السعودية: سباق لإعادة بناء جيش يدين للرياض بالولاء وتفكيك قوات الانتقالي والنخب
حيروت- خاص:
بدأ التحالف ممثلاً بالمملكة العربية السعودية خطوات عملية لإعداد قوات تابعة للجيش اليمني في المحافظات الجنوبية تدين له بالولاء وتتلقى التعليمات من الغرف السرية في الرياض، بالتوازي مع حل قوات المجلس الانتقالي الجنوبي، وإضعافه عسكرياً.
هي إذا إحدى حلقات الصراع الخفي بين “الأخوة الأعداء” في التحالف، السعودية والإمارات، تتصدر الواجهة، كما يرى البعض، بعد تعدي النزال بينهما مرحلة الحملات والهجمات الإعلامية المتبادلة والاتهامات بالانحراف عن أهداف التحالف في دعم الشرعية وإسقاط التمرد الحوثي.
أحدث تطورات المشهد العام للخلاف السعودي الإماراتي، الإعلان في محافظة أبين ولحج عن فتح عملية تجنيد بدأت قبل يومين لتشكيل لوأئين أحدهما في منطقة الصبيحة.
مصدر عسكري قال لصحيفة مدعومة من السفير السعودي محمد ال جابر، إن اللوائين سيكونان بقوام 6 الف مقاتل وبدعم من التحالف العربي، مؤكدا على أن هذه الالوية ستكون ضمن قوام الجيش.
تصريح المصدر العسكري، يحمل في متنه، دلالات عميقة على وصول الرياض إلى قناعة بأن كل التشكيلات العسكرية التي زرعتها الإمارات في الجنوب لابد أن تحل، ويتم الاعتماد فقط على الجيش اليمني لإدارة المناطق الجنوبية المحررة، ومحاولة الضغط على “أنصار الله” للقبول بالتفاوض وإنهاء الحرب بأقل الخسائر الممكنة على التحالف والشرعية.
أول ملامح التوجه السعودية برزت من خلال منحها الضوء الأخضر للجيش اليمني في شبوة بسحق قوات النخبة الشبوانية، وطردها من غير رجعه من المحافظة، ورهن عناصرها للمجهول أو وضعهم أمام خيار صعب وهو الزج بهم في جبهات القتال ضد “أنصار الله” على وعد غالباً ما يكون مخادعاً، بدفع مستحقاتهم المتراكمة منذ 5 شهور أو تسجيلهم ضمن قوات الجيش اليمني، ما تعرضت له قوات النخبة من دهس في شبوة، خيار يهدد أيضاً قوات النخبة الحضرمية التي يعاني أفرادها من عدم دفع مرتباتهم بانتظام منذ أعلنت الإمارات خروجها من اليمن وتخليها عنهم رسمياً،والفارق بين النخبتين الشبوانية والحضرمية إن الثانية لم تتورط في مواجهات مع الجيش اليمني لامتلاكها سلطة محلية تعزف على جميع الأوتار والألحان، وهمها الأول احتفاظ قيادتها بمناصبهم وتركهم يغرقوا المحافظة بالفساد المالي والإداري والغلاء الاقتصادي الفاحش والانهيار الخدماتي والعمليات الإرهابية التي تضرب بين فنية وأخرى وادي حضرموت ومن غير المستبعد أن تصل نيرانها إلى الساحل قريباً.
الإحلال والتفكيك هو السيناريو المتوقع الذي ينتظر كل القوات التي دربتها ورعتها ومولتها الإمارات طوال السنوات الماضية، ولم يسلم منها إلا من تسارع قياداته بإعلان ولائها للشرعية تحت مظلة السعودية والالتزام التام بتعليماتها حتى لو كان على حساب هلاك أفرادها بدفعهم للقتال ضد “أنصار الله” في جبهات بعيدة عن أرضهم، ليدفنوا تحت ترابها وكأنهم كانوا مجرد عدم.