عندما يجتمع الجشع مع الغباء.. بأكثر من مليونين دولار ساحر أفريقي يحتال على تاجر عماني
محتال مُتمرس يختار ضحاياه بعناية فائقة، وتعجبه الأسماء اللامعة والبراقة فهو لا يختار أي ضحية بل يخطط لها بدقة حتى يأخذ منها ما لا يخطر على بالها.
له صولات وجولات في عالم الاحتيال والشعوذة ويحب أن يلعب مع ضحاياه لعبة “المال”؛ لأنها اللعبة المفضلة لدى معظم الشخصيات التي يستهدفها.
هل من السهل جدا أن يوهمك مشعوذ أو محتال بأنه قادر جدا أن يهبك مال “قارون ” بين ليلة وضحاها؟؟
من القصص الواقعية الني نشرتها “أثير” يتضح فعلا أن شهوة الإنسان اتجاه زيادة ماله قد تجعله مغيب العقل تماما، ويخضع لكل الخزعبلات مقابل الحصول على مال أكثر.
المحتال الذي نتحدث عنه هو محتال عربي الجنسية من القارة الأفريقية، وكل مرة يدخل السلطنة عن طريق التأشيرة السياحية يستهدف ضحية معينة يحتال عليها ثم يخرج من السلطنة ويعود إليها بالطريقة نفسها؛ ليحتال على ضحية أخرى بأسماء وهمية مختلفة.
المحتال في مرة من المرات ادعى بأنه على معرفة بأحد أفراد أسرة الحاكم السابق معمرالقذافي، وعلى معرفة جيدة بالأسرة التي تريد أن تصرف 6 مليارات دولار، ولا يُمكن لهذا المبلغ أن يدخل للسلطنة إلا بالتعاون مع أحد التجار العُمانيين. تواصل هذا المحتال مع أحد التُجار العمانيين المعروفين على نطاق واسع، ووافق على القيام بهذه المهمة طمعًا وجشعًا باستثمار 6 مليارات دولار في شركاته الكثيرة.
أوهم المحتال هذا التاجر بأن عليه الذهاب والسفر إلى “غانا” لإحضار الـ 6 مليارات دولار بالتعاون مع أفراد آخرين مُتعاونين معه ومع الأسرة. وفعلا سافر التاجر إلى “غانا” والتقى بمجموعة أشخاص لكنه لم يتسلّم أي مبالغ منهم بل كان الموضوع فخًّا واحتجزوه لعدة أيام، ولم يستطع التخلص منهم إلا بعد دفع فدية مالية عن نفسه مقدارها “مليون ريال عماني “.
وبعد عودة التاجر للسلطنة وهو مخدوع وضحية لمحتال خطير، فضّل عدم القيام بأي إجراء قانوني اتجاه هذه المحتال خوفًا من الفضيحة، وحفاظا على ماء الوجه.
المحتال عاد مرة أخرى للسلطنة واحتال على مسؤول حكومي، فبينما هو في أحد المساجد لاحظ وجود شخص مندمج في تحضير الطقوس الصوفية (أخ المسؤول) فاقترب منه بداية بالسلام والسؤال عن الأحوال والأسماء ليخبره بأنه قادر على القيام بأشياء خارقة خارجة عن المألوف ومنها جلب الثروة والمال.
قام شقيق المسؤول بتقديم وتعريف أخيه على هذا المشعوذ والمحتال لعله يجني منه مالًا أكثر، وبعد عدة جلسات ولقاءات وتوطيدا للعلاقات، أوهم المحتال هذا المسؤول بأن هناك كنزًا في مزرعته الفلانية، ولكي يستخرج هذا الكنز الثمين الذي سيزيد من ثرائه يحتاج لمبلغ وقدره 60 ألف ريال عماني. لم يتردد المسؤول في دفع هذا المبلغ؛ لأنه توهّم بأن الكنز سيعود عليه بمبالغ تفوق هذا المبلغ بأضعاف. كم هو محظوظ هذا المحتال لأنه نال ثقة هذا المسؤول بكل سهولة فحصل على المال المطلوب، وفر هاربا ليصبح الكنز في خبر كان.
وبعيدا عن أضواء الفضيحة فضّل المسؤول الضحية الكتمان والصمت وبلا ضجة قانونية أو ملاحقات قضائية، فما قيمة 60 ألف ريال مقابل سمعته كمسؤول؟!
ما الدولار الأسود، وما علاقة أحد المسؤولين به؟
الدولار الأسود بدأ استعماله في فترة ازدهار التجارة غير المشروعة، حيث كان التجار يقومون بدهن الدولار الحقيقي بمادة سوداء تشبه الورنيش، حتى يستطيعوا استخدامه في عمليات التهريب.
ورغم أن الدولار الأسود هو دولار حقيقي في الأساس وكان الكثير يتعامل معه ويشتريه إلا أن المحتالين والمزوّرين قاموا باستغلاله في عمليات النصب والاحتيال باستخدام دولارات مزيفة وطلائها بمادة سوداء وإيهام الضحية بأنه سيصبح غنيا لمجرد حصوله على كمية منها.
نجح المحتال مرة أخرى في الإيقاع بضحية جديدة برتبة “مسؤول” في الدولة ، وأقنعه بأنه من الممكن أن يكون أكثر ثراء مما هو عليه الآن وينقله إلى مرحلة الثراء الفاحش وما يجب عليه سوى شراء كمية كبيرة من الدولارات السوداء التي ستصبح بيضاء لمجرد تبييضها لتتحول إلى ملايين نظيفة في حسابه البنكي مقابل أن يدفع مبلغًا وقدره 250 ألف ريال عماني وهي قيمة المادة الكيمائية المستخدمة في عملية تبييض العملة السوداء وتجديدها.
وبطل القصة “المحتال” لا يختار إلا أصحاب المال، وكالعادة فر هاربا بـ 250 ألف ريال بلا همّ ولا تعب، ليتفاجأ المسؤول بأن الدولارات السوداء التي اشتراها دولارات مزيفة لن تضيف قيمة لرصيده البنكي.
وهكذا فرّ المحتال بمئات الآلاف من الريال، وارتضى الضحايا بعدم إثارة المشاكل والدعاوى القضائية؛ فإغلاق الموضوع أهون عليهم من ذكر أسمائهم أمام أروقة القضاء!
المصدر: أثير