عاجل.. الرئيس علي ناصر يبعث رسالة هامة للأمين العام للأمم المتحدة
بعث الرئيس علي ناصر محمد، رسالة هامة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيرش، بخصوص الحرب في اليمن وخيارات السلام، وتضمنت الرسالة مبادرة لوقف الحرب، ولأهمية الرسالة ينشرها “حيروت” بالنص.
نص الرسالة
معالي الامين العام للأمم المتحدة السيد أنطونيو غوتيرش
المحترم
تحية طيبة وبعد،
تدركون معاليكم أن الحرب المدمرة في اليمن ستدخل بعد عدة أيام عامها الثامن دون أن يبدو في الأفق القريب ما يشير إلى توقفها رغم كل الجهود التي بُذلت وتُبذل من قبلكم ومبعوثيكم بدءً من جمال بنعمر واسماعيل ولد الشيخ ومارتن جريفيثس وهانس غريندبيرغ، والمبعوث الأمريكي تيم ليندركينغ أيضاً، وكذلك النداءات اليمنية والعربية والمناشدات الدولية والمبادرات التي أطلقتها شخصياً من بدااية الحرب للمطالبة بوقفها بدءً بوقف شامل لإطلاق النار. وتدركون تمام الإدراك أن نزيف الدماء والتدمير الهائل قد طال كل أوجه الحياة في اليمن طوال سبع سنوات، وأن الحرب قد تسببت في تدمير البنية التحية والقدرات البشرية والاقتصادية والعملة وحصدت أرواح 400 ألف إنسان تقريباً وشردت أكثر من ثلاثة ملايين ونصف مليون مواطن من مختلف النخب، وخلّفت باعتراف منظمتكم الموقرة أسوأ كارثة إنسانية في التاريخ جعلت نحو عشرين مليون مواطن يمني يعيشون تحت خط الفقر ويعتمدون في بقائهم أحياء على الدعم الدولي. ورغم هذا الدعم فهم لا يحصلون على الغذاء الكافي ولا المياه ولا الرعاية الصحية ولا الأمن اليومي، وترتفع بينهم وفيات الأطفال بنسب كبيرة كضحايا من ضحايا الحرب. والحقيقة التي لا تجهلونها هي أنه كلما طال أمد الحرب زادت المآسي الناتجة عنها. لقد أدت الحرب إلى خسارة ما يزيد عن 126 مليار دولار أميركي من نمو اقتصادي محتمل ضاع هباء، والخسائر في ازدياد مستمر، ولايتحملها غير الشعب اليمني محدود الموارد.
معالي الأمين العام، لا شك أنكم تقدرون ماسينجم عن وضع كهذا على حاضر ومستقبل اليمن ومقدراته البشرية والمادية. ونحن إذ نقدر الجهود المستمرة التي بذلتها الأمم المتحدة بقيادتكم لإيجاد حل سلمي للأزمة اليمنية ووقف الحرب وتسهيل سبل الحوار بين أطراف النزاع من خلال ممثليكم في السنوات العشر الماضية، فإنه لا يزال يحدونا الأمل بنجاح مهمة السيد غروندنبرغ لوضع حد نهائي لهذا الوضع المأساوي المتفاقم الذي أنتم على علم كامل بتفاصيله ومسبباته وأنه يتطلب المزيد من الجهود من المنظمة الدولية ومن معاليكم شخصياً ومن كل الأطراف المحلية والاقليمية والدولية.
ونؤكد هنا أن تأثيرات هذا الوضع على الأمن والاستقرار في المنطقة الشديدة الحساسية والأهمية على مصالح عدة أطراف ليس بخاف على معاليكم مما يستدعي البحث الخلاق عن حل سلمي عاجل وبذل كافة الجهود وممارسة الضغوطات على كل الأطراف خاصة المؤثرة منها والتي تنخرط بشكل أو بآخر في مجرى الأحداث بما يضع حداً للحرب والتي لا يستفيد منها غير تجار الحروب في اليمن وخارجها، ويعزز سبل الأمن والسلام لليمن ومحيطها الاقليمي وللعالم..
