في أربعينية صديقي .. شهيد بلقيس بقلم / حلمي حسن
بقلم / حلمي حسن :
قبل اربعين يوما ، وفي ظهر ال30 من شهر ديسمبر 2020 ، فجعنا جميعا بوفاة أخا عزيزا على قلوبنا الا وهو الاخ الحبيب والصديق الرائع الصحفي المهني والخلوق في الصحافة اليمنية مراسل قناة بلقيس اديب الجناني فقد كان لخبر وفاته رحمه الله وقع كبير وأليم على قلوب الكثيرين ممن عرفوه وعاشروه وعملوا معه ولما كان يتصف به من خلق حسن وقلب طيب ومحب للناس والمجتمع .
وقد كانت لفاجعة رحيله صدمة أليمة لي أنا شخصيا للعلاقة التي كانت بيننا ولصداقتنا الطويلة الممتدة من ايام الدراسة الى سنوات العمل والزمالة وإنتهاءا بأيام المرافقة له في التغطيات الأخبارية .
ليس هناك أشد ايلاما على النفس من ان تقف مصدومة مفجوعة بوفاة صديق عزيز دافيء في حديثه ووفي في معشره كأديب … آه يا ” ابا نجم ” كم آلمنا رحيلك المبكر وكم ابكانا فراقك المؤلم !!! أصحيح أن الموت قد غيبك عنا يا صديقي ؟؟!! أصحيح أنك رحلت بهذه السرعه حاملا معك ابتسامتك المعهوده ؟؟ّ!!
كم تعودت ان اتكلم معك يا صديقي – يا اخي – اتذكر عندما كنت معك في رحلة دراستنا وبعدها اثناء عملنا كيف كنا نتحدث ونتناقش ؟؟!! وكيف كان الامل مغروسا فينا باننا سوف ننتصر على الحياة رغم وسننجع في دراستنا وفي عملنا وهو ما تم بعون الله ؟؟!! كنت دائما تقول لي – والإبتسامة لا تفارق وجهك يجب ان نبداء بتطبيق ماتعلمناه على ارض الواقع ونمارس اعمالنا كصفيين وقتها لم يخطر ببالي ان ينتهي بناء الحال الى هذا الفراق وعلى هذا النحو ..
لكنك يا صديقي سوف تبقى خالدا في قلوبنا جميعا وحاضرا بماضيك الأصيل وسيرتك المشّرفه .
اليوم ، وبعد مرور اربعين يوما على اليوم الاسود – يوم رحيلك القاسي المفجع – تختلط مشاعرنا بالبكاء والأنين ويحترق القلب حسرة ولوعة …
اليوم يا صديق عمري تنحبس أنفاسي ويتعثر نطقي ويغزو كياني الوجع والألم على فراقك … اليوم لا أجد في كل عبارات الوصف ما يليق بوصفك وأقف عاجزا أمام سيرتك الطيبة لأنتقي الكلمات عساني أغطي مساحة غيابك بالحروف ، ماذا عساني أن اقول وأي الكلمات انتقي وأي الخصال أصف ، ومن أي سنة ابدأ وبأي عام انتهي ؟؟!! فكيف أنسى تلك الايام التي قضيناها معا ؟؟!!
اتذكرك في كل لحظة اتذكر هدوئك وتواضعك وخجلك ونظرات عينيك …اتذكرك وكلي اشتياق لجلساتك الممتعة ولأحاديثك الشيقة …كلي إشتياق لضحكتك ولخفة روحك المبدعة … نعم الأخ كنت ونعم الصديق كنت ، وبذلك يعرفك الناس وتشهد لك الايام .
هذا اليوم مّر في فمي وقاس جدا على مخيلتي .. انا اليوم يا صديقي لا ابكيك بل ابكي نفسي لأنك تركتني ولم تعد موجودا معي في الحياة ، وكل ألمي ودموعي لأنني لن اراك بعد اليوم في دنياي …. هي مشيئة الله يا رفيقي .
عزائي يا فقيدنا الغالي أن ذكراك الطيبه وذكرياتك الجميلة ستبقى معي ما حييت … سنذكرك مثالا للإنسان الودود المكافح وصاحب المواقف الوطنيه والاجتماعيه المشرفه .
اللهــــم ، إنَّ عبدك ” اديب الجناني ” في ذمتك وحبل جوارك فقِهِ فتنة القبر وعذاب النار ، وأنت اهل الوفاء والحق ، فاغفر له و ارحمه ، إنك أنت الغفور الرحيم … اللهــــم اجعله في بطن القبر مطمئناً ، وعند قيام الأشهاد آمناً ، وبجود رضوانك واثقاً ، وإلى أعلى علو درجاتك سابقاً …
اللهم الهم زوجته وابنائه وإخوانه وجميع أهله الصبر والسلوان ، وأعنهم على فراقه وأجعله من أهل الجنة … اللهم آمين .