السعودية تخترق أعلى هرم الانتقالي..قيادات سياسية في صف الرياض
في ظل التطورات السياسية والميدانية المتسارعة في المحافظات الجنوبية، ظهرت حالة من الفرز للقيادات السياسية في تكوين المجلس الانتقالي، بين فريق يتمسك بمطالب الجنوبيين وأدبيات الحراك الجنوبي، وفريق أخر يتماهى مع الرؤوية السعودية للتسوية في اليمن القائمة على المرجعيات الثلاث.
ولعل أبرز الوجوه التي تبدو مواقفها كمن يميسك العصا من الوسط، الأمين العام للمجلس الانتقالي، حامد لملس، ونائبه فضل الجعدي، إضافة إلى ناصر الخبجي، وعدنان الكاف، وعلي الكثيري.
تلك الشخصيات تلتزم بأدبيات الأحزاب المنتمية لها، وهما المؤتمر والاشتراكي، لكن هذه المواقف في ظل التطورات الأخيرة التي جعلت من القضية الجنوبية في مفترق طرق، لا تبدو برئية، خصوصاً والمعلومات تتحدث عن ارتباط تلك الشخصيات باللجنة الخاصة السعودية، ويقبض كل عنصر منهم راتب يصل إلى خمسة وعشرين ألف سعودي، ليس هذا فحسب، بل أن تسريبات تحدثت عن لقاء في العام 2016، جمع حامد لملس وصالح الجبواني وشفيع العبد، إضافة إلى على الأحمدي، في الرياض، تحدث لملس بدون مواربة، عن تحالفات اللحظة، مع الإمارات على اعتبار أنها لن يكون لها حضور دائم، وأن كان فسيتركز في عدن فقط والجزر، لكن السعودية الحاضرة منذ عقود، ترى في شبوة عمقا استرايجياً، ولا نملك غير التحالف معها كتحالف استراتيجي.
هذه التسريبات، تبدو قريبة للواقع، خصوصاً ولملس لم يحدد موقف واضح من تغلغل النفوذ السعودي مجددا في عدن، ولم يستخدم موقعه القيادي في ظل غياب رئيس المجلس عيدروس الزبيدي، لطمأنة الشارع الجنوبي، فيما يخص التطورات الأخيرة، بل أن تصريحاته جميعها تندرج ضمن بيانات المجلس خلال اجتماعاته فقط.
من هنا يبدو أن المجلس الانتقالي ذاهب إلى حالة فرز قد تؤدي إلى التشظي في تركيبة المجلس التنظيمية، خصوصاً والفريق السياسي الموالي للسعودية، داخل مؤسسات المجلس أشبه بالدولة العميقة، فيما الفريق الموالي للقضية ولأبوظبي أشبه بالشعبوي خارج الفعل السياسي.