موسكو تفتح باب التفاوض بيد وتنفذ عملياتها العسكرية باليد الأخرى.. ماذا في التفاصيل؟
حيروت – وكالات
لايزال شد الحبال على أشدّه بين موسكو وكييف، ولا وجود لأي مؤشرات لاختراق جدار الأزمة، حيث أكد المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، أنّ الجانب الأوكراني رفض العودة إلى طاولة المفاوضات، وذلك بعد يوم واحد على مناشدة أطلقها الرئيس الأوكراني باللغة الروسية لموسكو لبدء مفاوضات. وقال \بشأن رفض أوكرانيا التفاوض واستئناف العملية العسكرية: “بعد ظهر أمس، فيما يتعلق بالمفاوضات المرتقبة مع القيادة الأوكرانية، أمر القائد الأعلى للقوات المسلحة، رئيس روسيا (فلاديمير بوتين)، بوقف تقدم قوات الجيش الروسي”، متابعاً: “بما أن الجانب الأوكراني، في الواقع، رفض التفاوض، فقد استؤنف تقدم القوات الروسية بعد ظهر اليوم وفقاً لخطة العملية”.
وشدّد بيسكوف على أنّ “العقوبات الغربية خطيرة جداً”، مؤكداً أنّ “روسيا مستعدة لها مقدماً، وتتخذ إجراءات لضمان التشغيل السلس للاقتصاد”، مشيراً إلى وجود إمكانات روسية تضمن عمل الاقتصاد الروسي. وحول الرد الروسي على العقوبات، قال بيسكوف: “التحليل والتنسيق بين الإدارات (الروسية) مطلوب من أجل تطوير تدابير استجابة تتماشى مع مصالح روسيا”.
وفي السياق، قالت وزارة الدفاع الروسية إنها أصدرت أوامر للقوات بشن هجوم على جميع المحاور في أوكرانيا بعد رفض كييف التفاوض.
مستشار زيلينسكي: رفضنا المفاوضات لعدم رضانا عن الشروط
بدوره، قال مستشار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنّ “كييف رفضت التفاوض لأنهم (في أوكرانيا) غير راضين عن الشروط”. وقال في تصريحات نقلتها صحيفة “سترانا” الأوكرانية: “لقد علمت للتو أنّ أوكرانيا رفضت المفاوضات. هذا يرجع إلى أنّ شروط التفاوض التي نقلها الجانب الروسي عبر وسطاء لا ترضينا”. مضيفاً: “هذه كانت محاولة لإجبارنا على الاستسلام. أبلغناهم بأنّ شروط هدنة محتملة ستكون بموجب شروط كييف وليس موسكو”. ورفض المستشار التعليق على سؤال الصحيفة حول الشروط التي طرحتها موسكو للمفاوضات.
لوكاشينكو: مستعد لتوفير منصة للتفاوض بين روسيا وأوكرانيا
من جهته، أعرب الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، اليوم السبت، عن استعداده لاستضافة مفاوضات لحل الأزمة بين روسيا وأوكرانيا.
ونقلت وكالة أنباء “بيلتا” البيلاروسية عن لوكاشينكو قوله: “يمكنهم التوصل لحل حتى اليوم، وسنقدم ونساعد بشكل كامل في هذا الصدد لمنع الحرب”، مضيفاً: “يمكن إجراء المفاوضات في أي مكان في مينسك، حتى في قصر الاستقلال الرئاسي”.
إردوغان لزيلينسكي: أنقرة تعمل لترتيب وقف لإطلاق النار
وفي السياق، أكد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، خلال مكالمة هاتفية مع فولوديمير زيلينسكي، أنّ أنقرة تبذل جهوداً لترتيب وقف إطلاق نار بين روسيا وأوكرانيا. وقالت رئاسة الجمهورية التركية، في بيان، إنّ إردوغان صرح لزيلينسكي خلال مكالمة هاتفية تناولت التدخل الروسي في أوكرانيا، بأنّ تركيا “تبذل جهوداً من أجل إعلان وقف إطلاق النار في أقرب وقت ممكن من أجل منع المزيد من الخسائر في الأرواح ومنع المزيد من الضرر لأوكرانيا”.
