حصاد اليوم في مأرب: اختراقات عسكرية.. وقنوات خفيّة بين صنعاء والرياض: “أرامكو” مقابل “صافر”.. والهلال الأحمر تفشل في انتشال الجثث
حيروت – خاص
بالتوازي مع اشتداد المواجهات العسكرية في معركة مأرب، والتصعيد الجوي المتبادل بين صنعاء والرياض، إلا أن القنوات الدبلوماسية لا تزال مستمرة بين جماعة الحوثي والسعودية.
وكشفت مصادر سياسية خاصة لـ”حيروت الإخباري”، إن “جماعة الحوثي بعثت أكثر من رسالة إلى الرياض، عن طريق قنوات دبلوماسية متعددة، تحذرها من أن منشأة النفط في حقول صافر خط أحمر”.
وأضافت المصادر أن “جماعة الحوثي توعّدت الرياض بأنه في حال إقدام سلاح الطيران السعودي أو الإماراتي أو الموالين للتحالف على تفجير صافر فإن الرد سيكون باستهداف شركة أرامكو، عملاق النفط السعودي، ومنشآت اقتصادية حسّاسة في المملكة، بعمليات أشد من عملية توازن الردع الخامسة الأخيرة”.
ولفتت المصادر إلى أن “تهديدات الحوثيين للسعودية جاءت بعد حصولهم على معلومات من مصادر قبلية تفيد باحتمال تفخيخ حقول النفط في صافر من قِبَل أطراف موالية للسعودية والإمارات”.
عسكرياً، ذكرت وسائل إعلام الحوثيين أن “6 غارات سعودية استهدفت وادي ذنه في صرواح، والهيال والصوابين، وهي أماكن سابقة لتجمعات نزوح تم هجرها والانتقال إلى مأرب الوادي والروضة”.
وقالت قناة المسيرة إن “مقاتلات العدوان السعودي شنّت 9 غارات على صرواح ومدغل غربي مأرب، و3 غارات على منطقة المرازيق بمديرية خب والشعف بالجوف”.
كذلك شنّ الطيران السعودي غارتين على مديرية كتاف في محافظة صعدة، وغارة على منطقة حرض التابعة لمحافظة حجة، وفقاً للمسيرة.
من جانبها، قالت مصادر ميدانية لـ”حيروت الإخباري”، إن “قوات حكومة هادي، فشلت في استعادة المواقع العسكرية التي سقطت تحت سيطرة الحوثيين في سلسلة جبال البلق القبلي، باستثناء عدد محدود منها، بعدما شنّت الطائرات السعودية عشرات الغارات الجوية على السلسلة الجبلية”.
وفي أقصى جبهة صرواح، حققت قوات الحوثي، تقدّماً عسكرياً في منطقة الهيال الواقعة بين البلقَين الأوسط والغربي”. وفقاً لما أفادت به مصادر قبلية في مأرب لـ”حيروت الإخباري”.
وأوضحت المصادر القبلية، أن “الحوثيين سيطروا على أجزاء من سلسلة جبال البلق الأوسط، وتقدموا نحو البلق الغربي، بعدما فتحوا جبهة جديدة من الهيال جنوب وادي ذنة، وتقدموا من قاع المنجورة الواقع تحت سيطرتهم منذ أيام، وصولاً إلى البلق الأوسط”.
كما أنهت “قوات الحوثي سيطرتها على مناطق تحيط سد مأرب من ثلاث جهات رئيسة، بعد تجاوزها منطقة أراك جنوب السد”، بحسب المصادر نفسها.
وأكدت المصادر لـ”حيروت الإخباري”: “استمرار المواجهات في محيط الطلعة الحمراء، بالتزامن مع تقدم قوات الحوثيين في وادي البراء والمشجح، باتجاه تباب العطيف الاستراتيجية، وسيطرتها بعد مواجهات عنيفة استمرّت لساعات على مساحات جديدة في وادي نخلا”.
وفي مسعى منها لتخفيف الضغط عن جبهات محيط مدينة مأرب، حاولت قوات هادي، التصعيد في جبهات مراد والجوبة، لتدور خلال الساعات الـ24 الماضية مواجهات عنيفة في منطقة رحبة الواقعة في نطاق جبهة مراد جنوب مأرب، وأخرى بالقرب من مدينة الجوبة، تمكنت قوات الحوثي على إثرها من تحقيق مكاسب ميدانية، بحسب المصادر ذاتها.
وفي سياق منفصل، فشلت التحركات الإنسانية، اليوم الثلاثاء، في انتشال جثث عشرات المقاتلين الذين سقطوا في مناطق التماس بجبهات القتال في محافظة مأرب.
وكشفت مصادر حقوقية لـ”حيروت الإخباري”، إن “فرقة تابعة للهلال الأحمر اليمني نزلت إلى مناطق التماس في محافظة مأرب لانتشال جثث المقاتلين الذين سقطوا في مناطق البلق والزور”.
وأوضحت المصادر أن “فرق الهلال الأحمر فشلت في انتشال الجثث، وعادت إلى صنعاء”، دون توضيح الأسباب.
دولياً، حث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن جماعة الحوثي على وقف المعارك في مأرب.
وفي كلمة له، طالب بلينكن الحوثيين “بوقف هجومهم على مأرب والانضمام إلى السعوديين والحكومة في اليمن في اتخاذ خطوات بناءة نحو السلام”.
وحذر المسؤول الأمريكي من أن المعاناة لن تتوقف حتى يتم إيجاد حل سياسي بين الحوثيين وحكومة الشرعية.
وتحتاج الأمم المتحدة لأكثر من 3.85 مليارات دولار أميركي لتقديم المساعدات الإنسانية في اليمن وسد احتياجات اليمنيين الإنسانية لهذا العام، من بينها قرابة 1.9 مليار دولار على الأقل لدرء المجاعة، بحسب ما أفاد اليوم، برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة.