20 صيادا مصريا في قبضة “الحوثيين”
في 24 مارس/ آذار الماضي، وقع 20 صيادًا مصريًّا في قبضة جماعة أنصار الله (الحوثيين)؛ حكمت عليهم المحكمة الابتدائية بمدينة الحُديدة بالسجن 6 أشهر، وغرامة تتعدى 25 ألف دولار، ومصادرة مركبهم؛ الأمر الذي دفع الجهات المعنية في مصر إلى التحرك من أجل إطلاق سراحهم وإعادتهم إلى عائلاتهم.
تحقق ذلك بالفعل في 9 مايو/ أيار الجاري، بعد حصولهم على عفوٍ من قبل سلطة أنصار الله (الحوثيين)، إلى جانب الإفراج عن مركبهم.
يقول محمد علي (40 سنة) إنه يعمل صيادًا منذ عشرين سنة، “تلك كانت المرة الأولى التي يتم القبض عليَّ بتهمة اختراق المياه الإقليمية”، إذ سبق أن سافر إلى اليمن وإريتريا والسودان، وذلك وفق حديثه، بدافع البحث عن الرزق بسبب قلة المورد السمكي في السواحل المصرية.
أما أحمد محمد طرابية (48 سنة)، وهو قائد المركب المفرج عنه ، سبق له السفر إلى دول مثل اليمن، وإريتريا، والصومال، وجميعها كانت بتصاريح. ويقول “بعد توقف التصاريح منذ عامين، أصبحنا معرضين لاحتمال الاعتقال حال خروجنا سعيًا وراء الاصطياد وكسب الرزق، بدعوى اختراق المياه الإقليمية لدول الجوار”.
احتجاز دون مخالفات
يحكى طرابية تجربته مع الاعتقال “حدث عطل لمركبنا في منطقة برانيس بالبحر الأحمر، بسبب سوء الأحوال الجوية في 20 من شهر مارس الماضي، حيث انجرف المركب، وقام مهندس ضمن طاقم المركب على إصلاح العطل الذي استغرق 5 أيام، وبعد تحركنا بـ4 ساعات فوجئنا بقوات خفر السواحل اليمنية تطلق طلقات تحذيرية في الهواء؛ قامت بالقبض علينا واستجوابنا على الرغم من أننا كنا نبعد 48 ميلًا من المياه الإقليمية اليمنية”.
بادئ الأمر _بحسب طرابية_ قيل لطاقم المركب إن الاحتجاز بغرض التحقيق، وسيطلق سراحهم حال عدم ثبوت تورطهم في أي قضايا، “بعد ترحيلنا إلى الحجز، فوجئنا بوجود نحو 300 سجين يمني في الزنزانة ذاتها، وبعد أيام تم فصلنا عن السجناء اليمنيين، إلى زنزانة مجهزة بـدورات مياه”.
في الجانب اليمني، لم يكن تعاملهم سيئًا، وفقًا لطرابية؛ كان تعاملهم بطريقة أفضل، مقارنة بتعاملهم مع السجناء اليمنيين، ما عدا وضع السجن السيئ والوجبات المقدمة، الأمر الذي تسبب في إصابة 9 من السجناء بالملاريا والأنيميا؛ تم نقلهم إلى المستشفى، لكن الأقسى من ذلك كان مع صدور حكمٍ يعتبرونه جائر بحقهم.
ويضيف طرابية في حديثه “لن أنسى اليوم الذي صدر ضدنا حكمٌ بالسجن 6 أشهر مع الغرامة؛ شعرنا كأنهم حكموا علينا بالإعدام، خاصة أننا لم نخالف القوانين ليتم القبض علينا ويصدر الحكم ضدنا بهذه السرعة، وهو أسرع حكم لدى السلطات في اليمن من هذا النوع، كما قال لنا وكيل النيابة، لذا طالبنا بالاستئناف”.
العودة إلى الوطن
يذكر طرابية أن السلطات المصرية، كانت على تواصل مع الجانب الآخر خلال فترة احتجازهم، وحال عودتهم إلى الوطن مصر، استقبلتهم الجهات المعنية من ميناء الأتكة بالسويس، حتى وصولهم جميعًا إلى منازلهم.
مروان عبدالمنعم (35 سنة)، أحد أقارب الصيادين المفرج عنهم، يقول إنه علم بنبأ اعتقال البحارة المصريين من أصدقاء له في اليمن، “كنت حريصًا على إجراء اتصالات مع معارفي هناك للاطمئنان عليهم، لكني فضلت عدم إبلاغ ذويهم كي لا يعيشوا حالة رعب، خاصة أننا كنا على أعتاب شهر رمضان. وبحكم عملي كصياد، وسبق القبض عليَّ مرتين بتهمة اختراق المياه الدولية لدول مجاورة؛ كنت أعلم أن السلطات المصرية ستتدخَّل وتعيد أبناءها من الصيادين”.
يتذكر أسامة طرابية (26 سنة)، لحظات القبض عليه من قبل مسلحي جماعة أنصار الله (الحوثيين)، بعد تعطل مركبهم في عرض البحر على بعد 48 ميلًا من المياه الإقليمية لليمن، “داهم مركبنا رجال خفر السواحل، وبعد تفتيشنا لم يجدوا أي مخالفات، لكنهم طلبوا منا أن نذهب معهم من أجل فحصنا والتحقق من أوراقنا، ذهبنا برفقتهم، عندها تم احتجازنا بسجن الحُديدة 15 يومًا، ثم التجديد لنا بعد تفتيشنا بميناء الصليف لنظل محتجزين 45 يومًا”.
يقول طرابية، إن التغذية غير الجيدة أثرت عليهم صحيًّا، واستدعى الأمر تدخلًا طبيًّا؛ “كنا نفطر تمرة ورغيف عيش صغير، أدّت إلى إصابات الملاريا والأنيميا؛ جاؤوا لنا بأطباء للاطمئنان علينا، قبل أن يصدر عفو عنّا من قبل رئيس المجلس السياسي الأعلى “للحوثيين”، بحسب خيوط.