حيروت – بقلم/ خليل أبو عامر
المناورة تحاكي مواجهةً شاملةً، تجهيزاً لأي حربٍ قد يَشنّها الاحتلال على غزة، فمشاركة جميع الفصائل يعطي دلالةً دامغة على التوافق والتنسيق القائم ضمن الغرفة المشتركة الواحدة في غزة.”الركن الشديد” مناورةٌ عسكريةٌ نفّذتها الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة في قطاع غزة، براً وبحراً وجوا، ضمن الإعداد والتجهيز لأي مواجهةٍ مع الاحتلال الإسرائيلي، وشملت إطلاق صواريخ وعمليات إنزالٍ بحري وإنزالٍ جوي وعمليات اقتحام، وقد لوحظ ظهور أسلحةٍ جديدة تمّ تصنيعها على أيدي المقاومة في غزة.تعقيب الغرفة المشتركةأصدرت المقاومة بياناً أشادت فيه بالكفاءة والروح القتالية العالية للمجاهدين، وجهوزيتهم لخوض المعركة في كافة الظروف. وقد أكّدت المقاومة مواصلة العمل على استمرارية حالة التنسيق والتكامل ضمن الغرفة المشتركة الواحدة. جاء البيان بعد الانتهاء من المناورة التي شملت جميع مناطق قطاع غزة، وقد وُصفت بأنها من أعتى المناورات التي جرت، لأوّل مرّةٍ في القطاع.
تندرج الرؤية الصحيحة لهذه التدريبات في إطار تجديد الذات والاستعداد لأي سيناريو قد يلجأ إليه الاحتلال.
إنّ تبنّي الخطط المشتركة من شأنه مقارعة الاحتلال.
ومن الآن فصاعداً، ستُنسب عمليات الفصائل كافةً إلى الغرفة المشتركة، دون نسبها إلى فصيلٍ فردي. إنّ هذه الخطوة ستسهم في تشتيت الاحتلال وتحويل بنك أهدافه إلى صفر.رسائل شديدة ا للّهجةالمناورة تحاكي مواجهةً شاملةً، تجهيزاً لأي حربٍ قد يَشنّها الاحتلال على غزة، فمشاركة جميع الفصائل يعطي دلالةً دامغة على التوافق والتنسيق القائم ضمن الغرفة المشتركة الواحدة في غزة، فمن خلالها يتمّ تجمّعهم وتنسيق العمليات العسكرية، من استهدافٍ لجنود الاحتلال في الأراضي الفلسطينية المحتلة أو إطلاقٍ للصواريخ. إنّ المناورة التي جرت، تُعتبر الأقوى من حيث العروض العسكرية في غزة، مقارنةً بالعروض السابقة التي تمّت بشكلٍ فردي.
هي رسائل شديدة اللّهجة موجّهة للاحتلال، تسلّط الضوء على جهوزية المقاومة أزاء أي مواجهةٍ قد يُقدم عليها أو مقابل أي تملّصٍ في تنفيذ التفاهمات التي ترعاها قطر ومصر والأمم المتحدة، والتي تنصّ على زيادة الدعم المالي من قطر لقطاع غزة وتنفيذ مشاريع البنية التحتية والإنسانية، وحلّ مشكلة انقطاع التيار الكهربائي. الاحتلال يتأهب بمناورة جديدةكان الاحتلال يُقدم على إجراء مناوراتٍ مستمرة على حدود غزة أو جبهة لبنان، فتدوّي أصوات الطائرات وجنازير الدبابات وأزيز الرصاص، وهي تدريبات تحاكي على وجه الخصوص حرباً متعددة الجبهات.
فمنذ العام 2014 حتى 2020، لم يتوقف الاحتلال عن إجراء المناورات العسكرية التي ترسم معارك اقتحام مدنٍ وقرى والتعرض لقذائف هاون والخوض في عمليات الأنفاق والجولات التصعيدية التي يشنّها على غزة بين الفينة والأخرى. يقوم الاحتلال بكل ذلك من أجل اختبار قدرات المقاومة ومعرفة جديد ترسانتها العسكرية.
أما الآن، فقد أصبح عنصر المفاجأة لدى الفصائل يرعب الاحتلال ويحرّك الشارع الإسرائيلي ضد القيادات السياسية لعدم قدرتها على ردع الأجنحة العسكرية في غزة. بات الاحتلال واقعاً بين خيارين أحلاهما مرّ، فإما أن يُعيد حساباته من جديد في سياسات التعاطي مع غزة أو يغامر بخوض الحرب. لكنّ غزة أصبحت قويّةً، على خلاف ما كانت عليه في العام 2008 عندما شنّ الاحتلال عليها حرباً استمرت 24 يوماً، فالعدو يعي جيداً تداعيات حربٍ جديدة على غزة.
التطوّر الميدانيإنّ حصول المناورة في هذا التوقيت بالذات، سببه أنّ المقاومة تعلم جيداً أن الاحتلال يتجهّز لحربٍ من الممكن أن تكون غزة طرفاً مستهدفاً فيها.
وسيعمد العدو إلى قطع الامدادت العسكرية عن المقاومة من خلال المناورات التي يجريها شمالاً وجنوباً، مما أوجب على المقاومة توجيه رسالةٍ عبر هذه المناورة للتصريح عن جهوزيتها.وقد يشكّل ذلك نقلةً نوعية، ففي السابق، كان عمل الفصائل الفلسطينية الأحادي مكشوفاً لدى الاحتلال، وتحركات كلّ فصيلٍ محطّ رصد الاستخبارات الإسرائيلية.
أما الآن، فيرى الاحتلال في العمل الجماعي أداءً مختلفاً، مما يضعف القدرات الاستخباراتية للعدو، بسبب افتقاده للعنصر البشري الذي يُعتبر ركيزةً أساسيةً في تحديد بنك الأهداف؛ ولو كان الأمر عكس ذلك، لكان قد نفّذ عمليةً عسكريةً لاستعادة جنوده الأسرى لدى المقاومة منذ حرب 2014.
تكمن المفارقة في هذه المناورة في أنّها تمّت بشكلٍ جماعي، بحيث أنها استراتيجيةٌ جديدة، قد يكون لها امتداد ، من خلال التصعيد الجماعي وعدم الخروج عن صف الغرفة المشتركة؛ وفي الوقت ذاته، هي رسالة طمأنةٍ للشعب الفلسطيني، أنّ المقاومة على أتمّ الاستعداد في حال ارتكب الاحتلال أي حماقةٍ بحق الفلسطينيين، وذهب إلى التصعيد في غزة.
نقلاً عن الميادين نت