48 ألف ساعة : زمن الحرب والدمار على اليمن واغتراب الحكومة في فنادق الرياض
حيروت – خاص / تقرير عدنان الجعفري
مساء أمس الأول مضت 48 ألف ساعة من زمن مكوث الحكومة الشرعية مغتربة في فنادق الرياض بالمملكة العربية السعودية الحليف الرئيسي بالتحالف العربي، ولم ينجز سوى الإبادة للمدنيين بقصف الطيران ، والموت لفقراء تهامة ، والشتات لنازحي الحرب ، والعذاب لسكان المحافظات الساحلية ، وتدهور التعليم والطب ، وانعدام الأمن والإستقرار ، وتفشي الوباء وتدمير البنية التحتية ، وكل هذا والمعاناة مستمرة ولم تنتهي في ظل حكومة مغتربة حتى اليوم.
لعنة تاريخية كبرى لم يشهدها التاريخ اليمني منذُ إن خلقت البشرية على وجه الأرض ، سيتداول مآسيها الأجيال على مر الحياة ، وسيتساءل الطفل بعد بلوغه للحياة عن أمة وأفراد أسرته التي مزقتهم طيران التحالف بقصف جوي وهم في منزلهم أمنيين ، لم تبارح ذاكرة الطلاب الذين دمر مدارسهم الطيران ، ولن ينسى اليمنيين قصف الطرقات وعناء السفر عند التنقل وسط بلدهم المنكوب.
المآسي كثيرة تشكلت في فيلم الحرب اليمني الذي بطلة رئيس الجمهورية (هادي) ولعب الدور في المشاركة تحالف الدمار بقيادة الجارة المؤذية المملكة العربية السعودية وشقيقتها للصلف العربي دولة الإمارات وبدعم وتمويل (صهيوني) ليكون ضحيته شعب يمني أصيل تعرض للمكر من ولات الأمور الذين ارتهنوا للخارج وتجردوا من وطنهم ووطنيتهم مقابل إغترابهم والعبث في ما تبقى من ثروات البلاد المنهار اقتصادياً.
في غفلة زمنية من عمر الحرب على اليمن يرصد ” حيروت الإخباري ” أبرز المحطات الأليمة التي مر بها شعب بلغ عدده 30 مليون نسمة يعيش في وطن تأمر علية حكامه وتركه فريسة للمصالح والأطماع الخارجية التي دمرت كل شي جميل على المستوى العام والاقتصادي والأمني بصورة إنتقامية وتعد الأشرس على مر العصور.
أستدعى الرئيس هادي التحالف العربي لغرض إستعادة الشرعية ومنذ أكثر من 5 أعوام لم تستعاد الشرعية ولم يعود الرئيس من غربته في فنادق الرياض ، ماحدث هو تدمير وطن وقتل مواطن ، وبيوت مدنيين قصفها الطيران ، وإستهداف أسواق شعبية بصواريخ محرمه دولياً مزقت أجساد مواطنين إلى أشلاء، وقتلت شعب بأسره في محاربته اقتصادياً بقصب المصانع والشركات وتحويلها إلى إنقاض مبعثرة.
بعد أكثر من 5 أعوام حرب يتمنى الرئيس هادي بعودته للوطن بدلاً عن إستعادة شرعيته في الداخل ، مثلما غدر الرئيس بشعبة هاهو يغدر به من تحالف معه ليذيق الشعب ويلات الحرب ، بينما الفارق بين المتحالفين إن الشرعية وحكومتها في فنادق فارهة بينما الشعب اليمني لم يستطع توفير قوت يومه له ولأسرته ، وكل هذا يحدث والمنظمات مدعي الإنسانية لم تقدم ما يخفف من أوجاع هذا الشعب المغلوب على أمره.
من الواضح إن التحالف العربي زرع في المحافظات المحررة تشكيلات أمنية بصورة قنبلة موقوتة لم تتمكن الشرعية الخلاص منها وستدفع ثمن سكوتها إزاء ذلك ، كما يدفع المواطن اليمني فاتورة الحرب بصمت الجميع ، فحافة الهاوية التي كان الشعب اليمني يتخوف منها قبل تدخل التحالف في اليمن أصبحنا اليوم نسكن في جوف تلك الحافة التي شردت شعب وأوقفته عن عملة ودفعت بأسر متعففة إلى كشف حالها المعيشي المزري.
من إنجازات التحالف العربي والشرعية إغراق الأسواق بالعملات اليمنية الجديدة دون غطاء نقدي يحافظ على مكانتها الإقتصادية مما تسبب في هبوط العملة اليمنية أمام العملات الإجنبية وكان مردودها كارثي في إرتفاع الأسعار بكل المجالات الشرائية.
فقد باتت الشرعية تدعم التحالف بمواقفها السلبية وتدفع قيمة كل طلقة رصاص بسعر مضاعف يقدمها التحالف إلى ساحة الحرب من خلال ترك الثروات اليمنية تحت تحكم وسيطرة التحالف الذي يعوض خسائره منها بصورة مباشرة ، ومع ذلك لم تقدم الحكومة الشرعية ولو بيان واحد يستنكر قتل المدنيين وإقتصادها لكونها عاجزة عن تنفيذ رغبتها في العودة إلى عدن التي باتت تحت حكم وسيطرة السعودية والإمارات.
فقد أتضحت المؤشرات لن تعود عدن والمناطق الشرعية إلا بثورة شعبية وطنية تطالب بإخراج التحالف العربي من اليمن وإيقاف تدخلاته في الشان اليمني ومحاكمة أعضاء الحكومة الشرعية جراء فسادهم الممنهج وتقديمهم للمحاكمة العلنية ما دون ذلك ستظل حياة كل مواطن يمني محاطة من كل جانب بالوباء والموت والفقر وفقدان مصدر الرزق لكل فرد وسط بيئة منفلته أمنياً .