رسلت الحكومة اليمنية الشرعية، اليوم الاثنين، خامس خطاب تحذيري إلى الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش حول خزان النفط العائم “صافر” الذي يهدد بحدوث أكبر كارثة بيئية في التاريخ.
وكشف وزير الخارجية اليمني، محمد الحضرمي، عن تدهور خطير في حالة خزان “صافر” العائم، مؤكداً أنه “حدث يوم الأربعاء الماضي تسرب للمياه داخل الخزان”.
وأضاف الحضرمي، في تغريدات على صفحة وزارة الخارجية اليمنية في موقع “تويتر”: “لا تزال حركة الحوثي ترفض السماح لفريق الأمم المتحدة بصيانته وتساوم للحصول على مكاسب سياسية برغم مطالبتنا وموافقتنا على كل مبادرات المبعوث (الأممي مارتين غريفثس) والأمم المتحدة”.
وحمّل وزير الخارجية اليمني الحوثيين المسؤولية الكاملة، مطالباً الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بالضغط على الميليشيا للسماح على الفور ودون شروط مسبقة بوصول الفريق الفني الأممي لإجراء عملية التقييم والصيانة لخزان “صافر” قبل حدوث “واحدة من أكبر الكوارث البيئية في الإقليم والعالم”، على حد تعبيره.
وأضاف: “في خطاب هو الخامس من قبل الحكومة، أرسلت اليوم للأمين العام للأمم المتحدة محذراً من أن وضع خزان النفط صافر أصبح في غاية الخطورة أكثر من أي وقت مضى، ما قد يؤدي إلى غرق أو تسريب أو انفجار الخزان في أي لحظة”.
وكانت صور مسربة تداولها ناشطون يمنيون مؤخراً أظهرت الوضع الكارثي داخل خزان النفط العائم” صافر” الذي يحوي نحو مليون و278 ألف برميل من النفط الخام. وأظهرت الصور حجم تآكل الخزان نتيجة عدم صيانته منذ خمس سنوات، وسط مخاوف عالمية واسعة من تسرب أو انفجار وشيك ينذر بكارثة بيئية في البحر الأحمر، يمكن أن تُعد الأكبر في العالم.
وحذرت الولايات المتحدة، في وقت سابق، من وضع ناقلة النفط “صافر”، التي تسيطر عليها ميليشيا الحوثي، قبالة ميناء رأس عيسى على البحر الأحمر، والتي باتت حالتها تتدهور بشدة.
وقالت السفارة الأميركية في اليمن إن “حالة ناقلة تخزين النفط “صافر” التي يسيطر عليها الحوثيين آخذة في التدهور، وقد يُحدث ذلك تسرباً كارثياً في البحر الأحمر”.وكان المتحدث الرسمي باسم الحكومة اليمنية الشرعية، راجح بادي، قد أكد نية ميليشيا الحوثي الانقلابية تفجير خزان “صافر” الذي يرسو قبالة سواحل الحديدة غربي البلاد. وقال إن الحوثيين “رفضوا خلال الفترات الماضية كل الوساطات البريطانية والأممية ولكثير من الدول التي تدخلت من أجل إقناعهم بإدخال الفرق الفنية الأممية لإجراء أعمال الصيانة اللازمة للناقلة صافر”.
بدورها، اتهمت الأمم المتحدة الحوثيون بعرقلة عملية الصيانة. وقال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارك لوكوك، في إحاطته لمجلس الأمن في سبتمبر/أيلول الماضي، إن “الحوثيين اعترضوا على إرسال معدات وفريق تقييم من الأمم المتحدة إلى جيبوتي على ساحل خليج عدن في أغسطس/آب، بناءً على اتفاق مسبق مع السلطات الحوثية”.
وترسو سفينة “صافر” العائمة، والتي توصف بأنها “قنبلة موقوتة”، على بُعد 7 كيلومترات قبالة ميناء رأس عيسى في مدينة الحديدة، الخاضعة لسيطرة الحوثيين، وعلى متنها أكثر من مليون برميل من النفط الخام.
ولم يجرَ للسفينة أي صيانة منذ عام 2014، حيث عطل انقلاب الحوثيون العملية الروتينية والدورية التي اعتاد موظفو ومهندسو السفينة إجراءها بشكل دوري واستثنائي عند الحاجة لذلك.
وتتعرض الناقلة “صافر” للتآكل بسبب مياه البحر المالحة، وهناك احتمالية انفجارها بأي لحظة جراء تصاعد الغازات من النفط الخام الخامل لسنوات. وخلال العامين الماضيين زادت المخاوف من احتمال انفجارها وبالتالي تسرّب أكثر من مليون برميل نفط في المياه، ما ينذر بحدوث أكبر كارثة بيئية، وفق خبراء الأمم المتحدة.
وفي حال حدوث انفجار أو تسريب من الخزان، قد يتسبب ذلك بأسوأ كارثة نفطية، تضاعف كارثة نفط “أكسون فالديز” في ألاسكا عام 1989 بأربع مرات، حيث لم تتعاف منطقة التسريب بالكامل بعد مرور أكثر من 30 عاماً.