراقبون أن المعرض يأتي في سياق التدشين لمرحلة «الوجع الكبير» التي توعّدت قوات الحوثي، التحالف السعودي ــــ الإماراتي، أواخر العام الماضي، وتثبيتاً لحقيقة أن القوات الجوية اليمنية صارت اليوم قادرة، أكثر من أيّ وقت مضى، على استهداف أيّ مواقع عسكرية أو اقتصادية في عمق دول التحالف.
وفي هذا الإطار، يلفت اللواء في القوات الجوية، خالد الغراب، إلى أن هذه الخطوة «تُعدّ تدشيناً للعام التدريبي والقتالي السابع، الذي إذا دخل قبل أن يتوقّف العدوان السعودي ــــ الإماراتي ويُرفَع الحصار، فستُحدّد تلك الأسلحة ملامح المواجهة المقبلة».
وعلى صعيد ردود الأفعال، تنوعت الآراء التي عبّرت عنها تغريدات الناشطين، ففي حين ألمح بعضهم إلى أن محتويات المعرض صناعة إيرانية تم تهريبها إلى اليمن، رأى آخرين بأنها قد تكون صُنعت في اليمن لكن بخبرات من حزب الله. أما الناشط محمد عبدالله، فقد علّق على المعرض قائلاً: “مخزون عفّاش يعجبك”، في إشارة إلى أن بعض الصواريخ تعود لقوات الحرس الجمهوري.
لكن وزير الدفاع في صنعاء، اللواء محمد ناصر العاطفي، أكد أن كلّ الأسلحة التي أزيح الستار عنها أمس صُنعت بأيادٍ وخبرات يمنية. وفيما بيّنت قوات الحوثي أن الصناعات الجديدة ذات قدرات تدميرية كبيرة، وتقنية تتيح تحقيق الأهداف بدقة عالية، نشرت وحدة الإعلام الحربي التابعة للحوثيين مواصفات بعضها، كطائرة «وعيد» التي يبلغ طولها 4 أمتار، وعرض جناحها 3 أمتار، وتحمل عدداً من الرؤوس المتفجّرة، بمدى يصل إلى أكثر من 2000 كلم، وتقوم بمهام هجومية دقيقة. أمّا طائرة «رجوم» فشكلها دائري، بقُطر يبلغ 150سم، ولها سبع أذرع طول كلّ منها 40 سم، ومداها أكثر من 10 كلم، وتحمل عبوات متفجّرة يصل حجمها إلى 40 كلغ، وتُعدّ من الطائرات الهجومية والاستطلاعية. وبالنسبة إلى طائرة «شهاب»، فهي تُعدّ إحدى الطائرات الهجومية الذكية الاستهداف للأهداف الثابتة والمتحرّكة، يصل طولها إلى 300 سم، ويبلغ عرض جناحها خمسة أمتار، بمدى يفوق 1000 كلم، وبعدد من الرؤوس الشديدة الانفجار. وفي ما يتعلّق بطائرة «خاطف»، فطولها 1.6 متر، وعرض جناحها متر، وقطرها 11 سم، ومداها يصل إلى أكثر من 25 كلم، وهي مزوّدة بجهاز استشعار الأهداف الثابتة والمتحرّكة. وعلى مستوى الصواريخ، يبرز «نكال» قصير المدى، الذي يعمل بالوقود الصلب، ويحمل رأساً متشظّياً شديد الانفجار، فيما «ذو الفقار»، الذي دخل الخدمة قبل أشهر، يعمل بالسائل، ويُعدّ بعيد المدى، ويتميّز بدقة في تنفيذ الأهداف.
ويرى خبراء، أن الطيران المُسيّر أثبت فاعليته العسكرية خلال الفترة الماضية، في ضرب أهداف في العمق السعودي، آخرها منطقة رأس تنورة الاستراتيجية شرق المملكة.
وأكدوا أن قوات الحوثي نجحت في تطوير منظومات صاروخية متعدّدة، كان أوّلها «قاهر 1» الذي أُعلن عنه مطلع عام 2016، وتلاه ــــ من المنظومة نفسها ــــ «قاهر m2» عام 2018، فضلاً عن أنواع متعدّدة من الصواريخ المتوسّطة والبعيدة المدى.
وخلال السنوات الفائتة، أعلنت جماعة الحوثي عن أكثر من 15 نموذجاً من الصواريخ والطائرات المُسيّرة، منها صواريخ «قدس 1» التي يبلع مداها 1200 كلم، و»ذو الفقار» الباليستي بعيد المدى وشديد التدمير، ليُكشف أمس عن «قدس 2» الذي يصل مداه إلى أكثر من 1500 كلم.