بعد الوديعة السعودية .. تقرير جديد يطال المتورطين بـ”الوديعة اليمنية “
حيروت – متابعات :
يدرُّ منفذ الوديعة المليارات شهرياً على أسرة بيت الأحمر تلك التي ظلت تتشبث بالثروة والسلطة في اليمن لعقود، ولم يُبقِ لها التحالف بعد 2014 من تركة في هذا البلد الذي انقلبوا وتأمروا عليه منذ 2011م .
على مدى ست سنوات- والأحمر الصغير يستولي على هذا الميناء البري الواقع عند أقصى الحدود الشرقية لليمن كنوع من رد الجميل على ما قامت به هذه الأسرة في دعم الشباب والانقلاب على نظام الحكم .
ومثلما عبثت هذه الأسرة باليمن تكدر اليوم على اليمنيين عيشتهم عند آخر شريان في حياتهم، وقد حوَّلت المنفذ إلى إقطاعية خاصة ليس لنهب العائدات فقط، بل حتى لمعاقبة الخصوم والانتقام من المواطنين ..
كان هذا المنفذ ثانوياً، وبالكاد يذكر عند الحدود الصحراوية مع السعودية، وكانت عائداته حتى قبل الحرب في 2015 تصل إلى 19 مليار ريال، بحسب تصريحات لمدير الجمارك، لكن ومنذ العام 2016 لم يعرف أحد طريقاً لتلك العائدات، وقد نفى البنك المركزي في عدن وصول أيٍّ من عائدات المنفذ، خلال السنوات الماضية، بينما برر الأحمر ذلك بأن العائدات تورد إلى المركزي في مأرب، ذلك البنك الذي بات بمثابة ثقب أسود لقوى النفوذ التقليدية في اليمن، جناح الأحمر ..
في 2016 استولى هاشم الأحمر على المنفذ بناء على توجيهات قال بأنها شفوية من قيادة التحالف، كان ذلك بعد أشهر من الكدّ في سبيل تجميع عدد مما تبقى من عناصره الذين شردتهم الحرب، وأطلق عليهم اللواء 119 مشاة، وكانت مهمة هذا اللواء تقتضي تأمين مرور التعزيزات العسكرية للتحالف من الوديعة إلى مأرب، لكن بعد ذلك دخل الأحمر في شراكة مع مافيا الأخوان والتحالف، ليصبح بعده المنفذ تحت الوصاية بإدارة محلية، بعد أن أصبح أهم وآخر منفذ لليمنيين المحاصرين براً وبحراً وجواً ..
وتقدر مصادر في المنفذ ارتفاع عائداته رغم ذلك إلى أكثر من 70 مليار ريال، وقد بات اليوم ممراً لمئات آلاف المسافرين وعشرات آلاف الشاحنات يومياً .
تضخم نفوذ الأحمر الصغير والعجوز في حضرموت حتى وصل حد الإطاحة بوكيل المحافظة السابق، لشؤون الوادي والصحراء “سالم سعيد المنهالي”، لمجرد رفضه ما وصفه حينها بعبث “الأحمر”، وعيَّن ضابطاً يدعى “بشير سيلان” مديراً للمنفذ، مع أن قوات التحالف نفسها كانت اعتقلته قبل ذلك خلال مشاركته في عملية تهريب ضخمة للمخدرات، لكن الأخطر في المنفذ يتمثل بسجن سري بات يقضُّ مضاجع المسافرين ويحوّل حياة الكثيرين منهم إلى جحيم .
في هذا السجن الذي رفض الأحمر السماح لمنظمات محلية ودولية بزيارته، يخضع المعتقل للاستجواب وفق طرق تعذيب متعددة، كما تحدث بذلك ناجون احتجزوا لأشهر فيه، ولا فرق هنا بين شمالي وجنوبي فالكل وقود للتعذيب حتى يدلوا بما يريد الأحمر منهم،الى جانب ابتزازهم ، وقد دفعت هذه التصرفات بقبائل لقموش في شبوة إلى قطع خط العبر عدة مرات، مطالبة بوقف ممارسات الأحمر وإطلاق أبنائها المحتجزين لديه، كما تصاعدت الانتهاكات بحق المسافرين وتسببت بضغوط على “هادي” الذي شكل لجنة برئاسة “عبدالعزيز جباري”، والذي اعترف قبيل استقالته من اللجنة بتدخلات فظيعة تحدث في المنفذ ..
كان “جباري” يعتقد ـ على ما يبدو ـ بأن تصريحاته قد تخلص إلى نتيجة على الأقل في فصل الإدارة عن جيش الأحمر، لكنه فوجئ بتهديدات من قيادات التحالف، ولم ينطق بعدها بكلمة، وفقاً لتقارير صحفية ..
لم تقتصر معاناة المواطنين في هذه المنطقة على الرسوم الجائرة والاعتقالات التعسفية بقدر ما تفاقم الأمر وبات الجميع عرضة للتقطع والنهب على طريقة القطاعات القبلية التي عانت منها عمران لعقود، لكن رغم ذلك لم يتجرأ أحد على مقارعة الأحمر . سيطرة “هاشم” على منفذ الوديعة ذكّرت الجنوبيين بسيطرة شقيقه الأكبر في العام 1994 على مطار سيئون، لكن مثلما خرج “صادق” سيخرج هاشم، لا سيما وأن من ملك وطرد بالأمس هو ذاته من يعيد السيناريو اليوم، ولا دور لهاشم سوى لعب المرسوم في الخطة، ولا خيار أمامه سوى البحث عن مكان آخر للارتزاق .