انتحار طالبة عُمانية يهز الشارع العماني: “أنا لست ذاهبة إلى الجحيم”!
هزت طالبة عُمانية بجامعة السلطان قابوس، السلطنة بانتحارها بعد مرورها بظروف نفسية سيئة أدت إلى اتخاذها هذا القرار المأساوي.
وتداول ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، آخر رسائل الطالبة زوينة الهنائي والتي قيل أنها كتبتها قبل أن تقدم على الانتحار بأيام، وقد كتبتها بخط يدها باللغة الإنجليزية.
وجاء في بداية الرسالة: ” أجلت ما سأقدم على فعله أكثر من مرة، ترددت كثيرًا، ولكن سأفعلها الآن. لا أعلم ما أقول، من الصعب التفكير جيدًا وأنت مقدم على الانتحار. الليلة الماضية خرجت لأمشي جولتي الأخيرة.السماء كانت رائعة، ووابل الشهب كان الشيء الذي أحتجت لرؤيته”.
وتابعت زوينة: ” كان في غاية الجمال، وكان هنالك ذلك الشهاب الضخم الذي أضاء المكان كله من حولي، بالتحديد المنظر الذي رغبت أن أراه حينها”.
وتحدثت زوينة عن الحياة بعد الموت فكتبت: “لا أؤمن بالحياة بعد الموت، فكرت بهذا الأمر، وحينها أدركت أن جسدي مجرد كومة من الجزيئات، كانت هنا قبل أن أولد حتى، وستبقى هنا بعد أن أموت، وفكرت بالرحلة التي مرت بها هذه الجزئيات، وأنها كانت أجزاء من أشياء أخرى قبل أن تكون أجزاء مني، وأنها ستصبح أجزاء من أشياء أخرى بعد أن أموت”.
وحول سبب انتحارها، كتبت زوينة: “لما أنا على وشك الانتحار؟ في الحقيقة، الآن، أنا لا أملك نفسي. ولا أملك القرار لأختار كيف أعيش، وليس مسموحا لي أن أختار من أكون. أعيش حياة مليئة بالحزن والوحدة. لذا كل الأحلام، وكل الأمنيات التي حلمت أن أحققها وأصنعها، هي فقط في عقلي. وليست واقعا”.
وتابعت: “لذا لأجيب على سؤال: “لماذا سأنهي حياتي” ليست الفكرة أصلا في كوني أملك سببًا لأنهي حياتي. في الحقيقة، نفذت مني جميع الأسباب التي تجبرني على البقاء”.
ولمحت زوينة في رسالتها إلى قيود المجتمع، وقالت: “أنا غاضبة! غاضبة بشدة على هذا المجتمع المريض الذي يقوم بطمس هوياتنا ويجعلنا منافقين. المجتمع الذي استمر بقتل أحلامنا، واخترع ما يسمى بالسمعة، التي لطالما كرهتها، والتي لم تقم بشيء سوى تغطية الشر وسلب حقوق الأبرياء”.
وتابعت: “أنا غاضبة على الإله الذي قمتم بإيجاده، والجرائم التي ارتكبتموها باسمه. وكيف غضيتم ضمائركم عن مساعدة الضعفاء الذي يعانون ، باسمه أيضًا. ثم تقولون “سيساعدهم الله” انظروا حولكم!الحياة عبثية، الناس يقتلون ويبقى المجرمون على قيد الحياة! الخونة يفوزون والشرفاء يخسرون، لا توجد عدالة، ولا يوجد إله! ليس لكم إلا بعضكم البعض، لذا احبوا بعضكم البعض، واعتنوا بالآخرين، مدوا لهم يد العون”.
ووجهت زوينة وداعاً خاصاً لأصدقائها وكتبت: “هناك الكثير لقوله، ولكن لا أستطيع قوله كُله، سأدعه لكم لتجدوه بأنفسكم، لأولئك الذين أحببتهم: للأصدقاء الطيبين والأناس العظماء، أنا سعيدة جدا لأنني حصلت على فرصة معرفتكم، وأنا أحبكم بصدق. إن كان هذا سيسبب لكم أي ألم فأنا آسفة، أنا آسفة جدا”.
وختمت زوينة رسالتها: ” وأخيرا تبقى شيء واحد لإيضاحه، أنا لست ذاهبة للجحيم، أنا خارجة منه”.
وتصدر وسم #وداعا_زوينة التريند عبر “تويتر”، والذي ألقى خلاله المغردون باللوم على عائلتها والمجتمع معتبرين أن الضغط الذي تم ممارسته عليها تسبب بأخذها هذه الخطوة.
وكتب الصحفي العماني المختار الهنائي: ” مؤسف جدًا ذلك الخبر، ومحزنٌ أن تنهي إنسانة في مقتبل عمرها حياتها وهي تقول “خرجت من الجحيم” أي جحيم هذا الذي عاشته يجعلها تهرب من الحياة هكذا؟! موضوع مفجع لا يجب أن يمر بسهولة ، يجب التحقيق فيه ونقاشه في العلن.”
ووجه الهنائي في تغريدة أخرى رسالة إلى العائلات: ” لكل أسرة: تحسسوا أبناءكم واستمعوا إليهم، لا تحاصروهم في خندق بعيدا جدًا عنكم، لا تقيدوا حريتهم وتقطعوا معهم حبال النقاش وتبادل الأفكار ، آمنوا بأفكارهم وتوجهاتهم، كونوا قريبين منهم حتى وإن كانت أفكارهم لا تروق لكم أو للمجتمع”.
وانتقد الهنائي المجتمع قائلاً: ” كفاكم تمثيلًا لدور الرقيب والحسيب، كفاكم رمي الآخرين بما لا ترضون به لأنفسكم، حرية الآخرين حق مشروع لهم، وكل إنسان له الحرية في أن يعيش حياته كما يشتهيها، قد تكون الرمية عبارة عن كلمة، لكنها تصيب القلوب والعقول”.
هذا ولم يصدر تعليق رسمي بعد من الجهات المسؤولة حول انتحار زوينة حتى لحظة كتابة الخبر، كما لم يتضح كيفية إقدامها على إنهاء حياتها، تاركةً موجة جدل وحزن وتساؤلات كبيرة خلفها.