بعد شهر من معركة مأرب: هذه هي نقاط التّماس وآخر التطورات بحسب آخر تحديث “تقرير”
حيروت – خاص
بعد شهر من بدء معركة مأرب الأخيرة بين قوات الحوثيين وقوات حكومة عبدربه منصور هادي، وصل الحوثيون اليوم الإثنين إلى الحدود الإدارية لمدينة مأرب. يأتي ذلك في ظلّ استمرار كثافة الغارات الجوية ضدهم من قبل التحالف السعودي الإماراتي.
وبحسب ما أفادت مصادر محلية لـ”حيروت الإخباري”، فإن “قوات الحوثي تمكنت من الوصول إلى الحدود الإدارية لمدينة مأرب، وحققت أكثر من تقدم باتجاه البوابة الغربية للمدينة”، لافتةً إلى أن “هذا الإنجاز المحسوب لقوات الحوثي، جاء بعد تأمينها جميع المساحات المحيطة بتبّة الذياب التي سقطت تحت سيطرتها يوم الجمعة الماضي”.
وأضافت المصادر أن “قوات الحوثي نقلت المعركة إلى عمق منطقة الدشوش الاستراتيجية المُطلّة على مناطق قريبة من قاعدة صحن الجن العسكرية، الواقعة في الأطراف الغربية لمركز المحافظة”.
وفي السياق، قالت مصادر عسكرية لـ”حيروت الإخباري” إن “قوات الحوثي أفشلت محاولات قوات هادي، استعادة ما فقدته في جبهات شرق صرواح وجنوبها، وتحديداً في سلسلة جبال البلقين الأوسط والقبلي، والحماجرة، والمناطق الواقعة جنوبي الطلعة الحمراء”.
وفي جبهات شمال مأرب التي اشتعلت هي الأخرى خلال اليومين الفائتين “خاضت قوات الحوثي معارك شديدة انتهت بسيطرتها على عدد من المواقع العسكرية الاستراتيجية في جبهة النضود، لتنتقل المواجهات إلى منطقة الصبايغ، القريبة من الرويك، شرقي منطقة صافر النفطية، شمال مأرب”، بحسب ما ذكرت مصادر عسكرية أخرى لـ”حيروت الإخباري”.
من جهته، قال المركز الإعلامي للقوات المسلحة الموالية لحكومة هادي، في بيان مساء اليوم الإثنين، حصل حيروت الإخباري على نسخة منه، إن “قوات الجيش كسرت هجوماً للمليشيات الحوثية، وشنّت هجوماً معاكساً تمكنت خلاله من تحرير عدد من المواقع في محزام جبهة ماس شمال غرب مأرب”.
وأضاف البيان، أن “طيران تحالف دعم الشرعية دمّر منصّة إطلاق صواريخ حوثية في محيط جبهة ماس، كما استهدف بغارات أخرى أطقم وعربات ودمّرها بالكامل”.
وبالتزامن مع كثافة الغارات الجوية السعودية، أعلنت قوات الحوثي مساء اليوم، أن “القوة الصاروخية تمكنت من استهداف هدفٍ عسكري حساس بمطار أبها الدولي”.
وقال المتحدث باسم القوات العسكرية التابعة للحوثيين، يحيى سريع، في بيان، حصل حيروت الإخباري على نسخة منه، إن “الاستهداف تم بصاروخ بالستي جديد دخل الخدمة مؤخراً ولم يكشف عنه بعد”، لافتاً إلى أنه “أصاب هدفه بدقة عالية”.
وأمس الأحد، كان قد أعلن سريع، عن تنفيذ عملية الردع السادسة.
وتتلخّص هذه العملية بتنفيذ قوات الحوثي “عملية هجومية واسعة ومشتركة في العمق السعودي بـ14 طائرة مسيرة و8 صواريخ بالستية.. منها 10 طائرات مسيرة نوع صماد 3 وصاروخ ذو الفقار”، بحسب بيان سريع.
واستهدفت العملية شركة “أرامكو” في ميناء “رأس تنورة”، وأهدافاً عسكرية أخرى بمنطقة الدمام.
ويعتبر ميناء “رأس تنورة” أكبر ميناء في العالم لشحن النفط. وتشحن ناقلات الميناء قسماً كبيراً من النفط الذي تنتجه حقول السعودية إلى مختلف أنحاء العالم.
وعقب البيان، نقلت وكالة “رويترز” عن ساكنين في السعودية سماع دوي انفجار بمدينة الظهران شرقي البلاد، لم يعرف سببه.
واعتبرت وزارة الدفاع السعودية أن الهجوم على ساحة التخزين برأس تنورة و”أرامكو” يستهدف “أمن إمدادات الطاقة العالمية”، معلنةً أنها “ستتخذ الإجراءات اللازمة لحماية مقدراتها بما يحفظ أمن الطاقة العالمي”.
من جهتها، عبّرت الأمم المتحدة عن قلقها من رد الرياض بالغارات الجوية على اليمن.
وفي سياق متصل، نصحت البعثة الدبلوماسية الأميركية في السعودية رعاياها “باتخاذ إجراءات احترازية”، بعد ورود تقارير عن “احتمال هجمات صاروخية وتفجيرات في الظهران والدمام والخبر”.
سياسياً، أصدرت وزارة الخارجية في حكومة الإنقاذ بصنعاء، بياناً اعتبرت فيه أن “التصريحات الأممية والدولية بخصوص جبهة مأرب تفتقر إلى الحدّ الأدنى من المنطق، وتنتقص حقها الطبيعي والمشروع في الدفاع عن النفس”.
وتساءل البيان “لم هذا التركيز الواضح والحصري على هذه الجبهة، والتجاهل التامّ لبقية جبهات الحرب”.
يشار إلى أن قوات حكومة هادي فتحت قبل ما يقارب الأسبوع، جبهة عسكرية في تعز، بهدف ما اعتبرته تخفيفاً للضغط الحوثي على جبهة مأرب، حيث لازالت المواجهات في تعز على أشدها حتى اليوم بين الطرفين.