من هو “علي جعبور “؟! للصحفي فتحي بن لزرق
بقلم / فتحي بن لزرق
قال لي :” ألا يذكرونك بشيء وهم يحاربون لأجل مناصب دولة الإحتلال ..؟
قلت له :” قصة قديمة حكاها لي جدي عن علي جعبور!..
ضحك وامسك عنقي بكلتا يديه وهو غارق في الضحك وقال :” أسالك بالله ان تحكيها لي ..
قلت له :” لكنهم سيغضبون..
قال بلهجته العدنية :” احكي واللي يجي لك يجي لي..
قلت له :” علي جعبور هذا رجل ابتليت به منطقته الريفية ، أفاق على الحياة وقد ترك له والده مزرعة كبيرة يتلقاها واد خضير و أعلى الوادي تنتصب تلة كبيرة يتخذها العسكر موقعا لهم .
كبر “علي جعبور” وبدلا من ان يذهب إلى زراعة مزرعته حمل دست بيته وانطلق إلى تلة العسكر وعرض خدماته عليهم وصار يطبخ لهم ويكنس الدشم ويغسل الملابس ويرتدي نفس ملابس العسكر وفي نهاية كل مساء يعود “علي جعبور” حاملا دسته الصغير بما تيسر .
أعواد قات .
كيس شمة.
3ارغفة خبز يابسة وشوية إدام.
مرت السنين وعلي جعبور من منزله إلى الموقع العسكري حاملا دسته صباحا وعائدا في المساء .
حار الناس في أمره .
أوقفوه ،صاحوا فيه :” ياعلي .. ياعلي ..
أرضك ياعلي مزرعتك فيها خير الدنيا والآخرة ، ياعلي مالك ومال العسكر!.
مرت السنين وعلي من عسكر إلى عسكر ، يسقط الموقع بيد قوة جديدة ونظام جديد يخرج علي جعبور حاملا دسته صوبهم ويقول لهم انا معكم .
دست علي جعبور تحول إلى وثيقة تاريخية.
كل عسكر من كل نظام يكتبون شعاراتهم على مؤخرة الدست.
يا ويل ذي با يعادينا قابوس و الا السعودية.
وكل عام يعود “علي” إلى قريته بدريس جديد وعلم جديد يركزه فوق بيته .
علي يتقفز من اليسار المتطرف إلى اليمين الرجعي إلى الامبريالي إلى الاشتراكي إلى الرأسمالي إلى القاعدي إلى الداعشي إلى الايراني إلى الإماراتي .
بيت “علي” امتلئ أعلام وشعارات وصور كل مرحلة وعياله تنوعت أسمائهم مابين ماو ومكسيم وصنعاء وزايد ومزرعته خربت وقريته وأهلها نالهم الضرر كل ليلة يداهمهم علي جعبور فوق طقم والاتهامات جاهزة ويقتل واحد :” هذا رجعي، اشتراكي علماني يميني وحدوي مؤتمري اشتراكي .
مضت كل المناطق إلا منطقة علي و علي حاملا دسته وكل مساء يعود الفتات وقريته في الحضيض.
لانفع علي نفسه .
ولانفع أسرته ولاسلم قريته الضرر.
علي جعبور شاقي مع غيره.
وهؤلاء مثل علي جعبور ، تسلموها دولة كاملة من البريطانيين وفي عامين سلموها التيار الصيني الاشتراكي نزعوها سلموها -السوفييت – الروس – علي عبدالله صالح – ايران – ومؤخرا يريدون بيع البلاد بالقطعة.
والعائد فتات يشبه مايجمعه علي جعبور في دسته.
غيروا البوصلة شرقا وغربا شمالا وجنوبا.
حاربوا الشمال وشيطنوه وتحالفوا معه وضده.
رفعوا شعار التصالح وحاربوا كل القيادات الجنوبية لصالح اخرى يصفونها بالاحتلالية.!
حاربوا الشمال عن بكرة أبيه وشيطنوه وطلبوا من كل الناس تصطف إلى جانبهم.
ذهبوا إلى ايران وفجأة تحولوا إلى الخليج
ومن جمعة القدس إلى مليونية شكرا إمارات الخير.
قالوا الحكومة احتلال واخونج وشيطنوا كل مسئول فيها وفجأة قالوا ان الانضمام إلى ذات الحكومة قمة الوطنية.
قالوا الشيء ونقيضه ..
آذى علي جعبور قرية وآذوا قوم علي جعبور وطنا كبيرا اسمه “اليمن”.
لاحكموا ولاتركوا البلاد تمضي في طريقها.
عيال علي جعبور يريدون انفصال لكن لايملكون القدرة على ذلك ويريدون مناصب الوحدة ويريدون الوطنية بلباس الخيانة.
الحكومة اخونجية داعشية ارهابية احتلالية لكنهم يريدون مناصبها.!
فهل عرفتموهم؟
“نقلاً عن صفحته على الفيسبوك “