مقالات

عبر الحضارم إلى صنعاء ثلاث مرات حكاماً .. بقلم / عدنان باوزير 

 

بقلم / عدنان باوزير

لا شمال بدون صنعاء ولا جنوب بلا حضرموت ، ولا يمن موحد وقوي ومزدهر بدون كليهما .
صنعاء وحضرموت هما جناحا طائر العنقاء اليماني الأسطوري إذا قدر له أن ينطلق ليحلق في الأعالي كما نتأمل – وسيفعل – ولن يستطيع التحليق بأحدهما دون الآخر .
لم تكن علاقة حضرموت بصنعاء علاقة تبعية كما هي في الإرث العفاشي المباد ، بل علاقة ندية وتكاملية لخير اليمن كل اليمن ، وتحضرني هنا وفي جردة سريعة وغير معمقة ثلاث حوادث ليست حصرية عبر فيها الحضارم الى صنعاء حكاماً وفاتحون ، وعبروا بالمقابل هم الينا مثلها أو أكثر .
*ما بين أعوام 570 – 575 م وفي لحظة تاريخية فارقة نزل المدد الفارسي في نقطة ما من سواحل حضرموت حيث قاد اليزنيون الحضارمة الثورة ضد الاحتلال الحبشي البغيض لليمن ، وزحفوا بقيادة البطل (سيف بن ذي يزن) الى صنعاء ودخلوها فاتحون ومحررون لتعود الى مكانها الطبيعي كحاضرة سياسية تاريخية لليمن الموحد بعد أن طُرد الأحباش من اليمن ، لينصب البطل سيف ملكاً على اليمن .
*وفي تاريخية فارقة أخرى وفي ثورة حقيقية كبرى ضد الاستبداد الأموي – بعد ثورتي سيد الشهداء الإمام الحسين عليه السلام والإمام زيد بن علي) قاد البطل عبدالله بن يحيى الكندي الملقب ب (طالب الحق الكندي) ، قاد جحافل الثائرين الى صنعاء ليدخلها فاتحاً محررا بعد اعتقال عامل بني أمية في صنعاء ، وخطب بجامعها الكبير خطبة مشهورة ، ولسنا هنا بصدد المشرب المذهبي لطالب الحق ولا في وارد تناول أسباب فشل ثورته ولكنه قد فعل .
*وفي لحظة تاريخية ثالثة هي الأفرق خطب المناضل (علي سالم البيض) في ميدان السبعين خطبة مؤثرة جداً أبكتني جداً من شدة التأثر معلناً اكتمال العناق اليماني الأكبر في أبهى صوره .
نعم كان البيض حينها يتكلم بصفته قائد الدولة الجنوبية المتوحدة لا بصفته الحضرمية ، ولكني أقولها هنا وبمعرفة تامة ، لو كان حينها من يتسنم السلطة في عدن غير الحضارمة لما حصلت الوحدة ، نعم لو كان غيرهم لما حصلت الوحدة السياسية ببساطة ، وعلى غيري أن يخوض بالتفاصيل ولست ملزماً هنا بقولها . أفعلها بحنكة سياسية أم بمصلحة براغماتية بحتة أو بإيمان وطني راسخ كل هذا لا يهم ولكنه قد فعلها . صحيح ان الجماعة بعد ذلك وعلى قولة أهل صنعاء (ركبونا متور) وأخرجونا من المولد بلا حمص لكننا هنا لا نتكلم عن التفاصيل ، نعم نحن الحضارم قد فعلناها وليس الحزب الاشتراكي اليمني الذي يتزعمه (البيض) وليس عفاش الذي يمتلك قراره في جيبه وتلعب برأسه نشوة الضم والفيد ، كل هؤلاء عوامل مساعدة ولكننا قد فعلناها .
وقد عبروا هم الينا أكثر من مرة ، مرة في عهد المجد الحميري الكبير ومرات أخرى عندما تتوسع بعد الدويلات المستقلة عن الخلافة التي نشأت هناك ، وأخرها – قبل الوحدة- عندما عبر جيش الإمام المتوكل على الله إسماعيل ربع الخراب لنصرة الشيخ العمودي .
ان صنعاء يا سادة هي قلب اليمن النابض وحضرموت هي عقله المفكر المدبر المغيّب ، وإذا ما أتحدا اتحاداً حقيقياً سادت روح اليمن كل ربوعه .
لا أقول هذا تعصباً ولكنها أحكام الجغرافيا والتاريخ والاقتصاد والثقافة والسياسة بطبيعة الحال ، وحتى كثقل بشري كذلك ، ولا أقول أن هذا سيكون بعد عودة جزء فقط من المهاجرين الحضارمة من جنوب شرق آسيا وشرق أفريقيا والسعودية والخليج ، والذي لن يكون حينهاً مجرد ثقلاً بشرياً وحسب ، بل ثقل بشري نوعي مشرباً بالخبرات والثقافات المتنوعة وبرؤوس الأموال التي لا غنى لليمن عنها عند أي نهوض ، بل أقول هذا حتى الآن ، نعم حضرموت الإدارية تعاني نقص كثافة سكانية ملحوظ ، ولكن لو أضفت علينا حضارمة الشمال ! نعم حضارمة الشمال في تعز وإب من بيوتات السقاقيف وبيت الحضرمي وباعلوي وغيرهم من حضارمة سنحان وصنعاء وتهامة وليس انتهاء بحجة لعدلوا هؤلاء سكان بقية الجنوب مجتمعين .
وختاماً : على القوة الفتية الصاعدة في صنعاء ممثلة بالأنصار وغيرهم أن يدركوا هذا الشراكة الاستراتيجية لما فيه مصلحة اليمن قاطبة ، وأن يمدوا الجسور ليبنوا ويمتنوا هذا الشراكة بمنهج ندي تكاملي وأن يقتلعوا من رؤوسهم ما تبقى من إرث عفاش الفهلوي ان أرادوا لليمن خيرا ، وعلى القوى الواعية المتنورة والبعيدة عن السطوة السعودية الإلحاقية أن تلاقي تلك الجسور حالما تمد .
ركزوا على قوة والتحام جناحي اليمن وحسب ودعوا الأطراف فأنها تتبع ولابد أن تتبع فلا تنشغلوا بها البتة ، فيوم حكمت الأطراف لم تجلب لليمن سوى الخراب
وأخيراً نحن الحضارم وبلا فخر قوم مسالمون مهادنون ولكن عندما نقوم فأننا نقوم ، وحسبكم فقط رجل واحد منا – وبغض النظر عن مشربه العقائدي ولا عند طريقته فهذا ليس موضعنا هنا بل موضوعنا هو روح الحضرمة – هذا الرجل وقف في وجه العالم أجمع وتحدى أمريكا والغرب وكل قوى الاستكبار الأخرى ، أنه ابن المرحوم (محمد بن لادن) ولن أذكره لأن ذكره يجلب الحظر ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى