تتلاطم الأحداث العسكرية والإقتصادية بمدينة عدن لمنع الإستقرار المعيشي للمواطن في ظل وضع غير مستقر وحكومة هاربة في الرياض وبنك مفلس ينتهج سياسة التأزيم ولايمتلك الخبرة الإقتصادية لانتشال الوضع وتحقيق القيمة النقدية للعملة الوطنية يقابل ذلك الأحداث العسكرية وهيمنة القوى لبسط النفوذ العسكري في التهام ماتبقى من معسكرات وثكنات عسكرية لصالح الحزام الأمني الخاضع للمجلس الإنتقالي،الذي يسعى إلى توحيد كافة الألوية تحت قيادة الحزام الأمني وإلغاء المسميات الأخرى.
في عدن كاد الإشتعال المخفي أن يطفو على السطح ويتفجر شرارة في مدينة انهكها التدهور الإقتصادي لولا تدخل عيدروس الزبيدي رئيس مايسمى المجلس الإنتقالي في إعطاء توجيهات بوقف الإصطدام المسلح مع تشكيل لجنة تباشر مهامها بحسب معسكر خلف السواحل بخورمكسر من تحت قيادة شلال علي شائع وجلال الربيعي وتسليمه للقائدين محسن الوالي ونبيل المشوشي المنتميان للمجلس الإنتقالي.
على الرغم من احتواء الإقتتال المسلح بعد انفجار طقم عسكري بالتزامن مع توتر غير مسبوق، غير أن التراشق الإعلامي بين إعلاميي المجلس الإنتقالي مايزال يوضح وجود إنشقاق وتخوين واتهامات لقيادات من العيار الثقيل بوسط المجلس تسعى للإنقلاب بدعم وتمويل وزير الداخلية المهندس أحمد الميسري، وهذا حسب ما أورده صحفي المجلس الإنتقالي صلاح بن لغبر.
ووجه الصحفي بن لغبر أصابع الإتهام لما حدث في عدن الى قيادات في المجلس الإنتقالي أنها خططت لتفجير إنقلاب من مدينة الرياض في السعودية ، مهدداً بكشف اسماء القيادات التي شاركت في العملية.
وقال الصحفي الإنتقالي صلاح بن لغبر: أن قيادة الخلية في الرياض مهامها عقد إجتماعات والتخطيط ومن ضمنهم «قيادات جنوبية كبيرة» تطبخ المؤامرات والحملات التمهيدية. وعلى الصعيد نفسه يؤكد الصحفي المحسوب على المجلس الإنتقالي حسين الحنشي«انه تم إفشال وكشف آخر وأكبر المحاولات وبالتوازي كان هناك استعداد لنسف التحرك الذي اريد له ان يساند هذا المخطط»
وكتب الصحفي صالح الضالعي المقرب من عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الإنتقالي هاجم فيه الصحفيان « بن لغبر والحنشي » مقالاً يحمل عنوان «الى صلاح بن لغبر وحسين حنشي» قال فيه «حينما تاتي الطعنة القاتلة في خاصرتنا ممن كنا نحسبهم بانهم مساندون للقضية وممن يقفون مع مشروع استعادة الدولة الجنوبية فهنا كان الغدر ، لقد خنتم وتعاملتم مع الاخونج ومع قوى الاحتلال اليمني بتفنن ببثكم الإشاعات والتشكيك بقيادة المجلس الانتقالي وزرع الفتنة والشقاق بين الاخوة اصحاب الهدف الواحد والمشروع الواحد»
وأضاف صالح الضالعي بمقاله «لاتجعلونا نكشف اسرارا تتعلق بكم دعوها مستورة وتحفظنا عليكم ليس خوفا منكم لكونكم اعلاميين وانما نحن نراعي وحدة الصف الجنوبي فالمؤامرة التي تتحدثون عنها انما هى نسجت وطبخت في وسائل إعلام المحتل اليمني وانتم قمتم بالدور المطلوب وكفيتم ووفيتم على ماقمتم به»
واشار الضالعي بقوله « ان اختياركم التوقيت لبث سمومكم لشق وحدة الصف الجنوبي في وقت حساس وظرف خطير كون قواتنا الجنوبية تخوض استبسالاً في الدفاع عن الارض والعرض بينما انتم تقبعون تحت المكيفات ولم تمس اجسادكم حرارة الشمس لذا لاتدركون عواقب نار الفتنة.
وجاء في مقال الضالعي «صلاح بن لغبر وحسين حنشي لقد طبقتم مقولة نجيب محفوظ بأن الصحفي كالعاهرة كل يوم تنام بحضن رجل ، فإن كان فيكم فعلا نخوة جنوبية فيتحتم عليكم تقديم اعتذار مكتوب بنفس صفحاتكم على مابدر منكم من تضليل وخداع للناس وتأجيج نار الفتنة بين الاخوة اصحاب الهدف والمشروع الواحد مالم فإنكم هدف لنا في قادم الايام والحليم تكفيه الاشارة ومن كذب جرب.” ويعتبر تبادل الإتهامات في الوسط الصحفي لفريق الإنتقالي برهان واضح على الإختلاف والتخوين فيما بينهم.
-إقتصاد للهاوية وغلاء فاحش
اما الجانب الإقتصادي فإن المدينة تعيش غلاء فاحشاً يقود الحياة للهاوية بعد ان خرج عن سيطرة الحكومة والتحالف بشكل علني، وهذا مايراه الشارع العدني بأن المحافظات المحررة تتجه على الطريقة اللبنانية والصومالية من قبل، وذلك بعد توقع تجاوز صرف الدولار للألف الريال ، لاسيما وتسارع الهبوط لن يكون ببطء ماكان عليه الحال قبل ذلك، وعلق المواطنون على إغلاق محلات الصرافة في مدينة عدن بأنه يعد إجراء مؤقتاً ومعتاداً عند أي موجة هبوط جديد لسعر الصرف وبتعميم من جمعية الصرافيين ودليل على غياب اي دور او حضور للبنك المركزي في إيقاف او معالجة كارثة الانهيار المتسارع لقيمة العملة المحلية.
ويرى المحلل الإقتصادي ماجد الداعري « انه سيقفز صرف الدولار الى الألف ريال يمني،بغضون الأيام القليلة المقبلة، مالم يسارع الرئيس هادي الى استباق اعلان الحكومة الجديدة، بقرار تعيين عاجل لمحافظ جديد للبنك المركزي بعدن، صاحب خبرة سوقية كاملة بواقع البلطجة المصرفية القائمة اليوم ويعيد معه تشكيل مجلس إدارة البنك من ذوي الخبرات المصرفية المجربة وأولهم محافظي البنك السابقين وبالتكليف الملزم، حتى تتجنب بلادنا ويلات الكارثة الاقتصادية والمعيشية.
وأشار الداعري الى أن « عندما يصير الألف ريال يساوي دولاراً واحداً سيتم فقدان السيطرة على زمام الأمور وعدم جدوى اي حلول او معالجات مصرفية متأخرة حينها، كونها ستكون الكارثة الكفيلة بإخراج الشعب في ثورة جياع غاضبة وغير مسبوقة، لاترحم كل الأطراف وقد لاتبقي خيرا مع الأسف أوتذر مسؤولا أولصا يتنعم بما نهب من أموال الشعب أو سرق من خيراته وثرواته ومقدراته.