لايوجد تعريف جامع وشامل للثورة فكل التعريفات تختلف في مفهومها بحسب الجهة والهدف والاسلوب . بل إن لكل ثورة تعريف خاص بها بحسب ظروفها الذاتية والموضوعية والامور المحيطة بها (تغيير ، تحرير ).
ولكن هناك مشتركات عامة بين معظم الثورات تجعلنا قادرين على الاجتهاد في استنباط تعريف شبه جامع مع التشديد على كلمة شبه جامع حيث يمكن ان نعرف الثورة بانها : ( فعل تصادمي مستمر تقوم به فئة او فئات من المجتمع لتحقيق اهداف تصب نحو تغيير جذري وشامل ) , وفقاً لذلك الإجتهاد في التعريف او وفقاً للتعاريف الأخرى التي تعتمد على خصوصية كل ثورة على حدة نجد التالي : 1- ان الحراك الجنوبي ليس بثورة بل هو ارهاصات تململ مجتمعي كان يمكن ادارتها بطريقة صحيحة من قبل النخب لتحويله إلى ثورة . 2- على مدار 7 اعوام فشلت النخب الوطنية من تحويل الحراك الى ثورة شاملة بل فشلت حتى من تحويله الى انتفاضة . 3- على مدى 7 اعوام تحول الحراك من تململ جماهيري فاعل اجبر النظام ان يتعامل بردة الفعل الى عمل روتيني نمطي موسمي ذو طابع احتفالي غير قادر حتى على ردة الفعل المناسبة زماناً ومكاناً واسلوباً. 4- خلق نخبة بيروقراطية طفيلية نفعية تدير ذلك التململ عن طريق شعارات هلامية غير قابلة للتطبيق مع اعطائها قداسة تمنعها من النقد والتمحيص والمحاسبة لتجعل منها شيء ريعي يعود بمنافع ذاتية لتلك الطبقة. 5- حصر الحراك من ناحية الأساليب النضالية في الأساليب الاحتفالية والخطابية العاطفية والمؤتمرات البروتوكولية الشكلية حتى يبقى تحت السيطرة ولاينتج التغيير الشامل والجذري ( التحرير ) الذي تصبوا له الجماهير لتسهيل عملية السيطرة والترويض والإخضاع . وعليه يجب اعادة تقييم الحراك كاملاً لتصحيح مساره واستعادته من سراق الثورات قبل ان يصبح وبالاً يصعب التخلص منه.
من حساب الاستاذ أزال الجاوي على الفيسبوك , نشرت بتاريخ 19 يوليو 2013 م