بعد ارتفاع أسعار الدجاج.. انقطاع الرابط بين اليمنيين واللحوم
صنعاء – حسان محمد
تارة بإطلاق الدعابات، وتارة بدعوات إلى حملة مقاطعة شعبية واسعة، واجه الناس الزيادات السعرية الكبيرة بأسعار الدواجن بعد ارتفاع غير مسبوق في سعر اللحوم البيضاء منذ أواخر شهر رمضان الماضي.
الدجاج آخر ما يربط أغلبية الناس باللحوم، وعلى الرغم من أنهم لم يكونوا يحصلون عليها إلا مرات قليلة في الشهر، إلا أن الفترة الأخيرة جعلت نصف الدجاجة التي كان يشتريها منصور عبدالله كل يوم جمعة، بعيدة المنال.
حصة متدنية
ارتفعت أسعار الدواجن بشكل متدرج منذ بداية الحرب في 2014، كبقية السلع والمنتجات الأخرى، إلا أنه خلال فترة وجيزة قفزت أسعارها إلى درجة لم يعد بإمكان العامة من الناس شراؤها.
يقول المواطن منصور عبدالله “نصف الدجاجة التي كنت أشتريها بـ1500 ريال، تجاوزت حاليًا 3000 ريال، ووصل سعر الدجاجة متوسطة الحجم إلى 7 آلاف ريال”، ويضيف: “توقفت عن شراء الدجاج ليس تلبية لدعوات المقاطعة، ولكن لأنه لم يعد باستطاعتي”.
الجمعية اليمنية لحماية المستهلك تلقت العديد من شكاوى المواطنين، حول ارتفاع أسعار الدجاج اللاحم المحلي، وعدم قدرة الناس على الشراء، بالتزامن مع قلة العرض في الأسواق، وطالبت وزارة الزراعة بتوضيح أسباب الزيادات السعرية، واتخاذ الإجراءات اللازمة لتفعيل الأدوات الرقابية، وتوفير الكميات التي تلبي احتياجات المستهلك.
وأكدت الجمعية في مذكرة وجهتها لوزير الزراعة والري بحكومة جماعة الحوثي، أن الارتفاع الكبير في سعر الدجاج اللاحم، حرم الناس من الحصول على البروتين باعتباره المصدر الحيواني الوحيد المتناول للفقراء للحد من سوء التغذية، وأدى إلى صعوبة حصول الفرد على حاجته من اللحوم البيضاء.
ولا يحصل الناس في اليمن في المتوسط إلا على 6 كيلوجرامات، وهي نسبة متدنية جدًا مقارنة بالمتوسط العالمي الذي تقدره مؤشرات برنامج الأغذية العالمي، ومنظمة الصحة العالمية، بحوالي 33 كيلوجرامًا للفرد الواحد.
عوامل متنوعة
رجب العمراني يمتلك محلًا صغيرًا لبيع لحوم الدجاج شمال أمانة العاصمة، يعيش منه وأسرته منذ ما يزيد عن 15 عامًا، إلا أنه في الفترة الأخيرة صار من أبرز المتضررين من الزيادات السعرية.
عدد الزبائن الذين كانوا يترددون على محل رجب قل بصورة كبيرة، ويجلس معظم وقت النهار منتظرًا للزبائن، وعلى الرغم من أنه لم يعد يشتري سوى ربع الكمية التي كان يشتريها في الشهور الماضية، إلا أن الجزء الأكبر منها لا يُباع. يقول رجب : “الدجاجة التي كنت أشتريها من سوق علي محسن بـ2500 ريال، ارتفع سعرها إلى 4500 ريال، ولم يعد بمقدور الناس التعايش مع الأسعار الجديدة”.
ويضيف: “الكميات المعروضة بالسوق في الوقت الراهن قليلة جدًا، ولا أتوقع أن تتوفر كميات كافية قبل حلول عيد الأضحى المبارك”.
الزيادة الضريبية على الدجاج التي وضعتها جماعة الحوثي بقيمة 300 ريال، أثرت بشكل كبير على ارتفاع أسعار اللحوم البيضاء، إلا أن رجب يرى أن هذا ليس هو السبب الوحيد، وأن غلاء الأعلاف المستوردة عامل رئيسي بارتفاع الأسعار.
يتفق الطبيب البيطري محمد الحبشي، مع ما طرحه رجب، ويشير إلى أن ملاك مزارع الدجاج عرضة لمضاعفة ضرائب الحوثيين طوال العام، ولا تقتصر مطالبهم على الضرائب المحددة. يقول الحبشي في حديثه : إن المضايقات التي يتعرض لها ملاك مزارع الدجاج، تهدد بالتوقف عن الاستثمار في هذا القطاع على الرغم من أنه قطاع مُربح”.
وينفي الحبشي أن سبب الزيادة السعرية في لحوم الدجاج، وقلة المعروض، هو الإصابة بالمرض، وزيادة عدد الوفيات، كما تناقل بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي، ويؤكد أن ارتفاع أسعار الأعلاف واللقاحات له دور كبير في الغلاء، بحسب المشاهد.