تعيش محافظة أبين منذ أشهر حرباً دامية بين قوات الشرعية والمجلس الإنتقالي دون تقدم أو إنتصار يذكر, الأمر الذي أدى إلى زيادة معاناة مواطني محافظة أبين بشكل عام وكان نصيب الأسد من هذه الحرب العبثية لسكان مدينة شقرة الساحلية التي انقطعت عنهم الخدمات بشكل تام في ظل غياب الجهات الحكومية والمنظمات الحقوقية والإغاثية والإنسانية.
ومنذ أكثر من سبعة أشهر تعاني مدينة شقرة الساحلية من انقطاع التيار الكهربائي بسبب تخريب خطوط النقل الواقعة في خط المواجهة بين الجهات المتحاربة مما زاد من معاناة سكان مدينة شقرة إضافة لانقطاع تام لخدمة المياه وأصبحت المدينة منعزلة عن الخدمات الأساسية ومتطلبات الحياة إلى جانب أصوات المدافع ومختلف أنواع الأسلحة كون المتحاربين قريبين من المدينة مما يثير الهلع والخوف على سكانها .
المواطن أحمد فرج من سكان مدينة شقرة تحدث قائلاً إن شقرة في معاناة لم تشهدها من قبل بسبب الحرب العبثية بين قوات المجلس الإنتقالي والشرعية, قائلا أن الكهرباء مقطوعة منذ أكثر من سبعة أشهر مما جعل تجار الحروب يستغلون هذا الأمر , فالمواطن بمدينة شقرة يتمنى شربة ماء باردة فيضطر لشراء الثلج الذي تكلفته عالية جداً لكن لا أحد يشعر بمعاناتنا.
ويشير المواطن “دهمس خالد” إلى أنه بسبب إنقطاع التيار الكهربائي والحر الشديد في فصل الصيف التي تصل إلى 40 درجة شهدت مدينة شقرة 30 حالة وفاة لكبار السن واصحاب أمراض السكر والضغط .. ألخ.
وعبر عن امتعاضه للصمت الحكومي وعدم شعور الجهات المتصارعة بمعاناة أهالي مدينة شقرة وتحويلها إلى ساحة حرب , مناشداً الجهات السياسية والمنظمات الحقوقية بتوفير الخدمات الأساسية كالماء والكهرباء والتخفيف من معاناتهم.
وأشار عدد من مواطني مدينة شقرة بأن الحرب الحاصلة في جبهات القتال القريبة من المدينة جعلت المنظمات الدولية والحقوقية والإغاثية تعمل أشارة حمراء على المدينة بعدم دخولها.
وأضافوا ” منذ اشتداد المعارك لأكثر من سبعة أشهر لم يستلم مواطنو مدينة شقرة أي مساعدات أغاثية أو أيوائية عكس باقي المناطق التي تستلم شهرياً , متسائلين عن ذنب المواطنين في مدينة شقرة ليتحملوا عبء النزاع السياسي والصراع على الكراسي.
كما طالب المواطنون جميع المنظمات الإغاثية والدولية والحقوقية والمهتمة بالشأن الإنساني بزيارة المدينة بأسرع وقت ممكن وإن يتم معاملتها كباقي مديريات محافظة أبين.
يجدر الإشارة هنا إلى أن أبين بكافة مديرياتها تعاني من اشتعال فتيل الحرب بسماع أصوات المدافع لكن نصيب الأسد كان لمدينة شقرة , فالحرب أيضاً تسببت بعدم مرور المركبات ليلاً كما لايستطيع صيادو المدينة الساحلية النزول إلى البحر سوى بأوقات محددة من النهار خصوصاً أن سكان مدينة شقرة مهنتهم الأساسية صيد الأسماك.