أهالي قرية الشيخ سالم بأبين .. فرحة العودة وشبح الألغام وغياب مقومات الحياة

حيروت – خاص تقرير / خالد عباد

منذ بدء الحرب بين القوات المتصارعة على المناصب ممثلة بحكومة الشرعية والمجلس الإنتقالي في محافظة أبين وتحديداً قرية الشيخ سالم ومدينة شقرة اللتين أصبحتا طوال فترة الحرب ثكنة عسكرية وخطاً للنار, فقد نزح وتشرد الأهالي من قرية الشيخ سالم إلى مناطق متفرقة لقرابة العام والنصف .

وعند إنتهاء الحرب تنفس مواطنو قرية الشيخ سالم الصعداء وعادوا إلى منازلهم بعد معاناة النزوح والتشرد , لكن معضلتهم التي عكرت فرحتهم وجود المقذوفات والمتفجرات والألغام التي تركتها الجهات المتنازعة بعد الحرب الدموية دون مراعاة لحياة الناس إلى جانب غياب تام لمقومات الحياة كالكهرباء والمياه علاوة على ذلك فإنهم لايمتلكون “الفرش  والبطانيات ” التي تقيهم برد الشتاء.

عقب عودة الأهالي إلى قريتهم وفرحتهم برؤية منازلهم , كان الطفل “عبدالله أحمد السمحي” ذو 14 عاماً أول ضحايا مخلفات الحرب في الشيخ سالم , حيث أصيب بانفجار أحد المقذوفات بينما كان يلعب في أحد الشوارع , واضطر الأهالي في القرية لإسعافه إلى مستشفى زنجبار  ومن ثم إلى مستشفيات محافظة عدن.

حيروت الإخباري إلتقى بعدد من أهالي قرية الشيخ سالم  لتلمس أوضاعهم عن قرب ومعرفة معاناتهم , وتحدث أحدهم بالقول :” عانينا من النزوح والتشرد ، فرحتنا بالعودة إلى منازلنا كبيرة كون منازلنا هي التي تحفظ كرامتنا  من ذل النزوح ،لكننا وجدنا واقع مراً ، فأعمال رجال القرية متوقفة كون صيد الأسماك هو المصدر الأساسي للرزق ، ولامجال للعودة حالياً بسبب التلف الذي تعرضت له قواربنا ومعدات الصيد إضافة إلى ذلك خطورة الطريق والخوف من وجود أجسام غريبة قد تعرض حياة الصيادين للخطر.

ويضيف مواطن آخر بالقول :” منازلنا مدمرة ونعاني من البرد في هذه الأيام لعدم توفر الفرش والبطانيات، وجهات الإختصاص لم تلتفت لنا وتنصلت عن القيام بواجباتها وتوفير أبسط احتياجاتنا وهو التيار الكهربائي وخدمة المياه كونه حق من حقوقنا يجب أن نتمتع به كغيرنا .

مواطنة تحدثت إلينا بألم وحرقة عن الوضع المأساوي ومعاناتهم عقب عودتهم إلى ديارهم بوجود معضلات تحول بينهم وبين الحياة ذاتها ، مناشدة المنظمات الدولية بالتدخل العاجل لإنقاذهم وتوفير لهم ما يحتاجونه من مواد غذائية وإيوائية، إلى جانب القيام بعملية مسح للألغام والمقذوفات وانتزاعها حتى تصبح القرية آمنة .