معالي الأمين العام،
منذ ثمانين عاماً ومنطقتنا العربية ساحة للصراع الدولي، في فلسطين ومصر واليمن وسورية والعراق ولبنان والسودان والصومال وليبيا والجزائر والمغرب وغيرها، بحكم الموقع الجغرافي الذي تحتله والأهمية الجيوبوليتيكية المؤثرة سواءً في مضيق باب المندب ومضيق هرمز وقناة السويس والبحر الأحمر والقرن الإفريقي والمحيط الهندي والبحر الأبيض المتوسط وجبل طارق ومضيق الدردنيل، وأيضاًبحكم ما تزخر به من ثروات نفطية ومعدنية وبشرية، ولكون هذه المنطقة مهداً للحضارات القديمة والأديان السماوية المتعايشة، وبدلاً من أن تكون هذه المنطقة مكاناً للتعاون الحضاري والثقافي الانساني والاقتصادي والسلام لصالح شعوب العالم قاطبة، فإن الصراعات الدولية عليها ومحاولة بعض الدول الكبرى السيطرة على خيراتها قد أدت فعلاً إلى مشاركتها فيما يجري في منطقتنا من فتن وحروب وتأجيج للصراعات، أو بمساهمتها فيه بسكوتها عما يجري فيها، وفي كلتا الحالتين تحاول الاستفادة على حساب تعاسة شعوب وبلدان هذه المنطقة، مما أدى إلى عدم الاستقرار وانعدام فرص التنمية في منطقتنا وانتشار الفقر وتوليد مناخات مناسبة لتوليد قوى الإرهاب التي تشكل خطراً داهماً ليس على منطقتنا فحسب بل على الأمن والسلام العالميين.
معالي الأمين العام،
نأمل أن يكون ما تشهده اوكرانيا اليوم، فرصة للدول الكبرى لتغيير نظرتها نحو مايجري في منطقتنا العربية ومراجعة سياساتها، وتفهم أننا شركاء في هذا الكوكب، تجمعنا مصالح مشتركة، وأن مهمتها الأخلاقية تحتم عليها أن تساعد في إيجاد حلول سلمية وتنموية بدلاً من تأجيج الصراعات وتصدير الأسلحة لأطراف النزاع في المنطقة، بل عليها بدلاً من ذلك أن تقوم بتشجيع ثقافة الحوار والسلام والتعايش والتنمية المشتركة.
معالي الامين العام،
نتمنى ألا تمر أوروبا بسبب الحرب الأوكرانية وتداعياتها على القارة، بما مررنا ونمر به في منطقتنا، لأن خطر هذه الحرب سينعكس على البشرية كلها وعلى السلام العالمي، فالخطر لا يتجزأ كما أن السلام لايتجزأ.
نحن ضد الحروب كافة أينما كانت، ومع حلول سلمية لمشاكل الشعوب بالحوار والطرق السلمية وبما يحقق مصالح الشعوب في الامن والاستقرار والسلام. وتبقى اليمن بما تعيشه من كوارث أولويتنا الكبرى ونرجو أن تكون من أولوياتكم وأن تطلقوا في 26 مارس نداء لوقف الحرب ودعوة صريحة لمنع بيع السلاح أو تهريبه لفرقاء الصراع، ودعوة الاطراف المعنية بالصراع في اليمن للحوار لتحقيق الأمن والاستقرار والسلام لليمن والمنطقة والعالم.
وسبق وأن تقدمنا بالعديد من المبادرات لوقف الحرب وإحلال السلام في اليمن والمنطقة قائمة على الأسس الآتية:
1- الوقف الفوري للحرب.
2- الدعوة الى مؤتمر حوار وطني لا يستثني أحداً من الأطراف المعنية بالصراع برعاية إقليمية ودولية.
3- استعادة الدولة ومؤسساتها والاتفاق على رئيس توافقي وحكومة وحدة وطنية لفترة انتقالية غير قابلة للتمديد يجري الاتفاق عليها وعلى مدتها، والاتفاق على شكل الدولة الاتحادية، وتجري بعد الفترة الانتقالية انتخابات برلمانية ورئاسية..
4- سحب الأسلحة من كافة الميليشيات والجماعات المسلحة ومركزتها بيد وزارة الدفاع في حكومة الوحدة الوطنية..
5- الاتفاق على أسس ومستقبل العلاقة بين اليمن وجيرانها قائمة على الاحترام المتبادل والسيادة الوطنية ورعاية المصالح المشتركة لكافة الأطراف بما يحقق استقراراً دائماً لليمن والمنطقة والعالم.
6- إنشاء صندوق لإعادة إعمار مادمرته الحرب في اليمن.
تقبلوا معالي الأمين العام خالص تحياتنا وتمنياتنا لكم بالتوفيق والنجاح في مهامكم الأممية والإنسانية البالغة الأهمية للبشرية وللسلام العالمي
الرئيس علي ناصر محمد