وسط كثافة غارات “التحالف”.. قوات الحوثي تلتهم قِطَع جديدة من خارطة مأرب في أقل من 24 ساعة.. “تقرير”
حيروت – خاص
لا تزال المعركة في مأرب على أشدّها بين قوات الحوثي وقوات حكومة عبدربه منصور هادي، دون تغيير دراماتيكي في سياقاتها من حيث هجوم قوات الحوثي ودفاع قوات حكومة الشرعية، غير أن الحوثيين يلتهمون كل يوم وجبة جديدة من خارطة مأرب، في ظل تضاؤل المساحة تحت أقدام قوات هادي.
وبحسب ما أفادت مصادر محلية لـ”حيروت الإخباري”، فإن “ضواحي مدينة مأرب تتساقط واحدةً تلو الأخرى بيد قوات الحوثي، سواءً في المنطقة الغربية أو الشمالية الغربية للمدينة”.
وأوضحت المصادر أن “سيطرة قوات الحوثي باتت تمتد من محيط مدينة الأسداس، مركز مديرية رغوان، إلى وادي نخلا، مروراً بمواقع في محيط الطلعة الحمراء شرقي صرواح”، مشيرةً إلى أن “الحوثيين تمكنوا من السيطرة على عدد من القرى، وبسطوا سيطرتهم على مواقع عسكرية متعددة في أقل من 24 ساعة”.
ويرى خبراء، أن هذا التقدم الجديد يعكس مستوى القدرات العسكرية للحوثيين، الذين تمكنوا من تخطي العوائق الجغرافية، وحققوا نجاحات في جبهات صحراوية مكشوفة أمام طائرات التحالف السعودي – الإماراتي، سيّما في جبهة رغوان وفي جبهة العلم، شمالي المحافظة”.
وعلى رغم استمرار حالة الكرّ والفرّ في المعارك الدائرة في محيط الطلعة الحمراء، قالت مصادر عسكرية لـ”حيروت الإخباري” إن “الحوثيين تقدموا مساء أمس، في مناطق جديدة غربي الطلعة، حيث دارت مواجهات عنيفة مع قوات هادي”.
وفي ظل فشل محاولة قوات هادي استعادة المنطقة التي تضم مخازن سلاح كبيرة تابعة لجبهات صرواح، أكدت المصادر العسكرية أن “طائرات التحالف، شنّت يوم أمس، 16 غارة على جبهة الطلعة، استهدف بعضها مخازن سلاح القوات الموالية لهادي. وبذلك، حولت السعودية انتكاسة حلفائها في صرواح إلى إنجاز لقوات الحوثي”.
من جهته، قال المركز الإعلامي للقوات المسلحة التابع لحكومة هادي، في بيان عسكري، حصل حيروت الإخباري على نسخة منه، إن “طيران تحالف دعم الشرعية استهدف مواقع متفرقة للمليشيات الحوثية، شمال غرب مارب، وكبّدها خسائر بشرية ومادية”، دون أن يشير إلى عدد ونوعيّة الخسائر.
وأضاف البيان، أن “أبطال الجيش والمقاومة الشعبية كسروا هجوماً انتحارياً شنته مليشيا الحوثي على مواقع عسكرية في جبهة المشجح”، لافتاً إلى “تكّبد ميليشيا الحوثي الكثير من الخسائر”.
غير أن مصادر قبلية قالت لـ”حيروت الإخباري”، إن “مواجهات عنيفة دارت مساء أمس شمال غرب مدينة مأرب، انتهت، فجر اليوم، بتقدم قوات الحوثي في مناطق مويس والطليلي والصوالح ومناطق آل زبع، الواقعة على مشارف مدينة الأسداس، مركز مديرية رغوان”.
وبحسب نفس المصادر، فإن “هذا التقدم يقرب قوات الحوثي من معسكر تدواين من جهة الغرب، ومن مركز المديرية الذي تفصل بينه وبين قوات الحوثي قرية واحدة”.
وأشارت المصادر إلى أن “تقدم قوات الحوثي تزامن مع انهيار دفاعات قوّات هادي في المعارك الدائرة في عمق وادي نخلا القريب من البوابة الغربية للمدينة”.
وأكدت مصادر محلية لـ”حيروت الإخباري” أن” قوات هادي استعادت منطقة الرعود وحمة الصياد، فيما تقدم الحوثيون في اتجاه نقطة باسل التابعة للشرطة العسكرية في المدخل الشمالي لمأرب”، لافتةً إلى أن “المعارك العنيفة لا تزال مشتعلة في أكثر من محور، وسط تقدم قوات الحوثي، واقترابها من السيطرة على مناطق استراتيجية بالقرب من قاعدة صحن الجن العسكرية، التي تضم مقر وزارة دفاع حكومة هادي”.
ويشير خبراء عسكريون إلى أن سيطرة قوات الحوثي على شمال غرب مأرب وغربها سيمكنها من التقدم على أكثر من مسار في اتجاه البوابة الغربية للمدينة، وصولاً إلى السيطرة على قاعدة صحن الجن الواقعة في نطاق الأحياء الغربية، بعد تقدمهما من مرتفعات الدشوش الاستراتيجية.
من جهتها، ذكرت وكالة الصحافة اليمنية، أن “قوات الحوثي تمكنت من السيطرة الكاملة على الطريق الفرعية الرابطة بين الطلعة الحمراء والبلق القبلي”.
وقالت الوكالة إن “قوات هادي، وتحت ضغط النيران، سحبت على دفعتين جميع مجنديها من أطراف الجبل القبلي عبر منطقة حصن السد لتعزيز قوّاتها المنهارة في الطلعة الحمراء”.
بدورها، كشفت مصادر عسكرية موالية لهادي لـ”حيروت الإخباري”، إن “قوات هادي انسحبت من مرتفعات منفذة في الشمال الشرقي لجبهة العلم”..
يشار إلى أن قوات حكومة هادي فتحت قبل أسبوع جبهة عسكرية جديدة في تعز، بهدف ما اعتبرته تخفيفاً للضغط الحوثي على جبهة مأرب، حيث لازالت المواجهات في تعز على أشدّها بين الطرفين حتى مساء اليوم.