النفط مقابل النفط.. جماعة الحوثي تتوعد السعودية بتوسيع نطاق هجماتها في المنشئات الحيوية
حيروت – خاص
في الوقت الذي سارعت فيه السعودية إلى إخلاء مسؤوليتها عن أي نقص في إمدادات النفط للأسواق العالمية بسبب الاستهداف المستمر لمنشآتها النفطية من جانب الحوثيين، إلا أنه حتى الآن، لم تستهدف قوات الحوثي منشآت النفط المرتبطة بالإمدادات الخارجية للسعودية، بحسب مصادر في صنعاء.
وقالت المصادر لـ”حيروت الإخباري”، إن عمليتي “كسر الحصار” الثانية والثالثة كانتا محدّدتَي الأهداف بشكل دقيق؛ إذ طاولتا محطّات التحويل الرئيسة لإمدادات “آرامكو” في السوق السعودية، نافيةً استهداف منشآت الشركة في تنورة وخريص وأبقيق والمنطقة الشرقية بشكل عام، من نيران وسائط الاستهداف المتنوّعة التي تم شنها على أراضي المملكة.
ومع ذلك، حاولت السعودية استغلال هذه العمليات التي لا تزال في بداياتها وفقاً لأكثر من مصدر في صنعاء، مُعلِنةً أنها تُخلي مسؤوليتها من أيّ نقص في إمدادات البترول للأسواق العالمية في ظل الهجمات الحوثية على منشآتها النفطية، بحسب ما ذكر مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السعودية، على رغم أن شركة “آرامكو” نفسها كانت أعلنت، عقب تعرّضها للهجمات، عدم وجود أيّ تداعيات على إمدادات الطاقة الدولية.
وكانت السعودية قد أعلنت أنها لن تتحمل مسؤولية أي نقص في إمدادات البترول للأسواق العالمية في ظل الهجمات التي تتعرض لها منشآتها النفطية من المليشيات الحوثية، وفقا لوكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس). داعيةً المجتمع الدولي إلى الاضطلاع بـ”مسؤوليته في المحافظة على إمدادات الطاقة ووقوفه بحزم ضد جماعة الحوثي”.
ويبدو أن الرياض استهدفت، من وراء موقفها هذا، التخفّف من بعض الضغوط الأميركية والبريطانية المستمرّة عليها منذ أسابيع على خلفية تداعيات الحرب الروسية – الأوكرانية، بهدف دفعها إلى رفع إنتاجها من النفط بما يخالف اتفاق “أوبك بلاس” الموقّع بين الدول المصدّرة للنفط، ومن بينها روسيا، بحسب خبراء اقتصاديون.
وفي هذا الإطار، أكدت مصادر مطّلعة في صنعاء، أن “عمليات كسر الحصار ستكون مؤلمة خلال الفترة المقبلة، في ظلّ إصرار دول العدوان السعودي الإماراتي على تشديد الخناق على الشعب اليمني، ومنع دخول سفن الوقود”، وآخرها سفينة إسعافية تحمل على متنها أكثر من 29 ألف طنّ من مادة البنزين، تعرّضت للاحتجاز الإثنين قبالة ميناء الحديدة، على رغم مثولها لآلية التفتيش الدولية في جيبوتي، ومنحها ترخيص مرور من الفريق الأممي للدخول إلى ميناء الحديدة.
ويرى مراقبون أن استمرار السعودية في احتجاز السفن يمثّل دافعاً إضافياً لقوات الحوثي لتنفيذ عمليات أوسع في العمق السعودي، ربما لن تستثني منشآت التصدير الخارجي لـ”آرامكو”.
ووفقاً لأكثر من مصدر، فإن “الهجمات القادمة ستكون أضرارها أكبر، وسوف يطاول الاستهداف مفاصل مهمّة في منشآت تصدير النفط السعودي، سيصعب على المملكة إصلاحها في أيام أو أشهر”.
وكانت الرياض أعلنت يوم 14 سبتمبر 2019 السيطرة على حريقين وقعا في منشأتي بقيق وخريص التابعتين لشركة أرامكو شرقي المملكة جراء استهدافهما بهجمات لطائرات مسيرة، تبنتها جماعة الحوثي.
ودفعت الهجمات حينها إلى توقف كمية من إمدادات الزيت الخام بنحو 5.7 ملايين برميل يوميا، أو حوالي 50% من إنتاج شركة أرامكو، إضافة إلى ملياري قدم مكعبة من الغاز المصاحب.
والسعودية أكبر مصدر للنفط في العالم بنحو 7 ملايين برميل يوميا، وثالث أكبر منتج بـ10 ملايين برميل يوميا، بعد كل من الولايات المتحدة وروسيا.