المدينة فقط …
بقلم/ وضاح اليمن الحريري
ليست المدينة ذلك الركن الذي اجلس لقراءة مذكراتي فيه
ولا مساحة الطريق المسفلت الذي اقطعه كل يوم بتكرار رتيب
ولا أضاحي العيد السنوي للحج
ولاحتى صراخ المارة وملامحهم التي تختفي سريعا اثناء المشي
ليست المدينة طلقات الرصاص التي أسمعها بشكل يومي
ولا مواقف الباصات التي يتزاحم فيها الناس
ولا مكبرات الصوت التي تصمت فجأة عند انقطاع الكهرباء
ولا براقع النساء التي تخبئ الحكايات المملوءة بالشجن
ليست المدينة أنت ولا أنا ولا حتى من نعرفهم
ولا من لا نعرفهم
ولا عبق الثورة الشعبية كما نسميها منذ عشر سنوات
ولا كأس شاي بالحليب في جلسة مقهى يطلبه الزبائن كل قليل
ليست المدينة كثرة الأقاويل وصراعات العالم الافتراضي
ولا الأهازيج والأشجان والعبوس
ولا ابتسامات المستلقين على الشوارع عند منحهم بعض المال
ولا رنين الموبيلات في المنازل والغرف
المدينة هي فقط من تئن كلما أستدعت أحلامها الضائعة في موسم الصيف القائظ
وهي فقط من تحزن عندما يغلقون أبوابها في وجوه الغرباء
وهي فقط تكون حين تصبح أما للمساكين.