السلطات الأمريكية تعتقل عشرات المحتجين على تاخر حسم نتائج الانتخابات
اعتقلت الشرطة عشرة أشخاص في مدينة بورتلاند الأمريكية وصادرت مفرقعات وآلات حادة وبندقية، بعد مظاهرات وقعت في ساعة متأخرة من الليل، في حين استعانت كيت براون حاكمة أوريجون بالحرس الوطني للتصدي لـ”عنف واسع النطاق” خلال ساعات الليل.
شهد كثير من الولايات الأمريكية احتجاجات بسبب استمرار الغموض وعدم حسم نتائج الانتخابات الرئاسية، والجدل الدائر بخصوص الأصوات عبر البريد.
ونزل المحتجون إلى الشوارع في ولايات مختلفة في أرجاء البلاد كافة، أبرزها نيويورك وفيلادلفيا وشيكاغو ولوس أنجلوس وديترويت ومينابوليس وواشنطن.
وأغلق المحتجون الطرق في ولايات مثل نيويورك ولوس أنجلوس، مما دفع الشرطة إلى تفريقهم بالقوة، واعتقال عدد منهم، في حين شهدت ولايات أخرى مثل فيلادليفا وديترويت وشيكاغو احتجاجات سلمية دون وقوع مشكلات.
والأربعاء ارتفع عدد أصوات المرشح جو بايدن في المجمع الانتخابي إلى 264 مقابل 214 لمنافسه الجمهوري دونالد ترمب، حسب شبكة فوكس نيوز الأمريكية.
ويحتاج بايدن الآن إلى ستة فقط من أصوات المجمع الانتخابي ليحسم السباق إلى البيت الأبيض.
وتبقى حتى الآن 5 ولايات لم تُحسم فيها النتائج بعد هي: ألاسكا ونيفادا ونورث كارولينا وجورجيا وبنسلفانيا.
وتجرى الانتخابات الأمريكية بشكل غير مباشر، فهناك “المجمع الانتخابي” الذي يضمّ ما يُعرف بـ”كبار الناخبين”، وعددهم 538. ولكل ولاية عدد محدد من “كبار الناخبين” يساوي عدد ممثليها في مجلسَي النواب والشيوخ، وأي مرشح يفوز بأصوات مواطني الولاية يقتنص كل حصتها من “كبار الناخبين”.
باستثناء ولايتي نبراسكا ومين، فهما الوحيدتان اللتان تقسمان أصوات المجمع الانتخابي حسب نسبة الأصوات التي يحصل عليها كل مرشح.
وليفوز أي مرشح بالمنصب، لا بد من أن يحصل على الأغلبية المطلقة من أصوات “كبار الناخبين”، أي 270 صوتاً.
وجرت يوم الثلاثاء 3 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، عملية التصويت المباشر من خلال صناديق الاقتراع في الانتخابات بعد أن أدلى نحو 100 مليون أمريكي بأصواتهم عبر البريد والتصويت من بُعد.
وقبل ذلك اندلعت احتجاجات متفرقة في واشنطن العاصمة وولاية واشنطن في الساعات التي أعقبت إغلاق مراكز الاقتراع، لكن لم تقع اضطرابات أو أعمال عنف واسعة النطاق على صلة بالانتخابات الأمريكية.
وظلت نتيجة المنافسة المحتدمة على الرئاسة غير محددة الأربعاء، ما أثار مخاوف من أن يؤدي استمرار حالة عدم اليقين إلى نشوب صراع.
لكن الاحتجاجات الليلية في مدن من بينها سياتل وواشنطن ونيويورك ظلت سلمية إلى حد كبير.
وفي واشنطن تَجمَّع أكثر من ألف شخص احتجّوا على الرئيس دونالد ترمب في ساحة “حياة السود مهمة” ليل الثلاثاء، على بعد مبنى واحد فقط من البيت الأبيض، في حين سار مئات آخرون وسط المدينة، وأحياناً عرقلوا حركة المرور وأطلقوا الألعاب النارية.
وصاح المتظاهرون: “شوارع مَن هذه؟ إنها شوارعنا! “، و “إذا لم نحصل على العدالة فلن يحصلوا على السلام!”.
