مصلحة الوطن وتحدي الكبار ((8)) بقلم / حاتـم عثمان الشَّعبي
بقلم / حاتـم عثمان الشَّعبي
عندما نسمع الإذاعة صباح كل يوم ومذيع الأخبار يتحدث بأن الحكومة عملت وافتتحت وزارت واجتمعت وكل ذلك وهي فعلاً بأرض الوطن فإنك تشعر بالراحة والإستقرار وهذا بدوره يعطي المواطن التفاؤل بأن القادم أفضل
لكن المواطن وهو يشعر بهيبة الدولة فإنه يود أن يرى بلده بقيمة أفضل بين بقية البلدان والجواز الذي يحمله له قوة ويقبل بكل مكان وهنا يتأمل بضرورة تجديد وتطوير العلاقات بالدول المختلفة مع التركيز على الدول التي لدينا معها رحلات جوية مباشرة عبر “الناقل الوطني” ليتمكن المواطن بالسفر لها بكل يسر وسهولة دون تعقيدات سواء للسياحة أو العلاج أو حتى لحضور دورات وندوات ومن أراد الإستقرار تتسهل له الإجراءات ولن يكون ذلك إلا من خلال المتابعة المستمرة من قبل الحكومة مع حكومات تلك الدول ولا تتوقف إلا بإصدار القرارات الواضحة والصريحة
ومن ثم يتم الإنتقال للدول التي يسافر لها المواطن والتي لا تصل لها “الخطوط الجوية اليمنية” والتي نجد أن من يسافر لها هم مواطنون لديهم إقامات بتلك الدول “المغتربين” ويعملون بها منذ سنين مضت فلابد من الإلتفات لهم ومعالجة مشاكلهم في بلد الإغتراب لأنهم هم الذين يرفدون الوطن بالعملة الصعبة والذين يتمنون بأن تكون لهم استثماراتهم الخاصة بوطنهم من خلال وجود الأنظمة والقوانين الإستثمارية التي تحمي حقوقهم وفق قوانين الوطن وتضمن مردوداتها ومواردها المالية ومن خلال ذلك سنرى نهضة صناعية وزراعية ومشاريع مختلفة يعمل بها أبناء الوطن بمختلف قدراتهم والتي ستكون أيديهم هي التي زرعت وحصدت وصنعت وبنت وعلت ومن خلالها سنتمكن من تحقيق الإكتفاء الذاتي بدل من إستيراد تلك المواد الإستهلاكية التي يستخدمها المواطن بشكل يومي وبنفس جودة المستورد وبسعر أقل مع توفير العملة الصعبة التي تتناثر يميناً وشمالاً بسبب الإستيراد لأبسط المواد حيث تعد الإستثمارات برأس المال الوطني هي من أهم المخارج والمعالجات والحلول للخروج من مجمل الأزمات التي يمر بها الوطن
وكذلك سيقوم المواطن بشراء المنتج المحلي لتشجيع المستثمر بالإستمرار لأنه يحتضن أبناء الوطن بمصانعة ومزارعة الذين هم أولادنا مع ضرورة إلتزامه بالجودة
وعلى ذلك سيكون المواطن محب لوطنه عند وصولة أي نقطة جوازات بأي دولة وهو يرى إبتسامة موظف الجوازات مرحباً به بدون أسئلة وتأخير وهذا هو مربط الفرس المهم للحكومة والذي يتمناه كل مواطن
فهل ستقوم وزارتي الخارجية والمغتربين بمهامهما تجاه المواطن خارج بلده والتي لم ترى النور من فترات سابقة ونحن نستبشر الخيــر بعد أن تم دمج الوزارتين بوزارة واحدة وخاصة بعد إسنادها للدبلوماسي المحنك الدكتور أحمد عوض بن مبارك الذي تلتفت له جميع الأنظار لإعادة ترتيب أوضاع المغتربين والرقي بهم ومعالجة أوضاعهم في دول المهجر ونسأل الله التوفيق والنجاح لهذه الإدارة في مهامهم الجديدة وإعطاء الجواز أهميته وقيمته بين قوافل الدول العربية والأجنبية ليحصل على المزيد من الإهتمام والرعاية.