بقلم/ د. جمال عبدالخالق الخولاني
كانت مدينة شنغهاي مقسمة إلى مناطق امتياز استعمارية تابعة لعدة دول أجنبية منها فرنسا عندما عقد قبل مائة عام المؤتمر الوطني التأسيسي للحزب الشيوعي الصيني بصورة سرية في 23 يوليو 1921 في أحد البيوت الواقعة في منطقة الإمتياز الفرنسي في مدينة شنغهاي، وقد تسبب الدخول المريب لأحد عملاء الشرطة الفرنسية إلى مكان الإجتماع إلى اضطرار أعضاء المؤتمر لإلغاء الإجتماع، وقد كان ذلك قرارا ذكيا إذ سرعان ما وصلت دورية تابعة للشرطة الفرنسية وقامت بمداهمة مقر الاجتماع وأجرت عملية تفتيش وتحري استمرت لمدة ساعتين. بعدها أضطر أعضاء المؤتمر إلى الانتقال إلى مقاطعة جاجيانغ حيث استكملوا في 30 يوليو عقد المؤتمر وهم متخفون في هيئة فوج سياحي يقوم بجولة سياحية على ظهر قارب في البحيرة الجنوبية بمدينة جياشينغ، و لم يحظر المؤتمر سوى 13 مندوبا فقط، وقد أعلن المؤتمر الوطني التأسيسي للحزب على ظهر القارب قيام ” الحزب الشيوعي الصيني”، وانتخب تشن دو شيو سكرتيرا للحزب، كما أقر البرنامج السياسي الأول للحزب.
وكان كل قوام الحزب الشيوعي الصيني حينها لا يزيد عن 60 عضوا.
اليوم وبعد مرور مائة عام على مداهمة الشرطة الفرنسية لمكان إنعقاد المؤتمر التأسيسي للحزب الشيوعي الصيني أصبح الحزب الشيوعي الصيني أكبر وأقوى حزب في العالم بقوام يزيد عن 93,000,000 عضوا، أي ما يقارب مرة ونصف تعداد سكان فرنسا البالغ 67,000,000 نسمة.
-رئيس جمعية الصداقة اليمنية الصينية