باختصار شديد .. الحل : ضرب القصور!
بقلم / نصر صالح
يرى كثيرون، وأنا منهم، أن وضع نهاية لامتناع بنو سعود عن وقف الحرب على اليمن لن تكون سوى بضرب قصورهم، طالما والقوة الصاروخية للجيش اليمني بقيادة صنعاء قادرة على ذلك، فهي تمتلك السلاح المناسب والقادر على الوصول إلى الرياض وإلى كل نقطة داخل المملكة وبدقة نسبية تفي بالغرض. ذلك أن غطرسة بني سعود وتكبرهم الأخرق يمنعانهم من التسليم بنهاية الحرب، الذي سيكون في صالح اليمنيين بقيادة الحوثي دون ادنى شك.
وما “اللين” الذي ظهر مؤخرا من قبل المملكة، بعد تلميح الأخ هشام شرف وزير الخارجية اليمني باحتمال إقدام صنعاء على ذلك، إلّا تصديق لهذا الحل.
علما أن هذا “اللين”، وهو قبول الأمر الواقع، كان قد ظهر من خلال استئناف السيد جريفثس لمحادثات السلام وتبادل الأسرى، بعيد تصريح المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع، قبل حوالي أربعة أشهر، والذي أعلن فيه – لأول مرة – أن قصور “آل سعود” أصبحت ضمن الأهداف للقوة الصاروخية اليمنية.
لكن السعودية، كعادتها، تعقد قبولها للحلول، وفي مقدمتها وقف الحرب، عندما ترفق خطوات الحل باشتراطات غير مقبولة. فهي تريد تطبيق الشيء وتريد تنفيذ ما يصعِّب بل وما يمنع تنفيذه في ذات الوقت؛ بمعنى أنها وهي في أول قائمة المهزومين (عمليا) في حرب اليمن، تريد من اليمنيين أن يسلموا لها بتحقق أطماعها الخاصة بها وبجني مكاسب استراتيجية خاصة بالمحور الذي تمثله، لم تتمكن من تحقيقة في حرب الخمس سنوات ونصف وهي مسنودة بقوات 16 دولة أخرى واكثر من 34 لواء مرتزق محلي و4 منظمات إرهابية إسلامية وغير إسلامية.
ومؤخرا تعمدت، عبر وكالة رويترز، تسريب خبر مباحثات “سرية” بينها وبين الحوثيين لعمل شريط حدودي عازل بين المملكة واليمن من بين ما تشترط لقبولها وقف الحرب نهائيا، وهذا غاية ما تتمناه المملكة بعد خسارتها الحرب، وهو غير ممكن القبول به من الجانب أليمني، لأنها مثل “إسرائيل” ستطالب ان يكون داخل حدود الجمهورية اليمنية وليس داخل الأراضي التي احتلتها في 1934. وعلى كل فقد قام الأخ محمد علي الحوثي بتكذيب هذا التسريب السعودي عبر تغريدة له بتويتر قبل يومين.
ونعود إلى “ضرب قصور بني سعود”.. واتساءل؛ هل هو مخالف لأخلاقيات الفرسان النبلاء في الحرب الذي يلتزم به مقاتلو الجيش اليمني واللجان الشعبية في صنعاء؟
كما يعلم الجميع، فإن الأمريكان والغرب الاستعماري لهم سوابق في ضرب قصور حكام عرب بل وقتلهم غيلة. مثال ذلك: الرئيس صدام حسين، حيث ضرب الامريكان قصره ثم أعدموه بواسطة أدواتهم نهاية ديسمبر 2006 والرئيس معمر القذافي الذي اغتاله الناتو عبر أدواته الاسلاميين في اواخر اكتوبر 2011، وكان أقدم الامريكان في 1986 على قصف المجمع السكني الذي يقيم فيه الرئيس معمر القذافي وقتلت فيه ابنته المتبناة هناء القذافي، بالإضافة إلى قتل عشرات المدنيين أثناء تلك الغارة. كذلك فعل بنو سعود نفس تلك “المخالفات الاخلاقية” بقتل رؤسائنا داخل اليمن، فهم من قتل الرئيس الحمدي كما كانوا وراء مقتل الرئيس سالم ربيع علي في العام 1977 وإن كانوا استخدموا في العمليتين أدواتهم المحلية. كذلك هم من قتل الرئيس الصماد مباشرة بطائرة مسيرة في أبريل 2018. كما قصفوا بيوت قيادات في صنعاء إلى جانب قصفهم لبيوت المدنيين العزل وتسببوا بسقوط قتلى وجرحى بالآلاف من السكان.
وعليه؛ فلا مخالفة لأخلاقيات الفرسان النبلاء إن قامت صنعاء بالمعاملة بالمثل.
وإذن؛ فلا عذر من قصف قصور بني سعود. ففي ذلك الخلاص.