وأعني بهم هؤلاء الذين طفوا على السطح كما تطفوا الطحالب على سطح الماء إذا ركد أو سد مجراه . مهمتهم صارت تبريرية، أو توسيع الطريق وتمهيده لكل خطوة خيانية منحرفة تعن على بال حاكم عربي خرّ خانعاً في مصيدة المخابرات . لذلك صاروا بهذا الدور ، يستسقون ذهب الحاكم إذ يُرمى عليهم من شرفات القصور المليئة بكل أنواع الخيانات والدسيسة والمكر والهوان، وبهذا السقي السام تكاثروا وتناسلوا فأعطيت لهم كل وسائل الإعلام التي يشتريها النفط من كل سوق ومعرض . الشعبوية ظاهرة معروفة في السياسة بوجه عام قديماً وحديثاً وإلى حين يبعثون ، لكن هؤلاء الجدد، وكما حددناهم اصطلاحا إضافياً، إنما برزوا وتكاثروا منذ ظهور عصر الساداتية وادعاءها عن كسر الحاجز النفسي، وهي إنما عصفت بالقضية الوجودية للأمة، تحت هذه الذريعة السمجة التي أطلقت العنان لهؤلاء العابثين من الشعبويين الجدد ومكّنتهم من الهيمنة على مقاليد صناعة الرأي العام وحرف مساره . ومنذ ذلك الحين وطوال عقود هذا الزمن الرديء ، وهم ينفثون تبريراتهم السمجة لكل خطوة حمقاء من خطوات الطبع اللئيم الذي يدير السياسة العربية الرسمية. بل إنهم منذئذ ، وهم يشجعون ويدعون ويتوسلون نحو مزيد من خطوات الإستسلام والخنوع للعدو الوجودي للعرب، دون أدنى رادع من ضمير لمصير كامل الأمة. وهانحن نراهم اليوم على فرعنة مستجدة، تلقوها من خلال الخطوة الشنيعة، التي أقدمت عليها دولة الإمارات المتمادية في لاعروبتها على نحو شائن، منذ سيطرة محمد بن زايد على مقاليد السلطة في هذه الدولة الخليجية، والتي أعطتهم زخما جديداً بنثر صرر الذهب على كل مبرر ومزمر لتماديها في خدمة مشاريع الإستعمار والصهيونية . الشعبوية الجديدة هي إذن، شعبوية التبعية العمياء البدوية المتلفعة ببراقع من لوثة بقعة النفط المهدور . !!