البركاني ينقلب على الإمارات بتحرك برلماني ضاغط على “الشرعية” (تقرير خاص)
حيروت- خاص
يبدو بأن صحوة الضمير ونبض عرق الوطنية قد دبت فجأة في جسد رئيس مجلس النواب التابع للرئيس عبدربه منصور هادي.
النائب والشيخ سلطان البركاني، لم يترك البرلماني علي المعمري لوحده بعدما رفع تسأولات للحكومة “الشرعية” الحكومة اليمنية, بتقديم توضيحات حول مساعي وتحركات الإمارات لإنشاء قواعد عسكرية في محافظة أرخبيل سقطرى.
البركاني، سارع للبناء على أطروحات المعمري فرفع مذكرة، لرئيس مجلس الوزراء معين عبدالملك، يطالبه بالرد على تساؤلات الأول التي تضمنت معلومات عن تسيير رحلات طيران وبناء أبراج اتصالات وتملك أراضي من قبل إماراتيين في جزيرة سقطرى.
لم يفت البركاني في مذكرته التي حصل “حيروت الاخباري” على نسخة منها الضغط على الحكومة لتقديم إيضاحات بشأن للبرلمان بالتطورات التي تشهدها سقطرى بحسب الموعد المحدد وفقاً لأحكام الدستور واللائحة.
مصادر قالت لـ”حيروت الاخباري” بإن تحرك البركاني يعد بمثابة انقلاب على الإمارات، التي كانت تعتقد بأنه رجلها الأول في البرلمان، وهي التي دفعت بتمكينه لرئاسة المجلس.
وأشارت المصادر إلى أن البركاني لربما يفضل حالياً السعودية على الإمارات، بعدما أعلنت الأخيرة التطبيع مع إسرائيل، وباتت بمثابة دولة مستعدة للتعاون الوثيق مع الكيان الغاصب حتى ولو كان على حساب مصالح الاخرين وبالذات اليمن، من خلال فتح قواعد عسكرية لتل أبيب قد تكون أولها في جزيرة سقطرى.
وذكرت المصادر بأن البركاني السياسي المحنك في عهد الرئيس الراحل علي عبدالله صالح، بدأ يفكر جديا في خطورة توظيف مجلس نواب هادي لتمرير صفقات لا تخدم دول “التحالف” وإنما إسرائيل ما قد يسجل كوصمة عار على جبينه كرئيس للبرلمان.
وهناك من يرى بأنه من المبالغة تحميل موقف البركاني فوق حجمه، واعتبروا بأنه اتخذه بعد استفحال الخلافات ما بين أجنحة المؤتمر الشعبي العام، ومساهمة الإمارات في تفكيك الحزب بدعمها احمد وعمار علي عبدالله صالح، اللذين تفرض عليهما الإقامة الجبرية في أراضيها منذ بداية الحرب قبل 6 سنوات.
وأمام سيل التحليلات التي لن تنقطع بعدما صدر من البركاني من علامات استهفام حول مصير سقطرى، يبقى الفيصل في النفس الطويل الذي يتمتع به عراب تصفير عداد الرئيس صالح، الذي تكمن أهمية موقفه بعد التطبيع الإماراتي مع إسرائيل مع اشتداد المواجهات في مأرب واقتراب قوات صنعاء من إسقاطها بالكامل واحتمال عودة الصدام العنيف ما بين قوات المجلس الانتقالي الجنوبي و”الشرعية” في أكثر من محافظة جنوبية، قد تفقد “التحالف” اخر أوراق حربه القذرة في اليمن، وإفراز معادلات جديدة على الأرض تنسف كل مشروعاته كما جرى في سوريا.