حيروت – متابعات :
احتفلت المهندسة ريم عبدالغني ، سورية الجنسية، زوجة الرئيس اليمني الأسبق علي ناصر محمد بعيد ميلادها الثالث والخمسين .
وكتبت المهندسة ريم عبدالغني ، على صفحتها بالفيسبوك ، يومنا هذا السبت الموافق 20 فبراير 2021م مقالاً معبراً عن احتفالها بعيد ميلادها قائلة :
ثلاثة وخمسون شمعة.
أنفخ بأقصى قدرتي كي أطفئها كلّها معاً.. وأراقبها وشعلاتها تخبو تباعاً..
ألمح في كلّ منها طيف ذكرى عبرتها أو عبرتني ..
اليوم أحبها كلّها.. حتّى المؤلم منها.. لأنّها نسجتْ حياتي بشتّى ألوانها..
أسترجع الأيام المفضلة.. فأعيشها وأفيض بأحاسيسها.. أستمتع بكل لحظة..
فالوصول سراب.. وما يبقى لنا في الحياة ولا يمكن لأحد أن يسلبنا إياه… هو ما نتذكره..
في يوم ذكرى ميلادي أحتفل بأنّي ما زلتُ هنا.. راضية عن نفسي.. محاطة بالقلّة الحبيبة.. رغم أيّ ظروف..
وبكلمات درويش:
ولاثنين من أصدقائي أقول على مدخل الليل:
إن كان لا بُدَّ من حُلُم، فليكُنْ
مثلنا… وبسيطاً
كأنْ: نَتَعَشَّى معاً بعد يَوْمَيْنِ
نحن الثلاثة،
مُحْتَفلين بصدق النبوءة في حُلْمنا
وبأنَّ الثلاثة لم ينقصوا واحداً
منذ يومين،
فلنحتفل بسوناتا القمرْ
وتسامُحِ موت رآنا معاً سعداء
فغضَّ النظرْ!
ثلاثة خمسون عاماً؟.. لكن الزمن مجرد وهم.. وكذلك الفرضيات الجاهزة لقياس أعمارنا بوحدات محسوبة. هل نستطيع قياس الفرح أو الحزن أو الشوق أو الحلم بالأرقام؟… إذاً، كيف نقيس بها العمر وهو مزيج من كل ذاك وأكثر وأكثر؟
ربما تُقاس اعمارنا بقدر إقبالنا على الحياة، بشغفنا، بنقاء قلوبنا، بصفاء ضمائرنا، بطموحاتنا وأحلامنا، بتوقنا للمعرفة.. بقدرتنا على العطاء…
بحرارة عناقنا …
باستشعارنا التفاصيل الصغيرة..
بالمسافات الشاسعة التي مشيناها داخلنا..
بسهولة أن نضحك وسهولة أن نبكي..
بقدر ما بقي فينا من الدهشة والحماس..
بقدر استعدادنا للتمرد والتغيير..
وبقدر ما نشبه الطفل الذي كنّاه..
أيّ مقاييس أو أرقام تستطيع استيعاب كل ذلك؟ ..
تُقاس أعمارنا بقدر يقيننا وترقبنا المتلهف لآتِ أجمل.. وبكلمات درويش:
أُرِيدُ مَزِيداً مِنَ العُمْرِ كَيْ نَلْتَقِي، وَمَزِيْدَاً مِنَ الاغْتِرَابْ
أُرِيدُ مَزِيداً مِنَ الأُغْنيَاتِ لأَحْمِلَ مَلْيُونَ بَابٍ… وَبَابْ
وَأُنْصبَهَا خَيْمَةً فِي مَهَبِّ البلاَدِ، وَأسْكُنَ جُمْلَهْ.
أُرِيدُ مَزِيداً مِنَ العُمْرِ كَيْ يَعْرِفَ القَلْبُ أهْلَهْ،
وَكَيْ أَسْتَطِيعَ الرُّجُوعَ إِلَى… سَاعَةٍ مِنْ تُرَابْ
على كل.. وفق وحدات الزمن القاصرة.. فبالنسبة لي، اليوم يبلغ الجسد: ثلاثة وخمسون عاماً.. والروح ثلاثة وخمسون قرناً..
أمّا عمر القلب فثلاثة وخمسون شهراً..
أصدقائي.. مهما كانت الظروف استمعوا بالرحلة… انظروا بعيون الأمل.. كدرويش:
حين تبدو السماءُ رماديّةً
وأَرى وردة نَتَأَتْ فجأةً
من شقوق جدارْ
لا أقول: السماء رماديّةٌ
بل أطيل التفرُّس في وردةٍ
وأَقول لها: يا له من نهارْ!
يا له من نهار جميل.. أصدقائي… كل نهار وأنتم بخير…