الحديدة.. موسم “المانجو” مخيب لآمال المزارعين
الحديدة – إسماعيل الأغبري
يتحسر حسام الخرباش، وهو مزارع مانجو في تهامة، على محصول هذا العام، بعد أن تراجع سعر السلة إلى 3000 ريال يمني، ما يجعله عاجزًا عن تغطية نفقات إنتاج المانجو خلال هذا الموسم.
ويشكو مزارعو المانجو في الحديدة من موسم مخيب للآمال، حيث تعددت أسباب الكساد لهذا العام، وتراكمت بفعل انعدام مادة الديزل، وشحة الأمطار، وتجاهل الجهات المعنية لمعاناة مزارعي المانجو.
وتعرض مزارعو المانجو لخسائر كبيرة بسبب توقف التصدير وارتفاع تكاليف تسويقها، حيث ارتفع سعر الكربون إلى 300.000 ريال، بعد أن كان العام الماضي بقيمة 80.000 ريال، كما ارتفعت تكلفة النقل بسبب غلاء المشتقات النفطية، وارتفعت قيمة السلة البلاستيكية نحو 30%، فضلًا عن ارتفاع أجور وتغذية العمال، حسب الخرباش.
ليس مزارعو المانجو فقط من واجهوا مشكلة تسويق المنتج هذا العام، أيضًا المسوقون واجهوا مشاكل، يسردها أحمد الأسدي، أحد مسوقي المانجو في صنعاء، قائلًا إن النفقات تضاعفت من 500,000 إلى مليون ونصف، وكانت تصل السلة إلى مكتب التسويق بألفي ريال، بمعنى إذا وصلت النفقة في صنف التيمور إلى 7000 ريال، فهذا يعني خسارة على المزارع، وبالتالي المكتب، لأن المكتب هو الداعم الرسمي للمزارع.
“في موسم الخير لم يعد خير”
تستفيد نحو مليون أسرة يمنية من موسم المانجو، ويطلق عليه “موسم الخير والرزق”، لكنه هذا العام لم يكن كذلك، وبسبب الأوضاع التي تعيشها اليمن، والركود الاقتصادي واختلاف العملات وفوارق الصرف وأزمات المشتقات، تضررت السوق المحلية بشكل كبير.
وظل التصدير المصدر الوحيد الذي يحافظ على ما تبقى من آخر نفس لمزارعي المانجو، وتسبب بكارثة كبيرة في ظل غياب المؤسسات التي تدعم المزارع، وتقدم له القروض لكي يلبي متطلبات مزرعته، بحسب الأسدي.
ويرى أن التصدير كان ضربة قاصمة في خصر زراعة المانجو. وتم تصدير ما بين 50 و60 مقطورة من المانجو للمملكة العربية السعودية، العام الماضي، بينما صدر هذا العام 10 مقطورات.
7 أسباب لكساد المانجو
شجرة المانجو تتميز بعادة “المعاومة”، حيث تثمر الشجرة في موسم الأمطار الغزيرة أكثر من المواسم التي تندر فيها الأمطار.
ويقول الدكتور عيسى الفقيه، عميد كلية الزراعة في جامعة الحديدة: “في العام الذي تكون الأمطار غزيرة، يزيد المعروض في السوق، فينخفض السعر، على عكس السنة التي يقل فيها المعروض، فيزداد سعر المانجو، فضلًا عن موجة الحر الشديد التي ألمت بالبلاد، وعجلت بنضج الثمار، وصولًا إلى طور النضج الاستهلاكي، فقام المزارعون أو المتعهدون بقطف الثمار في وقت واحد، مما أدى إلى زيادة المعروض.
كما أن الإنضاج الصناعي للثمار أدى إلى ضغط الموسم وزيادة العرض من أصناف المانجو المختلفة في وقت واحد، وعدم التنوع في الأصناف المزروعة والاقتصار على صنفين أو ثلاثة “قلب الثور والسمكة والزبدة”، والتي تظهر بها عادة المعاومة بشدة، مما أدى إلى زيادة العرض، وكانت النتائج هبوطًا حادًا في الأسعار”.
ويضيف الفقيه أن توقف التصدير للدول المجاورة بسبب ظروف الحرب، أدى إلى إغراق الأسواق بالمانجو، وانخفاض سعره، إضافة إلى عدم وجود سياسة تسويقية تسهم في الحد من انخفاض أسعار المانجو،
وعدم وجود مصانع لصناعة لب المانجو أو المانجو المركز الطبيعي بدلًا من استيراده من الخارج، بحسب المشاهد.