الكشف عن اداة جديدة تستخدمها السعودية للسيطرة على المهرة
حيروت – متابعات حاصة :
كشفت دراسة ميدانية عن اداة جديدة استخدمتها المملكة العربية السعودية للسيطرة على محافظة المهرة عقب تلقيها رفضا شعبيا كبيرا لتواجد قواتها في المحافظة التي تسعى جاهدة للسيطرة عليها .
وقال رئيس تحرير صحيفة ” الموقع بوست ” عامر الدميني ان محافظة المهرة لم تعرف التيار السلفي في تاريخها مشيرا الى ان ما كان قائما فيها من تواجد لهذا التيار كان محصورا ببضع طلاب التحقوا خلال فترات متفاوتة بالمدرسة السلفية الدينية التي أسسها الشيخ مقبل هادي الوادعي في منطقة دماج بمحافظة صعدة شمالي اليمن في ثمانينيات القرن الماضي.
وأضاف الدميني في دراسة ميدانية نشرها في ” الموقع بوست ” انه مع التحولات التي شهدتها المهرة منذ مجيء القوات السعودية إليها في نوفمبر من العام 2017، ازدهر نشاط هذا التيار في المحافظة بشكل غير مسبوق، وتواجد في عدة مديريات، حتى أصبح ظاهرة مقلقة استدعت خروج مواطنين للتظاهر مطالبين بوقف جماح هذا التيار المتصاعد، والدخيل على محافظتهم.
وأكدت الدراسة ان السلفية تسللت إلى اليمن بفعل الدعم والرعاية السعودية المقدمة لهذا التيار والأموال الكبيرة التي أغدقتها الرياض على المعتنقين له، مما أدى إلى انتشاره بسرعة كبيرة في عدة بلدان عربية وإسلامية، بما في ذلك اليمن، الذي تشكلت فيه أولى طلائع التيار السلفي على يد مجموعة من الطلاب الذين تلقوا تعليمهم في السعودية، وأبرزهم الشيخ مقبل الوادعي (1937م – 2001م).
وأكدت الدراسة ان محافظة المهرة الواقعة في أطراف اليمن ظلت بعيدة عن هذا التيار، وانخرط عدد بسيط من شبابها بما يقارب الخمسة أشخاص في التيار السلفي في بداية العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، لكنهم مثلوا لاحقا النواة الأولى التي تسلل منها هذا التيار لمحافظتهم.
وأشارت الدراسة الى ان حادثة الحرب التي شنتها جماعة الحوثي على التيار السلفي في معقلهم الرئيسي بمدينة دماج مطلع العام 2014 وخذلان الحكومة للسلفيين كانت سبب من أسباب هجرة السلفيين إلى عدة مدن يمنية، بحثا عن مكان آمن الا انه ومع سقوط العاصمة صنعاء بيد الحوثيين في سبتمبر من العام 2014، تدافع هؤلاء إلى محافظات أبعد علهم يجدون الملاذ الآمن، وكانت المهرة واحدة من تلك المحافظات التي وصلوها.
وأوضحت الدراسة ان محافظة المهرة شهدت وصول أول المنتمين للتيار السلفي في العام 2014 أي في العام الذي شهد ذروة التصعيد ضد السلفيين في محافظة صعدة، وانتهى بسقوط العاصمة صنعاء بيدهم حيث وصل في تلك الفترة مجموعة من الطلاب إلى المهرة بصحبة منتمين من التيار ينحدرون من محافظات أخرى وسعوا لتأسيس مركز سلفي في مديرية حصوين لكن أبناء المنطقة تصدوا لهم ومنعوهم من تأسيس المركز، وجرى طردهم، وإرغامهم على مغادرة المنطقة.
وسعت السعودية في الدعم لتمكين السلفيين من البقاء في قشن، وإدماجهم في المجتمع، بما يفضي لإيجاد تركيبة سكانية دخيلة، وتعزز هذا بزيارة محافظ المهرة السابق راجح باكريت برفقة قيادات عسكرية سعودية إلى مديرية قشن ولقائهم بجموع السلفيين هناك.
وساهم تواجد التيار السلفي في تعزيز ارتباطهم بالأجندة السعودية، وتلقي الدعم المالي منها، ويتحدث أبناء المنطقة عن دعم مالي قدمه لهم المحافظ السابق راجح باكريت باعتبارهم نازحين، الأمر الذي سهل تواجدهم وتحركهم وتنقلهم داخل المحافظة.
واشارت الدراسة الى ان الحضور السلفي المدعوم سعوديا ستمركز في محافظة المهرة بذات النطاق الجغرافي الذي تسعى السعودية عبر قواتها لتعزيز تواجدها فيه، وهي الأماكن المطلة على السواحل بشكل أكبر، كقشن وحصوين والغيضة .