روسيا مستعدة للتعاون لتسوية مستدامة للأزمة
هذا وأكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، خلال اتصال هاتفي مع نظيره التركي مولود تشاووش أوغلو اليوم، أنّ موسكو مستعدة للتعاون مع أي جهود بناءة من أجل التوصل في أقرب وقت ممكن إلى تسوية مستدامة للأزمة الأوكرانية، وذكرت الخارجية الروسية في بيان أنه “بمبادرة من الجانب التركي، أُجريت مكالمة هاتفية بين سيرغي لافروف ووزير خارجية تركيا مولود تشاووش أوغلو”، مشيرةً إلى أنّ لافروف أكد خلال الاتصال “على استعداد الجانب الروسي للتعاون الوثيق مع جميع الجهود البناءة من أجل التوصل في أقرب وقت ممكن إلى تسوية مستدامة للأزمة الأوكرانية لصالح السلام والاستقرار”. مضيفةً أنّ لافروف أطلع نظيره التركي على تفاصيل العملية العسكرية الروسية لحماية إقليم دونباس بالتعاون مع قوات الدفاع الشعبية لجمهوريتي دونيتسك ولوهانسك.
وأوضح البيان أيضاً أنّ لافروف أكد “الأهداف والغايات الرئيسية للتدابير الشاملة المتخذة الهادفة إلى نزع السلاح من أوكرانيا وضمان أمن السكان المدنيين في هذا البلد، وحماية المصالح المشروعة لروسيا”.
الخارجية الروسية: قرار مجلس أوروبا مسيّس
وفي سياقٍ متصل، أعلنت وزارة الخارجية الروسية، اليوم، أنّ تعليق عضوية بلادها في منظمة “مجلس أوروبا” يفقد المنظمة هويتها الأوروبية. وقالت الناطقة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا في بيان، تعليقاً على تعليق عضوية بلادها في المنظمة، إنّ “هذا ليس خيارنا. دون روسيا سيفقد مجلس أوروبا هويته الأوروبية”. وذكرت أنّ روسيا ترى أنّ “هذا القرار مسيّس تماماً، كما أنه يعدّ دليلاً على أنّ المنظمة فقدت استقلالها، وأصبحت أداة في يد الكتلة الغربية وأتباعها”.
وأكدت الناطقة باسم الخارجية الروسية أنّ بلادها ستقرر خطواتها التالية قريبا للرد على قرار تعليق عضويتها، مضيفةً: “سيتحمل كل من دعم هذا القرار المسؤولية الكاملة عن تدمير الحيز القانوني والإنساني المشترك في القارة، والعواقب الوخيمة الحتمية على مجلس أوروبا نفسه”.
من جهته، أدلى الرئيس الأوكراني بتصريحاتٍ متتالية منذ صباح اليوم، فيما تواصل القوات الروسية عمليتها العسكرية في البلاد، لليوم الثالث على التوالي.
ويأتي ذلك في وقتٍ أفادت وكالة سبوتنيك، اليوم السبت، بأنّ زيلينسكي غادر العاصمة كييف متوجهاً إلى مدينة لفيف. الأمر الذي أكّده رئيس مجلس الدوما الروسي، فياتشيسلاف فولودين، مصرّحاً بأنّ زيلينسكي “غادر كييف على عجل”.
يشار إلى أنّ زيلينسكي ألغى متابعة الرئيس الأميركي والزعماء الغربيين من حلفائه في موقع “تويتر”، وذلك بعد إعلانه عن أسفه لأن كييف “تُركت وحدها” في مواجهة العملية العسكرية الروسية.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أعلن صباح يوم الخميس، بدء عملية عسكرية في دونباس، قائلاً إنّ “المواجهة بين روسيا والقوى القومية المتطرفة في أوكرانيا لا مفر منها”.