استطلاعات وتحقيقاتمحليات
الشيخ الحريزي : السعودية اجبرتنا على الحرب بانتهاكها لسيادتنا ..
“علي الحريزي المهري”، الشيخ القبلي المشهور بالتصدي للتحركات السعودية بمحافظة المهرة الحدودية مع سلطنة عمان وتؤيده معظم قبائل المحافظة قال إن الحراك الدائر في المحافظة بشكل سلمي منذُ عامين خرج إلى مرحلة الصراع المسلح مع السعودية بعد الغارات التي شنتها عليهم طائرات الاباتشي السعودية.
وجدناه يرابط في أحد التباب القريبة من منفذ “شحن” الحدودي، بعد أن قطعنا مسافات طويلة من مدينة الغيضة عاصمة المحافظة في طريق “خَرِب” و “مدمر” خلفه الاعصار “لبان” في أكتوبر من العام 2018م.
استعدادات الحرب في أعلى التبة وجدناه يحتمي بجبل كبير ومن خلفه عشرات من المقاتلين ألفوا حياة الصحراء وحرارة الشمس يرافقهم العلم اليمني الجمهوري. والحريزي عميد سابق في الجيش اليمني.
قال أحد الجنود الذي رافق فريق “اليمن نت” للقاء الحريزي إن اليمن في قلوبهم وسيدافعون عنها ضد الوجود السعودي.
قام الشيخ القبلي عند وصولنا من فوق الحصير الذي كان يجلس عليه ليصافحنا بيد رجل وصل الستينات من عمره لكن يده التي مدها إلينا وجدنا فيها خشونة الرجل القوي والقائد العسكري العنيد.
الرباط في التباب الصحراوية كان ظاهر في عيون الرجل التي حولها السهر من اللون الرمادي إلى اللون الأحمر، فالشاي المطروح بالقرب منه على الجمر يساعده على مقاومة سهر الليل وخشونة الصحراء.
في سؤال لفريق “اليمن نت” عن سبب وجوده هنا، أجاب “أننا في حالة حرب مع القوات السعودية المحتلة للمنافذ والمطار والميناء والمعسكرات”.
لافتا إلى أن “حراكنا السلمي ومطالبنا القانونية لم يفهمها وأجبرنا على الدخول في مرحلة الصراع المسلح بعد اقتحامه لمنفذ شحن وقصفه للمواطنين المدافعين عن أرضهم وسيادة بلادهم بطائرات الاباتشي”.
وفي السابع عشر من شهر فبراير الماضي قصفت طائرات الاباتشي السعودية بالقرب من منفذ شحن حيث تتواجد القبائل التي اعترضت الطريق أمام مدرعات سعودية حاولت العبور إلى منفذ شحن واقتحامه.
اعتراض القبائل دفع القوات السعودية للاشتباك مع القبائل عدد من الساعات انتهت فجر اليوم الثاني بعد أن قررت القبائل الانسحاب واقتحمت القوات السعودية المنفذ.
وحول السبب وراء الانسحاب قال الشيخ القبلي إنه لم يكن ناتج عن ضعف وانما بعد تلقيه مكالمة صوتية من وزير الداخلية “أحمد الميسري” وطلب مني هدنة 48 ساعة وتفاوض الميسري حينها مع الحكومة والتحالف وطرح عليهم تعيين “محمد علي ياسر” محافظ بدلا عن راجح باكريت بعد أن اخذ موافقتي وكانت الأمور تمشي في صالحنا.
والمهرة هي المحافظة الثانية من حيث المساحة في اليمن، وتكتسي أهمية جغرافية واقتصادية بالغة، فضلا عن احتوائها أطول شريط ساحلي ومنفذين حدوديين هما صرفيت وشحن، وهو ما جعلها -حسب مختصين- هدفا استراتيجيا للسعودية.
ويقول مراقبون إصرار الرياض على دخول المهرة يكشف في طياته رغبة في إحياء طموحاتها ومساعيها منذ ثمانينيات القرن الماضي لبناء خط أنابيب نفطي يشق المحافظة إلى بحر العرب، مما قد يمنح المملكة فرصة لنقل نفطها بتكاليف أقل ماديا واقتصاديا وخاصة أمنيا، عبر تجنيب ناقلاتها عبور مضيق هرمز.
مستمرون في مناهضة المحتل لجنة الاعتصام السلمي في المحافظة اعتبرت اقالة باكريت من منصب المحافظ أحد أدوات السعودية لم يكن سوى هدف ثانوي ومطالبها الأساسية تتمثل في خروج آخر جندي سعودي من المحافظة.
وهو ما يؤكده المتحدث الإعلامي باسم لجنة الاعتصام “علي بن مبارك” بأن لا تراجع في مطالب لجنة الاعتصام، مشيراً إلى أن اللجنة تتابع الأحداث وتنظم فعالياتها بين فترة وأخرى، وتحاول أن تتماشى مع المعطيات على الساحة.
وأضاف بن مبارك، أن اللجنة لمست وجود بصيص أمل، من قبل الشرعية، بعد تغيير باكريت، لأنها استشعرت خطر باكريت والأجندة التي نفذها في المهرة، وحاولت أن تبقي على المهرة، باعتبارها المحافظة الوحيدة التي تتبع الرئاسة اليمنية والحكومة، حيث لايوجد فيها أية أجندة أخرى.
وتوقع رئيس اللجنة “عامر سعد كلشات” أن تكون أولى الخطوات التي يتخذها المحافظ الجديد هي إلغاء الميلشيات المتواجدة في المنافذ باعتبارها مظاهر غير مقبولة.
وأشار “، أن أبناء المحافظة يشعرون بالانتقال إلى مرحلة جديدة من العمل، بعد المرحلة السابقة التي سعى فيها “راجح باكريت”، إلى شيطنة الاعتصامات والترويج لأكاذيب التهريب، واعتبار المعتصمين أعداء للوطن.
وأضاف أن محافظة المهرة شبه منكوبة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، مشيراً أن المحافظ محمد علي ياسر يعتبر كل المطالب التي ترفعها لجنة الاعتصام شرعية، مستدركاً: لكن بحكم المسؤولية الملقاة على عاتقه، يتطلب الأمر التعاون معه لكي نجبنه أي إحراجات حسبما يتطلبه الموقف السياسي، ولهذا أبدينا استعدادنا، أن أي مسميات تؤثر على مهمة المحافظ سنعيد النظر فيها.
ومنذ نهاية 2017، دفعت السعودية بقوات تابعة لها وآليات عسكرية وأمنية، بحجة تعزيز الأمن وضبط ومكافحة عمليات التهريب الأمر الذي اعتبره أبناء المحافظ حجج واهية ومزاعم عارية من الصحة تسعى من خلال السعودية إلى السيطرة على المحافظة والهيمنة على منافذها وموانئها الاستراتيجية.
وإثر ذلك، تندلع احتجاجات بالمهرة ضد تواجد القوات السعودية بالمحافظة حتى اليوم تصاعدت حدتها الشهرين الماضيين في الوقت الذي يحذر فيه مراقبون من انزلاقها نحو صراع جانبي الخاسر الأكبر فيه السعودية.
المصدر : اليمن نت