نفى معرفتهم ب ” طوفان الأقصى ” قبل وقوعها .. نصر الله : حربنا مع الكيان بدأت منذ 8 أكتوبر
حيروت – أخبار
أكّد الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، اليوم الجمعة، أنّ “عملية طوفان الأقصى العظيمة والمباركة كان قرارها وتنفيذها فلسطينياً مئة بالمئة”، مشيراً إلى أنّ أصحابها أخفوها عن الجميع.
وخلال مايعرف بذكرى الاحتفال التكريمي للشهداء الذين ارتقوا على طريق القدس، شدّد نصر الله على أنّ “سرية العملية المطلقة هو الذي ضمن نجاحها الباهر من خلال عامل المفاجئة”، وهي “أصبحت اليوم ممتدة في أكثر من جبهة وساحة”.
وأضاف أنّ “معركة طوفان الأقصى وعدم علم أحد فيها تثبت أنّ هذه المعركة هي فلسطينية بالكامل من أجل شعب فلسطين وقضاياه، وليس لها علاقة بأي ملف إقليمي ودولي”.
ووفقاً لنصر الله، فإنّ “هذا الإخفاء لم يزعج أحداً في فصائل المقاومة على الإطلاق، بل أثنينا عليه جميعاً، وليس له أي تأثير سلبي على أي قرار يتخذه فريق أو حركة مقاومة في محور المقاومة”.
وأكّد أنّ “ما حصل في طوفان الأقصى يؤكد أنّ إيران لا تمارس أي وصاية على الإطلاق على فصائل المقاومة”، وأنّ “أصحاب القرار الحقيقيين هم قيادات المقاومة ومجاهدوها”.
ولفت نصر الله، في السياق، إلى أنّ “عملية طوفان الأقصى كشفت الوهن والضعف في الكيان”، وأنّها بحق “أوهن من بيت العنكبوت
“.خلفيات عملية “طوفان الأقصى”
وتحدّث نصر الله عن خلفية معركة “طوفان الأقصى”، موضحاً في البداية أنّ “أوضاع السنوات الأخيرة في فلسطين كانت قاسية جداً، وخصوصاً مع حكومة بنيامين نتياهو الحالية المتطرفة والحمقاء والغبية والمتوحشة”.
وتابع أنّه “معروف لكم وللعالم معاناة الشعب الفلسطيني منذ أكثر من 75 عاماً”، لكن “الحكومة المتطرفة قامت بالتشديد على الأسرى ممّا جعل الوضع الإنساني سيء جداً”.
وأشار أيضاً إلى أنّ “هناك أكثر من مليوني إنسان يعيشون في غزة في ظروف معيشية صعبة دون أن يحرك أحد ساكناً لقرابة العشرين عاماً”، بينما “هناك أيضاً مخاطر عديدة تتهدد الضفة الغربية في ظل مشاريع الاستيطان الجديدة”.
وبحسب نصر الله، فإنّ “سياسة العدو كانت تزداد صلافةً وطغياناً وقهراً، ولذلك كان لا بدّ من حدث كبير يهز الكيان الغاصب المستعلي وداعميه المستكبرين، وخصوصاً في واشنطن ولندن”.
الدور الأميركي في الحرب على غزة
وبشأن الدور الأميركي في الحرب الهمجية على قطاع غزة، أوضح نصر الله أنّ “الادارة الأميركية سارعت برئيسها ووزرائها وجنرالاتها لتمسك بهذا الكيان الذي كان يهتز ويتزلزل من أجل أن يستعيد بعض وعيه ويقف على قدميه من جديد”، لكنّه “لم يتمكن حتى الآن من استعادة زمام المبادرة”.
وأكّد أنّ “هذه السرعة الأميركية لاحتضان إسرائيل ومساندتها كشفت وهن هذا الكيان وضعفه”.
وتساءل: “أن يأتي الجنرالات الأميركيون إلى الكيان، وتُفتح المخازن الأميركية للجيش الاسرائيلي، وتطلب إسرائيل من اليوم الأول 10 مليارات دولار، فهل هذا يعني أنها دولة قوية وتملك قدرة الوقوف على قدميها؟”.
وأضاف: “لو كان موقفنا التضامن سياسياً وبالتظاهر، لكان الإسرائيلي مرتاح عند الحدود الشمالية، وكانت قواته ستذهب إلى غزة”.
وشدّد نصر الله على أنّ “جبهة لبنان استطاعت أن تجلب ثلث الجيش الإسرائيلي إلى الحدود مع لبنان”.
وكشف أنّ “جزءاً مهماً من القوات الصهيونية التي ذهبت إلى الجبهة الشمالية هي قوات نخبة”، مشيراً إلى أنّ “نصف القدرات البحرية الإسرائيلية موجودة في البحر المتوسط مقابلنا ومقابل حيفا”.
وأعلن أنّ “ربع القوات الجوية مسخرة في اتجاه لبنان، وما يقارب نصف الدفاع الصاروخي موجه أيضاً في اتجاه جبهة لبنان”.
وأيضاً “نزح عشرات الآلاف من سكان المستعمرات”، بحيث أنّ “هذه العمليات على الحدود أوجدت حالة من القلق والتوتر والذعر لدى قيادة العدو وجعلته مردوعاً، وأيضاً لدى الأميركيين”، بحسب نصر الله.
وشدّد على أنّ “العدو يقلق من إمكانية أن تذهب هذه الجبهة إلى تصعيد إضافي، أو تتدحرج هذه الجبهة الى حرب واسعة، وهو احتمال واقعي ويمكن أن يحصل، ولذلك فإنّ على العدو أن يحسب له الحساب”.
وقال: “عمليات المقاومة في الجنوب تقول لهذا العدو الذي قد يفكر بالاعتداء على لبنان أو بعملية استباقية، إنّك سترتكب أكبر حماقة في تاريخ وجودك”.