كلما صفت غيمت.. تصريحات هيئة المصالحة تقول ” اليمنيون على أعتاب جولة حرب جديدة “
حيروت – خاص :
تحمل تصريحات قيادات ماتعرف بهيئة التشاور والمصالحة التي شكلت مؤخرا بقرار من المجلس الرئاسي الذي يرأسه الدكتور / رشاد العليمي في طياتها مؤشرات جولة جديدة من الحرب ، في ظل هدنة أممية هشة لم تخل من الإختراقات المتبادلة منذ يومها الأول ، وتعثر الإتفاق بشأن تشغيل مطار صنعاء الدولي.
يأتي هذا متجاوزا تلك الأهداف التي أعلنت عنها المملكة العربية السعودية ، والتي قالت ، في بيان متلفز خلال إبريل الجاري ، بأن من بين المهام التي أسندت للمجلس للرئاسي بعد تسلمه لصلاحيات الرئيس عبدربه منصور هادي ، البدء في التفاوض مع الحوثيين تحت إشراف الأمم المتحدة للتوصل إلى حل سياسي نهائي وشامل يتضمن فترة انتقالية تنقل اليمن إلى السلام والتنمية .
وخلال أولى تصريحاته قال رئيس هيئة التشاور والمصالحة لمجلس القيادة الرئاسي محمد عبدالله ناصر الغيثي إنهم قد بدأوا مرحلة استثنائية وبالغة الأهمية، للعمل فيها سوياً على تحقيق مجموعة من الأهداف المشتركة، تتمثل في ” حماية أمننا، واستقرار اقتصادنا، وتهيئة الظروف لسلام دائم وعادل، غايات وطنية نقف من أجلها صفاً قوياً متماسكاً.
لكن الغيثي اردف بأن السبيل إلى ذلك هو التوافق والشراكة الحقيقية في مجلس القيادة الرئاسي والذي تشارك فيها المكونات والأحزاب السياسية والاجتماعية المناهضة لمشروع ميليشيات الحوثي ، في إشارة واضحة إلى أن هدف تأسيس تلك الهيئة لايتعدى مسألة لم شمل الفرقاء اليمنيين الموالين للتحالف بشقيه ” السعودية والإمارات ” فيما تظل جماعة الحوثي خارج ذلك الإطار التصالحي الذي يفترض أن يعطى الأولوية في سبيل الوصول إلى السلام الدائم في اليمن.
نائب هيئة التشاور والمصالحة، عبدالملك المخلافي سار على نفس المنوال ، حيث قال ، في تغريدة على موقع تويتر، “سنعمل من أي موقع وفي مختلف الظروف على أن نحافظ على وحدة الوطن واستقلاله وسلامة أراضيه ورعاية مصالح الشعب وحرياته حسبما ينص اليمين الدستوري” ، مضيفا “بلادنا تمر منذ الانقلاب الحوثي بأسوأ مرحلة تاريخية ويتوجب أن نتخلى عن الأنانيات ونوحد الصفوف وأن نحقق المصالحة لنستعيد الدولة ونصل للسلام”.
ويتوافق مايجري على الارض من اختراقات مستمرة للهدنة الأممية مع تلك التصريحات لهيئة المصالحة ، والتي تكشف زيف إعلان دول التحالف العربي عن رغبتها في الوصول إلى السلام ووقف الحرب في اليمن ، في الوقت الذي جاء فيه تعثر تشغيل مطار صنعاء والإتهامات المتبادلة بشأن ذلك ليؤكد أننا على أعتاب جولة جديدة من النزاع المسلح .
ووسط سوداوية النوايا وعدم الجدية بإنهاء الحرب من أطرافها ، فإن المواطن اليمني الذي يرزح بين مطرقة أسوأ أزمة إنسانية في التاريخ ، وسندان المستقبل المجهول يحلم بذلك اليوم الذي يستيقظ فيه دون سماع أزيز الرصاص ودوي الغارات ودون أزمات معيشية واقتصادية أثقلت كاهله طوال السنوات الماضية.
