لم يغب.. بل بقي أثره في القلوب والمواقف – في الذكرى السابعة لرحيل الشيخ أحمد عبدالله عاطف
بقلم / عبدالله الضلعي
بسم الله الرحمن الرحيم
{ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ }
صدق الله العظيم
في مثل هذا اليوم، قبل سبعة أعوام، ترجل الفارس، وغاب أحد أعمدة الحكمة والوقار، وانتقل إلى جوار ربه الشيخ الجليل أحمد عبد الله عاطف، بعد حياةٍ حافلة بالعطاء، والسعي في الخير، والإصلاح بين الناس، وترك بصمة لا تُنسى في كل قلبٍ عرفه، وكل مجلسٍ حضره، وكل موقفٍ شهده.
لقد كان الشيخ أحمد عبد الله عاطف عَلَماً من أعلام الخير والإصلاح ورمزاً من رموز التآلف والتسامح، لا يكلّ ولا يملّ من السعي في تقريب وجهات النظر، واحتواء الخلافات، وتهدئة النفوس، وجمع الكلمة. كانت كلماته بلسم صدور، ومواقفه تُصلح ما أفسدته الأهواء، وابتسامته توحي بالأمان حتى في أصعب اللحظات.
كان، رحمه الله، مرجعاً يُحتكم إليه عند التنازع، وصوتاً للعقل حين تحتدم الأمور، وقامةً اجتماعيةً يحتشد حولها الناس طلباً للنصح والرأي الرشيد. لم يكن مجرد شيخ عشيرة أو رجل إصلاح بل كان قدوةً في الحكمة، ورمزاً في الحلم، ومعلّماً في ضبط النفس، وسفيراً للقيم الأصيلة في زمن المتغيرات.
عرفه الجميع بصفاء نيّته، ونقاء سريرته، وعدله في القول، ووقاره في المجلس. ما جلس مجلساً إلا وكان فيه إصلاح، وما سُئل عن قضية إلا وكان فيها خير، وما طُلب لحلّ خلاف إلا وكان فيه بركة وسداد. كان، بحق، أباً للجميع، ومظلةً للمتخاصمين، وحصناً للمظلوم، وملاذاً للضعيف.
وإننا، في هذه الذكرى السابعة، إذ نستذكر رحيله، نستذكر أيضاً ما تركه من إرثٍ عظيم، وسيرةٍ ناصعة، ومواقف نبيلة، ومبادئ راسخة ما زالت تضيء طريق من بعده.
لقد بارك الله في ذريته، وخصّه بأبناءٍ بررة، حملوا لواءه، وساروا على دربه، وتحلّوا بصفاته، وتعلّموا منه كيف يكون المرء نبيلاً، حليماً، عادلاً، محباً للناس، خادماً للمجتمع. فها هم أبناؤه اليوم – حفظهم الله – يمضون على نهجه، حاملين اسمه بكل فخر، محافظين على سمعته، عاملين بما علّمهم، ناشرين لما رسّخه فيهم من قيم الخير والتسامح والاعتدال.
نرفع أيدينا بالدعاء، ونبتهل إلى الله تعالى أن يتغمد شيخنا الجليل بواسع رحمته، وأن يرفع درجته في عليين، وأن يجعل قبره روضة من رياض الجنة، جزاءً لما قدّم من خيرٍ للناس، وما بذله من جهدٍ في سبيل الخير وما خلفه من ذريةٍ صالحة تواصل دربه وتستحضر سيرته في كل موقف.
رحم الله الشيخ الجليل احمد عبدالله عاطف وجعل ذكراه باقية في القلوب والضمائر، وجزاه عنّا وعن كل من عرفه خير الجزاء.
{ اللَّهُمَّ لا تَحْرِمْنَا أَجْرَهُ، وَلا تَفْتِنَّا بَعْدَهُ، وَاغْفِرْ لَنَا وَلَهُ }.
والسلام على روحه الطاهرة، وعلى كل روحٍ مشت على درب الحق والخير والإصلاح.