ورقصت مجموعات من المراهقين في الشارع، في حين كان المتفرجون يهتفون، حسب وكالة أسوشيتد برس.
ورفع المتظاهرون لافتات كبيرة، منها واحدة كُتب عليها “ترمب يكذب طوال الوقت”.
وطعن متظاهرون إطارات سيارة شرطة كانت متوقفة، لتسويتها بالأرض.
وشارك مئات في مظاهرات مناهضة لترمب في بورتلاند وأوريغون وسياتل، واعتقلت الشرطة عديداً منهم.
وهتف المتظاهرون في بورتلاند: “هذا ما تبدو عليه الديمقراطية”، إذ قال المنظمون إن المظاهرة ستكون سلمية، وبغض النظر عن نتيجة الانتخابات الرئاسية فإنهم سيواصلون الاحتجاج دعماً للعدالة العرقية.
وكانت حاكمة ولاية أوريغون كيت براون وضعت الحرس الوطني في حال تأهب، بعدما شهدت بورتلاند احتجاجات ليلية منذ وفاة المواطن جورج فلويد من أصول إفريقية بعد أن وضع شرطي أبيض في مينيابوليس ركبته على رقبته، ولم يستجب لاستغاثته حتى توُفي في مايو/أيار.
وقال رئيس بلدية بورتلاند تيد ويلر على تويتر، إنه “لن يكون تسامح مع أي عنف أو ترهيب أو تدمير إجرامي” ، وإن الناس يجب أن يكونوا “آمنين في أثناء استخدام أصواتهم للدفاع عن وجهة نظرهم”.
وفي سياتل قالت الشرطة إنها اعتقلت عدة أشخاص، من بينهم شخص وضع براغي في طريق، وآخر كان يقود سيارته فوق حاجز وفي ممر للدراجات النارية للشرطة. ولم تقع إصابات.
وأغلقت مئات الشركات في جميع أنحاء الولايات المتحدة أبوابها ونوافذ العرض قبل الانتخابات، خوفاً من أن يؤدي التصويت إلى نوع العنف الذي اندلع بعد وفاة فلويد.
وقالت موريل باوزر رئيسة بلدية واشنطن في وقت سابق اليوم: “بعض الناس يرغب في إحداث الفوضى والمتاعب”.
وأضافت باوزر أنها لم ترَ قط مثل هذا العدد الكبير من الشركات المغلقة، مضيفة: “كل هذا يصيبني بالحزن”.
القبض على 50 شخصاً في نيويورك و10 في بورتلاند
في السياق ذاته اعتقلت الشرطة عشرة أشخاص في مدينة بورتلاند الأمريكية وصادرت مفرقعات وآلات حادة وبندقية بعد مظاهرات وقعت في ساعة متأخرة من الليل، في حين استعانت كيت براون حاكمة أوريجون بالحرس الوطني للتصدي لـ”عنف واسع النطاق” خلال ساعات الليل بعد عملية التصويت في انتخابات الرئاسة.
ونفذت شرطة بورتلاند عمليات الاعتقال بعد أن أعلنت عن أعمال شغب في وسط المدينة، في حين قالت شرطة نيويورك إنها ألقت القبض على نحو 50 شخصاً في احتجاجات اندلعت بالمدينة في ساعة متأخرة من مساء الأربعاء.
وشوهدت مظاهرات مساء الأربعاء في عدد من المدن الأخرى، منها أتلانتا وديترويت وأوكلاند، حيث طالب نشطاء بمواصلة فرز الأصوات دون عوائق.
والأربعاء تجمع نحو 100 شخص لحضور فاعلية عن العلاقات بين الأديان، قبل مسيرة في وسط مدينة ديترويت بولاية ميشيغان التي شهدت معارك انتخابية حامية، مطالبين بإحصاء كامل للأصوات، وما وصفوه بالانتقال السلمي للسلطة.
وكان تحالف “الشركاء المحليون لحماية النتائج” الذي يضمّ أكثر من 165 مؤسسة وجماعة ونقابة، نظّم ما يزيد على 100 فاعلية في أنحاء البلاد ما بين الأربعاء والسبت.
المصدر: TRT