اتفاق الرياض وتجاوز الشق العسكري .. تأسيس لفوضى وإعادة إنتاج الحرب من جديد
حيروت – خاص – عدنان الجعفري :
تفاجئ الشارع اليمني بإعلان تشكيل الحكومة ضمن اتفاق الرياض قبل تنفيذ الشق العسكري حسب آلية بنود الاتفاق الذي ينص على تنفيذ الشق العسكري بكل بنودة التي وردت في الاتفاق ثم يتم تشكيل الحكومة وعودتها الى العاصمة المؤقتة عدن ومباشرة مهامها عقب تأدية اليمين الدستوري، غير ان ما تم من تجاوز لأهم بند من البنود الرئيسية يوحي الى تأسيس فوض وفشل جديد قد يعيد الحرب في جبهة الشيخ سالم ، خاصة وتشكيل الحكومة جاء قبل الانسحاب الكلي من جبهة القتال وتسليم المرافق الحكومية للجهات الأمنية المتفق عليها.
تجاوز اللجنة السعودية الشق العسكري جعل قوات المجلس الانتقالي في اليوم التالي من تشكيل الحكومة ترفض الخروج من زنجبار وجعار بل عززت النقاط الأمنية بقوة أخرى وتواجده في مقر القوات الخاصة وإدارة أمن أبين والشرطة العسكرية والملعب ومعسكر 7 أكتوبر ، فيما مكثت قوات الشرعية في مواقعها السابق ورفضت الانسحاب ومع هذا التوتر كانت اللجنة السعودية تصدر بيانات مخالفة لما هو حاصل في أرض الواقع في أمل للانصياع لقراراتها من قبل الطرفين لكن ذلك لم يحدث ، واشترطت قوات الانتقالي على اللجنة السعودية أن تنسحب مقابل خروج قوات الشرعية من قرن الكلاسي وشقرة ، غير أن الأخير رفض ذلك الاشتراط حتى يتم دخول قواتها إدارة أمن أبين ممثلة بالقوات الخاصة والشرطة العسكرية ولواء اول حماية رئاسية وشرطة الدوريات وأمن الطرق والنجدة الى عدن .
وكان الاستعجال في إعلان تشكيل الحكومة صنع توتر علني حين اعلن قائد القوات المشتركة العميد سند الرهوه رفضه دخول اللواء الاول حماية رئاسية الى عدن دون دخول كافة القوات المتفق عليه وهي شرطة الدوريات وأمن طرق النجدة عدن بقيادة لبيب العبد ، واستلام إدارة أمن أبين بقيادة ابومشعل الكازمي والقوات الخاصة بقيادة العوبان والشرطة العسكرية بقيادة يوسف العاقل -وابلغ العميد الرهوه اللجنة السعودية في حينة للجنة انه لن يتراجع عن قرارة.
وعشية وصول وزراء الحكومة الى الرياض كشف الصحفي ماجد الداعري عن وجود توتر في محافظة ابين، بعد رفض قوات الشرعية الانسحاب من شقرة وقرن الكلاسي ، وهذا ما يجعل قوات المجلس الانتقالي تتقدم لا عادة لتموضع في أطراف مدينتي زنجبار وجعار من جهة قوات الشرعية وتعزيز مواقعها بالطرية والشيخ سالم، تزامنا مع استمرار تعزيز قوات الشرعية المتمركزة هي الأخرى في مواقعها بالطرف الآخر من اتجاه شقرة، حيث لا تفصل بينهما إلا حاجز عسكري لقوات العمالقة المنتشرة بإشراف اللجنة السعودية كقوات فصل محايدة ولا تفرق بين مدرعات وعربات ومواقع الجانبين إلا أعلام دولتي الجنوب والجمهورية اليمنية وصور القائد اللواء الزبيدي رئيس الانتقالي الجنوبي والرئيس هادي المرفوعة فوق آليات ومواقع قوات الشرعية.
ويرى سياسيون ان التجاوزات الحاصلة في اتفاق الرياض ستؤدي الى الإخلال في التسوية السياسية وستكون سببا في خلق الفوضى بين الشرعية والانتقالي قد تتطور الى إعادة الحرب بين الطرفين، حيث بدأت ملامح الخلافات الداخلية عند امتناع وزير الإدارة المحلية حسين عبدالرحمن الاغبري السفر من القاهرة الى الرياض مع بقية الوزراء لتأدية اليمين الدستوري متمسكا باتفاق الرياض على أداء اليمين في عدن وليس في الرياض .