بن سلمان وبن زايد يرفضان الرد على اتصالات بايدن: نريد دعماً في اليمن
حيروت – صحافة دولية
فشل البيت الأبيض في ترتيب اتصالات بين الرئيس الأميركي، جو بايدن، ونظيرَيْه السعودي، محمد بن سلمان، والإماراتي، محمد بن زايد، بهدف حشد الدعم لأوكرانيا واحتواء ارتفاع أسعار النفط، وفق ما أفاد مسؤولون في واشنطن والشرق الأوسط.
يأتي رفض المسؤولين الخليجيّين الحديث مع بايدن، تزامناً مع ازدياد حدّة انتقادهما للسياسات الأميركية في منطقة الخليج، بحسب صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية.
في السّياق، أفادت الصحيفة نقلاً عن مسؤولين سعوديين، بأن الجانب السعودي أشار إلى أنّ العلاقة مع واشنطن تدهورت في عهد الرئيس بايدن، مؤكّدين أنهم يريدون مزيداً من الدعم في حربهم على اليمن، والمساعدة في برنامجهم النووي المدني في مواجهة التقدّم الإيراني في هذا المجال، وتأمين الحصانة القانونية للأمير محمد بن سلمان في واشنطن، حيث يواجه هذا الأخير دعاوى قضائية عدّة، من ضمنها قضية مقتل الصحافي جمال خاشقجي عام 2018.
من جهتهم، يتشارك الإماراتيون المخاوف السعودية في ما يتعلّق بردّ الولايات المتحدة المحدود على الضربات الصاروخية الأخيرة التي شنّتها قوات صنعاء في اليمن ضد دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية، بحسب مسؤولين. كما تشعر الحكومتان بالقلق إزاء إحياء الاتفاق النووي الإيراني، الذي «لا يراعي مخاوفهم الأمنية الأخرى»، علماً أن المفاوضات حوله وصلت إلى مراحلها النهائية في الأسابيع الأخيرة.
وحالياً، يعمل البيت الأبيض على إصلاح العلاقات مع هذين البلدين، إذ تحتاجهما واشنطن لمواجهة ارتفاع أسعار النفط إلى ما يزيد على 130 دولاراً للبرميل للمرة الأولى منذ نحو 14 عاماً، علماً أن المملكة العربية السعودية والإمارات المتحدة هما المنتجان الرئيسيان الوحيدان للنفط القادران على ضخ ملايين البراميل الإضافية منه، أي بمعنى آخر، الكمية التي قد تساعد في حال استُخدمت، في تهدئة سوق نفط الخام، تزامناً مع ارتفاع سعر البنزين الأميركي بشكل كبير، بحسب الصحيفة.
على إثره، أعلن مسؤول أميركي أن إدارة بايدن عملت جدياً على تعزيز الدفاعات الصاروخية للإمارات والسعودية، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة ستبذل المزيد من الجهد في الأشهر القادمة لمساعدة الدولتَين الخليّجيتَين على حماية أنفسهما. وتابع: «قد لا يكون هذا كل ما يطلبه البلدان، ولكن الولايات المتحدة تحاول معالجة مخاوفهم الأمنية».
رفض الضخ
وبالرغم من المساعي الأميركية، فإن الإمارات والسعودية رفضتا ضخّ كميات إضافية من النفط، مؤكّدين على تمسّكهم بخطة الإنتاج التي وافقت عليها مجموعتهم، «منظمة البلدان المصدرة للنفط»، ومجموعة من المنتجين الآخرين بقيادة روسيا. يُشار إلى أن التحالف مع روسيا، إحدى أكبر منتجي النفط في العالم، أدّى إلى تعزيز قوة منظمة «أوبك»، وإلى تقريب السعوديين والإماراتيين من موسكو، بحسب الصحيفة.
يُشار إلى أنّ العلاقات بين بايدن ومحمد بن سلمان تدهورت خلال الانتخابات الرئاسية الأميركية لعام 2020، عندما تعهّد بايدن بجعل المملكة العربية السعودية «دولة منبوذة»، على خلفية اغتيال خاشقجي، قبل أن يصفها في وقت لاحق بالدولة «ذات القيمة الاجتماعية الضئيلة للغاية»، ثمّ أصدر، بعد تولّيه المنصب، تقريراً استخباراتياً يفيد بأن «محمد بن سلمان وافق على خطة أسر خاشقجي أو قتله».