قراءةٌ في خلفيات الهدنة! بقلم| أنور العنسي
بقلم| أنور العنسي
عناصر مهمة في محتوى الهدنة التي أعلنتها المتحدة في اليمن يمكن أن تقود في حال احترامها إلى وقفٍ تدريجي للصراع بعد ثمانية أعوامٍ من الحرب التي أحرقت الزرع والحرث ، وأزهقت عشرات الألوف من الأرواح في هذا البلد المنكوب.
المؤكد أن هذه الهدنة جاءت بعد أن استنزف الصراع كل الأطراف المتورطة فيه ، والمؤكد أكثر أن الغرب كان من دفع بهذه الأطراف إلى القبول بها بدليل الحضور المكثف لممثليه في أروقة المفاوضات، وذلك بعد أن فشل كل طرف من تحقيق أهدافه منها ، وكذلك لأن العالم لا يستطيع تحمل المزيد من تبعات هذه الحرب خصوصاً عقب اندلاع الحرب في أوكرانيا ، في قلب أوروبا التي تعاني من أزمات اقتصادية واجتماعية عميقة ، وحتى في الولايات المتحدة التي تكابد انقساماً مجتمعياً عقب الانتخابات الرئاسية الأخيرة دفعها إلى الانسحاب من مناطق تأثيرها في أنحاء مختلفة في العالم.
اليوم ، الحل هو بأيدي أبناء اليمن وجيرانهم في الخليج والمنطقة العربية وبمدى وعيهم بالتحولات السياسية المتلاحقة التي يشهدها العالم.
بالتأكيد أنه حان وقت المراجعات المسؤولة والجادة بعد الحروب والمآسي التي شهدتها بلدان كثيرة في المنطقة وفي مقدمتها اليمن والعراق وسوريا وليبيا ولبنان ، حيث لا بد من التوقف عن الذهاب إلى مغامرات عسكرية وطائفية وجهوية ورهانات على الخارج أثبتت الأيام أنه لا طائل منها سوى المزيد من الويلات والكوارث!