ضابط جنوبي يصارع الموت للبحث عن «راتبه» في خيمة الإعتصام أمام التحالف
حيروت – خاص / عدنان الجعفري
لم يدرك الضابط الجنوبي سالم عامر علي وهو في أتون شبابه يؤدي خدمته العسكرية أن جسده سيلتحف التراب تحت خيمة قطنية لا تفي بحماية «جسدة » من حرارة الشمس للبحث عن «راتبة » الموقوف منذ اكثر من 5 اشهر بعد خدمة لسنوات طويلة كان يأمل ان تقوم الحكومة بتكريمه تخليدآ لخدمته العسكرية، لكنها كافأته وعشرات الضباط بإيقاف رواتبهم وحرمان أفراد اسرته.
عل مدى أشهر وجسم الضابط سالم عمر مفطى بالأتربة والرياح وسط صمت مطبق من قيادة التحالف العربي والشرعية رافضين التجاوب مع مطالب المعتصمين المتمثله في صرف رواتبهم التي لم تأت بعد، في ظل إستمرار الإعتصام وسط «خيم قطنية » بدأت عليها اثار التهالك وجنحت لتكدس الرمال على سطحها وفي جوفها قادة عسكريون مستسلمون لواقعهم المرير.
يرابط الضابط «سالم » بأمعاء خاوية ولنحافة جسمه هزمه المرض ليصبح طريح الفراش يواسيه زملاؤه وبعض الخيرين «بدريبات » لاستعادة صحته المهزومة أمام المرض وغطرسة حكومة الفساد، رافضآ العودة الى منزله الخاوي من مستلزمات الحياة نتيجة توقف راتبه وتراكم الديون، فقد باتت «خيمة الإعتصام » سجنه المفضل رغم قساوة البقاء بها على ألم العودة الى منزل به أسرة تنتظر الفرج البعيد.
خيمة الإعتصام «سجن » والمنزل «سجن » في وطن «كالسجن » فيما «السجان » يقبع في فنادق الرياض غير مستشعر بمسئوليته ومن يموت في سبيل البحث عن « راتبه » لا يعنيه ولم يواسيه حتى بـ« تعزيه » فيموت المناضلون ألف مرة كمدآ على اوضاعهم في وسط بلدهم، فيما يتنعم من يسترزق باسم الوطن من مقر إقامته في الخارج ويتحكمون بمصير المواطن دون ادنى مسئولية.
يعتبر الضابط «سالم » وعشرات القادة العسكريون خيمة الإعتصام الحصن المنيع من أصحاب الديون الذين ينتظرون عودة الضباط إلى منازلهم برواتبهم وتسديد ما عليهم من التزامات مالية فضلآ عن تراكمات مبالغ إيجارات المنازل وهناك من «مات » في موقع الإعتصام , وعلى مضض يناضل من تبقى على درب من رحل الى دار الاخرة .