وحدة قوى التحرير والاستقلال
بقلم / حسين زيد بن يحيى*
لا يختلف اثنان من أحرار وثوار وشرفاء الوطن أن حرب وتكفير الجنوب صيف عام 1994 كانت ظالمة مجرمة خدشت وبقوة الوعي الوحدوي الجمعي في المحافظات الجنوبية ، امراء تلك الحرب معروفين لشعبنا اليمني بالاسم عفاش وعلي محسن الأحمر والدنبوع وحزب الإصلاح ، وقبل الوحدة تلك الوجوه المجرمة ذاتها شنت حروب قذرة في تعز والمناطق الوسطى / اب حيث لا زالت ذاكرتنا الوطنية تتذكر احراقهم للنساء وهن حوامل ، وبعد الوحدة وحرب صيف عام 1994 واصلت تلك الثله المجرمه نهجها الإجرامي بحروب صعدة الست وتدمير المنازل على رؤوس ساكنيها .
بتاكيد انطلاقة الحركة الشعبية الاحتجاجيه الجنوبية (الحراك الجنوبي) رفضا للضم والالحاق واقصاء الشراكه الوطنيه الجنوبية كان محط احترام وتقدير كل شرفاء الوطن ، وكلنا يتذكر مواقف سيدي الشهيد القائد حسين بدرالدين الحوثي (رضوان الله عليه) رفضا لحرب وتكفير الجنوب سوى من موقعه كعضو مجلس النواب او تسييره للمسيرات الشعبية الرافضه لها في محافظة صعدة ، تعاظم عنف النظام السابق لقمع الحركة الاحتجاجية جنوبا زاد من تعاظم جماهيرية الحراك الجنوبي ، خوف دول الوصاية من سقوط نظام المخلوع عفاش وقبل ترتيب البديل له من قبلها دفع أجهزه استخباراتية داخلية وإقليمية ودولية لاختراق الحراك الجنوبي بما يحرفه عن أهدافه الحقيقية ، ويمكن ان نلحظ ذلك من خلال التلميع الإعلامي والدعم المادي لبعض عناصر التحقت متأخرة بالحراك الجنوبي _ ايضا _ الكل يستذكر كيف كان شرفاء الحراك الجنوبي التحرري يطاردون ويزج بهم في السجون و يدفع بهم إلى محاكم النظام السابق الصورية ، بينما تمت عمليه استخباراتية ليتصدر مشهد الحركة الشعبية الاحتجاجيه الجنوبية عناصر لم يسبق لها أن اعتقلت او قدمت للمحاكم وتمت عمليت فرض قسريه ( لموميات) الحزب الاشتراكي الملوثة أياديهم بدماء الأبرياء كقيادة للحركة الاحتجاجية الجنوبية !!!
تراكم الرفض الشعبي للنظام السابق نتاجا طبيعياً له كان ان يخرج الشعب في ثورة 11 فبراير 2011 ، نظام الوصاية السعوديه الأمريكية للحيلوله دون إنتصار الثورة دفعت بجزء من النظام للانخراط في الثورة على طريق احتوائها ، وتمثل ذلك في إعلان الجنرال علي محسن الأحمر و حزب الإصلاح الانضمام للثورة في مارس 2011 ، وتوجت عمليت احتواء ثورة فبراير بالمبادرة الخليجية وحوارها المشؤوم ، وسجل تاريخ الحركة الوطنية اليمنية بأحرف من نور مواقف الحراك الجنوبي و انصار الله في رفض المبادرة الخليجية للوصاية وانتخابات الدنبوع الصورية .
إستمرار رفض الجماهير لمؤامرة تقاسم السلطة بين طرفي النظام السابق المؤتمر الشعبي وحلفائه واللقاء المشترك وشركائه توج بقيام ثورة الثورات 21 سبتمبر 2014 الذي تشارك فيها كل اليمنيين والاحرار ، القوى التقليدية العسكرية والمشيخية والتكفيرية التي تم طردها من صنعاء جمعتها قوى الوصاية في حاضرة الجنوب (عدن) ، حيث وان امراء حرب وتكفير الجنوب صيف عام 1994 وبتوجهات اقليمية ودوليه كانوا قد عملوا منذ احتلالهم للجنوب صيف 94 على إزاحة المدرسة الشافعية التابعة لمدرسة تريم الفقهية واستزراع الفكر التكفيري الدخيل (الوهابية) بديلا عنها و التي شكلت لاحقا حاضنه لها اثناء الغزو والعدوان ، حيث تم تسليح تلك الجماعات التكفيرية الوهابية السلفية من قبل دول الغزو والعدوان السعودي الاماراتي الأمريكي وشكلت شوكه بخاصرة الجيش واللجان الشعبية وفعلا لعبت دور (حصان طروادة) لقوات الغزو والعدوان السعودي الاماراتي الأمريكي .
تلك المليشيات الوهابية التكفيرية لم تسهل فقط مهمة قوى الغزو والعدوان السعودي الاماراتي الأمريكي بل ذبحت من الوريد الى الوريد عدالة وأخلاقية القضية الجنوبية وشوهتها ، ولرب ضارة نافعة كما يقال , اصطفاف تلك المليشيات الوهابية التكفيرية التي ادعت انها(مقاومة جنوبية) مع بقايا النظام السابق المخلوع الدنبوع وطارق عفاش والجنرال محسن وحزب الإصلاح ايقض الذاكرة الوطنية الجمعية الجنوبية الذي حاول الاعلام الصهيو _ خليجي تخديرها وتغييبها ، حيث الكل بداء يتابع اليوم صحوة الوعي الوطني الثوري الجنوبي الذي بداء يعي حقيقة أن من استحق شرف أسقاط امراء حرب وتكفير الجنوب صيف عام 1994 هي ثورة 21 سبتمبر وكان يجب رد التحية لها باحسن منها وليس العكس بتحالف مع القوى التقليدية التي اسقطتها الثورة وكانت قد كفرت وقاتلت الجنوبيين صيف 94 ، من نتائج هذه الصحوة الوطنية اليوم _ وان جائت متأخرة _ أن بدأت قوى التحرير والاستقلال في صنعاء و عدن ترص الصفوف و تتوحد خلف قائد ثورة 21 سبتمبر السيد العلم عبدالملك بدرالدين الحوثي لخوض غمار معركة تحرير كل الوطن اليمني وبعدها الجلوس كاحرار ثوار انداد لايجاد حلول لكل الاشكالات الشائكة الذي يعاني منها الوطن وفي مقدمتها المظلومية الجنوبية العادله والاخلاقية ، وكانت معركة تحرير مأرب انموذجا لعودة الوعي الوطني اليمني الثوري حيث روت تربة مدينة مأرب الكرامة والحرية والتاريخ الدماء اليمنية الطهوره المشبعه بروح الهوية اليمنية الايمانية من المهره إلى صعدة ، حيث فعلا تشارك في تطهير مأرب كل اليمنيين من ابناء مأرب وتهامه وصعدة وتعز الى أبين/ زنجبار الشهيد المجاهد حمزه احمد عمر المشرقي ولودر /أبين الشهيد المجاهد عادل العوذلي … الخ ، وهذا ما يعول عليه كل الشعب اليمني في وحدة قوى التحرير والاستقلال لاستكمال مهام مرحلة التحرر الوطني اليمني وعلى طريق بناء الدولة اليمنية المدنية العادلة المقتدرة .
- محافظ محافظة أبين
رئيس المكتب التنفيذي
ملتقى التصالح والتسامح الجنوبي