السقوط الأخلاقي للغرب
د.الخضر محمد الجعري
لاتُعرف الاشخاص على حقيقتها الا عندما تحدث الأزمات,فالأزمات هي البوصلة الحقيقة لإظهار المعدن الحقيقي للشخص وهذا ينطبق على الجماعات والاحزاب والدول ,فعند الشدائد تُعرف المواقف فهي وقت ظهور الحقيقة والفرز في المواقف وتعكس الموقف الاخلاقي .
منذ يوم 7 أكتوبر2023م سقطت قيادة امريكا ودول الغرب سقوطاً اخلاقياً لا مثيل له في التاريخ و أنحازت امريكا ودول الغرب الى دولة الارهاب الصهيوني الفاشي المجرم وهم من كان يندد بالفاشية والمجازر بحق اليهود وتبنت روايته لما حصل يوم 7 أكتوبر دون التحقق من حقيقة ماحدث فعلاً على أرض الواقع واراد الصهاينة تثبيت رواية كاذبة في عقول الناس العاديين حتى يتم استثمارها عبر الترويج الاعلامي للرواية والتأييد المطلق للنخب الحاكمة المتصهينة في امريكا ودول الغرب ورغم انها انكشفت سريعاً إلا ان ذلك لم يُغير من نهج قيادة امريكا ودول الغرب التي تحولت الى مخلب بيد الصهيونية العالمية لتنهش في اجساد الضحايا من الاطفال والنساء والمسنين بل حتى ضد إرادة شعوبها التي خرجت في كل العواصم تتبرأ من هذه النخب المجرمة واعلنت تأييدها المطلق للمقاومة الفلسطينية ورفضت كل المسلك الاجرامي لهذه العصابات الدولية التي لم يهزها عدد الضحايا التي تسقط يومياً في غزة حتى بلغت الآلاف ولا مناظر البشاعة التي خلفها القصف الجوي الصهيوني بعد ان عجزجيشه عن مواجهة الارض والميدان.
وظهر جلياً التأييد غير المحدود والشراكة في الاجرام مشاركة وزراء الخارجية والدفاع الامريكيين بلينكن و اوستن في الاجتماعات الامنية والعسكرية الصهيونية مع نتنياهو ليس لساعات فقط بل لايام وزدعلى ذلك بان يتقاطر مسؤلوا امريكا والغرب الى تل ابيب وفي مقدمتهم شولتس وبايدن.
وفي اجتماع مجلس الأمن يوم 16-10-2023م كان اجتماعا فاضحاً لمنهجية الغرب في الكيل بمكيالين الذي يتشدق بتمسكه بالقانون الانساني والدولي وحقوق الانسان و تسابق المندوبون بشكل مسعور يثير الإشمئزاز على التنديد بحماس الفلسطينية وتبني رواية صهيونية ثُبت غير صدقيتها ولم يتطرقوا ولو بكلمة واحده لجرائم القصف الجوي للمنازل والابراج وقتل سكانها داخلها بل وملاحقتهم حتى في الشوارع لقتلهم وهم فارون و في المستشفيات وقتل المسعفين والصحفيين وضرب سيارات الاسعاف الطبية وسيارات ومراكز الدفاع المدني بل ان ضرب المستشفى المعمداني اليوم في غزة الذي أسفر عن قتل 500 مريض وطبيب وممرض ومسعف مثل قمة الوحشية وكل هذه الجرائم وغيرها منقولة بالصوت والصورة ولم يذكروها حتى من باب الحياء الاخلاقي.
وبالأمس تم طرد رسام كاريكاتيري في صحيفة الجارديان البريطانية بعد ان خدم فيها ل40 عاماً ,طُرد من عمله فقط لانه تجرأ ورسم كاريكاتير للسفاح المجرم نتنياهو يشبهه بالمرابي اليهودي شايلوك بطل مسرحية البندقية للكاتب الكبير والمسرحي والممثل الانجليزي وليم شكسبير حتى يخرسوا كل صوت حر وشريف.
ان ماتشهده غزة من ابادة جماعية لسكانها على مرأى ومسمع من العالم هو عقاب للسكان على مافعل تلاميذ غزة يوم أن مرغوا جبروت واسطورة جيش الصهاينة في الوحل فاهتزت وارتعدت فرائص نخب الماسونية الصهيونية في امريكا والغرب تحديداً وارتعدت نخبه السياسة ومتحكموا مرتفعاته المالية والاقتصادية وشبكاته الاعلامية من هول ماحدث في ضربة مميتة لمحور الشر فأنتفضوا للاجهاز على المقاومة والعقاب الجماعي للسكان المدنيين واعتبروهم شركاء في هزيمة ساحقة ماحقة لجيش الصهاينة وأرباك لكل مخططاتهم التي تبنوها لعقود وتدمير لكل تطلعاتهم واحلامهم القديمة والجديدة.