ما خُفي من حرب اليمن… طبخة سعودية “إصلاحية” في الجنوب
بقلم/ صلاح السقلدي
حزب الإصلاح -ومعه قطاع واسع بالسلطة اليمنية المسماة بالشرعية – والسفير السعودي باليمن ينضجان منذ سنوات طبخة بنكهة البترول مِــن محافظة المهرة شرقا حتى شبوة غرباً بقيادة الشيف الكبير:( السفير آلــ جابر)… فالتحركات الأخيرة التي تتم ليست من بنات مخيّــلة حزب الإصلاح وحده كما يعتقد البعض،ومنها على سبيل الإشارة:
-التسريبات الأخيرة عن قُــرب إعلان إقليم حضرموت فهذ هي رغبة سعودية منذ عام 2011م وتجلت بوضوح من مخرجات فندق موفنبيك ومنها فكرة الأقاليم الستة التي حملَتْ بصمات سعودية أمريكية بامتياز بواسطة مهندس هذه الفكرة وعراب ذلك الحوار ( السفير السعودي).
-التصعيد في جبهة الصبيحة المحاذية لتعز للالتفاف على القوات الجنوبية غرباً ولبلوغ قوات الإصلاح أو ما تسمى بقوات الشرعية باب المندب، لفتح جبهة تصعيد جديدة بعد أن تم وأد فتنة شقرة الطرية بين الجنوبيين.
-العرض العسكري الذي اُقيم مؤخرا للشرطة الجوية بوادي حضرموت دون رضاء أو إشعار المحافظ البحسني الذي يسعى إلى إعادة وجود قوات النخبة الحضرمية الى الوادي كما تنص عليه ترتيبات المسار العسكري لاتفاق الرياض.
– افتتاح مبنى جديد لشركة النفط بوادي حضرموت بعد أن ظل فرع الشركة في المكلا مركز للإشراف على تسويق النفط والغاز في المحافظة،بعد شهرين من تصريحات مثيرة للجدل أطلقها المحافظ ، مهددا بوقف تصدير النفط والغاز من محافظته احتجاجا على تردي الأوضاع الخدمية والمعيشية بالمحافظة.
لم يبق سوى عائقا واحدا أمام الطباخين لاكتمال الطبخة وتقاسمها,وهي الحضور الإماراتي في ميناء بلحاف. ومع ذلك عملت السعودية بمعية الإصلاح على إعادة تأهيل ميناءً بديل( ميناء قنا). فهذه الحرب شأنها شأن كثير من الحروب عبر التاريخ هي حرب بجزئها الأعظم تحمل بُـعدا اقتصادا، وأن تدثرت بمسوح وأهداف أخرى.
حين نتحدث عن أهداف اقتصادية لهذه الحرب، فهذا لا يقتصر عن النفط والغاز فقط بل عن سائر الثروات في باطن الأرض وظاهرها وفي بحارها وأجوئها وموانئها ومنافذها المتعددة. فإصرار السعودية على الاستماتة على تعزيز وجودها العسكري الهائل وتغلغل حضورها الاجتماعي والقبلي في المهرة لا تخطئه ولا تخطئة الغرض منه عين عاقل. فالسعودية حرصت منذ اليوم الأول لهذه الحرب على إبقاء حضرموت الغنية بالنفط والغاز والموقع والمساحة الجغرافية الواسعة المحاذية للمملكة بعيدة عن نيران النزاع، وظلت وما تزال تدفع رواتب شهرية للقوات التي تحمي حقول النفط والغاز هناك بل وحتى القوات الموجودة في المهرة- مع أن تلك القوات في حضرموت المهرة لم تطلق طلقة واحدة بهده الحرب ضد الحوثيين. وكذا أولت السعودية وما تزال محافظة المهرة والذات المناطقة الحيوية فيها أهمية كبيرة لتكون إطلاتها النفطية على بحرب العرب، وهذه حقيقة لا يجادل بها أكبر مكابر.وفي شبوة تسعى السعودية جاهدة أن تصير كاملة بيد حزب الإصلاح وتعزز فيها وجودها. استدعاء محافظها الى الرياض يصب في سياق إكمال الصفقة ( الطبخة).
فالسعودية تتحاشى التعاطي مع الأطراف الجنوبية خشية من تعنتهم ومن رفع سقف الثمن والشروط بوجهها، لذا فالرياض ترى في الشرعية الطرف الذي من المنطقي أن يخفض سقف شروطه البيعة كونه ليس بصاحب الأرض ،فهو وفق التفكير السعودي سيبيع بيعة اللصوص، كما حصل في المقايضة التاريخية عام 2000م : ترسيم الحدود مقابل الصمت السعودي عن الوضع في الجنوب الذي أنتجته حرب94م ، وقطع المعونات الشهرية الخليجية عن القيادات النازحة جراء تلك الحرب.
– الحراك الدبلوماسي الدولي المتعاظم في الاسابيع الماضية سيزيد من وتيرة التنسيق الاقتصادي بين السعودية والسلطة اليمينة المسماة بالشرعية، بالتوازي مع التنسيق العسكري والسياسي، خصوصا وان العلاقات السعودية مع قطر الداعم الأساسي للإصلاح(إخوان اليمن) قد عادتْ الى سابق عهدها من الدفء والتنسيق بالمنطقة.
الإمارات التي خرجت مغاضبة مِــن مسرح العمليات العسكرية بسبب الخلاف الصامت الذي دبَّ بينها وبين شريكها الرئيس (السعودية ) تحاول أّلّا تخرج خالية الوفاض من الوليمة الكبرى وحزب الإصلاح لم يتردد يوما من التملق لها وبعث رسائل خطب ودها، وحرص الحزب على شد رحال قادته الى ابو ظبي كلما لزمه ذلك/ كما شدت رحالها ذات يوم الى مران صعدة، فهي أي الإمارات عينها على موانئ المدن والجُــزر بحكم اعتماد اقتصادها بنسبة كبيرة على اقتصاد المناطق الحرة، فبعد أن ازاحتها السعودية عنوة من المهرة يممت وجهها شطر مدينة وميناء الحُـديدة آملةً بذلك أن تربط حضورها بالبحر الأحمر وبالذات في الجُــزر والموانئ الأريتيرية التي تستأجرها وبعد أن تم إقصاء شركة وموانئ دبي العالمية من القرن الأفريقي بأيادٍ تركية وقطرية، وتقويض نشاطها بعض الشيء في ليبيا على إثر الوجود التركي هناك.