مواجهات أبين: المال من التحالف والدّم من رأس الجنوبي!
مجدداً اندلعت الاشتباكات بين قوات ما يسمى الحكومة الشرعية، من جهة وبين قوات المجلس الانتقالي من جهة أخرى، شرق مدينة زنجبار بأبين، المواجهات التي اندلعت صباح الجمعة، وخلفت قتلى وجرحى من الطرفين، تجددت بالتزامن مع الحديث عن اتفاق الطرفين لتشكيل حكومة جديدة، الأمر الذي يكشف بأن الاتفاق لم يكن لإنهاء الحرب وتحقيق السلام في المناطق الجنوبية، وإنما فقط جاء ليرّحل المواجهات إلى أجل يحدده التحالف لاشعال فتيل المواجهات مرة أخرى.
ويربط مراقبون بين عودة المواجهات وموقف الرئيس هادي، الرافض لتسمية وزيراً للداخلية خلفاً لأحمد الميسري، بعد أن وضعت الإمارات فيتو على ترشيح الأخير لأي منصب سيادي، من هنا اشتعلت المواجهات كنوع من الضغط يمارسه الطرفان لتحقيق مكاسب في المشاورات، برغم أن الكلمة الأولى في السلم والحرب للتحالف السعودي الإماراتي.
ومنذ أكثر من عام وقوات الطرفين تتمركز وفق خارطة النفوذ المتفق عليها بين السعودية والإمارات، وبرغم مواجهات رمضان الماضي العنيفة، إلا أن التحالف منع أي فريق تجاوز الخطوط الحمر المرسومة من قبله، الأمر الذي بات حديث الجنوبيون سواءً منهم المنتمين للحكومة الشرعية، أو التابعين للمجلس الانتقالي.
في هذا الإطار أكد الدبلوماسي، عبدالكريم قاسم، أن “لا قوات الانتقالي تقاتل من أجل الجنوب، ولا قوات الشرعية تقاتل من أجل الشرعية” مضيفاً أن “الطرفين مدعومين من التحالف، والأخير لا يريد يمن موحد ولا جنوب منفصل”.
من جانبه وصف الإعلامي، حيدرة القاضي، مواجهات أبين ، بـ”العبثية”، معتبراً المنخرطين في المعارك “حمقى وقصار النظر”، لافتاً إلى أن “المخرج الكبير يتحكم بأدواته الاقليمية، والجنوبيون بيادق على ساحة مسبوكة بدماء أبنائهم”.
ويرى مراقبون بأن معارك أبين فقط حلقة من حلقات الصراع الجنوبي- جنوبي، الذي يغذيه التحالف بالمال والسلاح، والمواجهات امتداداً للصراع الذي نشب بدعم التحالف منذ العام 2018، و2019، في عدن، وهو الصراع الذي قسم الجنوب إلى نصفين، وأحدث شرخاً مجتمعياً صعباً ليس من السهل معالجته.
ويتساءل متابعون ماذا بعد تشكيل الحكومة، في ظل استمرار الصراع المسلح بين الطرفين، خصوصاً والشق من اتفاق الرياض المتعلق بسحب القوات العسكرية من مواقعها لم ينفذ وتم تقديم الجانب السياسي، الأمر الذي يؤشر إلى أن السلام بين طرفي الصراع لن يتحقق، وما إعلان الاتفاق عن الحكومة المرتقبة إلا استراحة تليها جولات صراع يشرف عليها التحالف.