“سنتكوم” تعزز وجودها العسكري في الإمارات.. ما طبيعة التحالف الذي يتشكّل؟
حيروت – تحليل سياسي
أعلن قائد القيادة المركزية الأميركية “CENTCOM”، كينيث ماكنزي، اليوم الثلاثاء، أنّ الولايات المتحدة ستنشر سرباً من مقاتلات “F-22” في الإمارات العربية المتحدة، لإحباط هجمات الطائرات المسيرة التي تشنها القوات المسلحة اليمنية.
وقال ماكنزي إنّه “خلال الأسبوع المقبل أو نحو ذلك، سنقوم بإحضار سرب من طائرات “F-22” المقاتلة، أفضل مقاتلات التفوق الجوي في العالم”، وفق تعبيره.
وأوضح أنّ تلك الطائرات “ستعمل مع شركائها في الإمارات للمساعدة في الدفاع عن الأمة”، مضيفاً أنّ “الولايات المتحدة تعمل مع الإمارات العربية المتحدة وشركاء إقليميين آخرين في الصناعة، لتطوير حلول أكثر فعالية لمنع هجمات الطائرات بدون طيار، بما في ذلك نظام للكشف عن الطائرات بدون طيار وتدميرها في أماكن إطلاقها”.
إعلان ماكينزي هذا جاء في إطار زيارته الإمارات العربية المتحدة، والتي تهدف إلى “المساعدة في تعزيز دفاعات الإمارات بعد الهجمات الصاروخية التي شنها “أنصار الله” في اليمن”، حسب ماكنزي.
الدعم الأميركي للإمارات، أشار إليه أيضاً وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، الأسبوع الماضي، إذ صرّح بأنّ بلاده ستنشر طائرات مقاتلة ومدمرة صاروخية موجهة “يو إس إس كول” لمساعدة الإمارات في مواجهة التهديدات الإقليمية.
تشير خطوة القيادة المركزية الأميركية، كما هو ظاهر، إلى أنّ واشنطن تسعى إلى ضمان الأمن الإماراتي الذي بات مهدداً بالخطر بفعل الضربات التي نفّذتها القوات اليمنية المسلحة في الإمارات، إلاّ أنّها كذلك تهدف إلى حماية وجود الكيان الإسرائيلي في المنطقة، والذي أعرب عن قلقٍ كبير من أنّ ما يحصل في الإمارات هو سيناريو محتمل تطبيقه في “إسرائيل”.
الإمارات موقع أمامي لـ”إسرائيل” في منطقة الخليج
في هذا السياق، كانت وسائل إعلام إسرائيلية ذكرت أنّه “إذا تمّ نشر هذه المنظومات في الإمارات، فسيعطي ذلك إنذاراً مسبّقاً لإسرائيل”، إذ إنّ دولة “الامارات” هي موقع أمامي لـ”إسرائيل” في منطقة الخليج.
وذكر الإعلام الإسرائيلي أنّ “إسرائيل تخشى أن يكون استهداف الإمارات بالصواريخ الباليستية والمسيّرات اليمنية تدريباً حيّاً لمهاجمة إسرائيل لاحقاً”.
وأعرب وزير الأمن الإسرائيلي، بيني غانتس عن أمله في تقديم المساعدة إلى الإماراتيين “إذا رغبوا في الأمر وطلبوا ذلك، والقرار يعود إليهم”.
كما وكشف أنه “توجد فرصة كبيرة من ناحية إسرائيل، إذا استطاعت أن تبيع الإمارات منظومات للكشف والإنذار”، موضحاً أنه “في حال تمّ نشرها في أرض الإمارات، فهي لا تنظر فقط نحو الجنوب في اتجاه اليمن، وإنما أيضاً نحو الشرق، وإيران، وهذا سيكون الحجر الأساس لمنظومة دفاع جوي إقليمي”.
“إسرائيل” ضمن “سنتكوم”
ما ذكره قائد القيادة المركزية الأميركية “CENTCOM” عن تقديم المساعدة العسكرية للإمارات، بالإضافة إلى الحديث الإسرائيلي المشابه الذي عبّر عنه غانتس، جميعها إشارات يمكن وضعها في سياق ما يحكى عن تحالفٍ أمني – وعسكري ينشأ في منطقة الخليج تحت رعاية “سنتكوم”، لا سيما وأن “إسرائيل” انضمّت في 15 كانون الثاني/يناير من العام الماضي إلى منطقة عمليات القيادة المركزية للقوات المسلحة الأميركية (سنتكوم) المسؤولة عن الشرق الأوسط وآسيا الوسطى.
حينها، أعلن البنتاغون أنّه “تم إدخال تعديلات على خطة القيادة الموحدة، منها نقل إسرائيل من منطقة عمليات القيادة الأوروبية للقوات الأميركية إلى منطقة عمليات القيادة المركزية”.
ويذكر أن انضمام “إسرائيل” إلى “سنتكوم” كان نتيجة “الانفراج بين إسرائيل وجيرانها العرب”، في أعقاب اتفاقات التطبيع، وفق ما ذكر البنتاغون، الذي قال إنّ تلك الاتفاقيات “وفّرت فرصة استراتيجية للولايات المتحدة لتوحيد الشركاء الأساسيين في مواجهة الأخطار المشتركة في الشرق الأوسط”.
هذا وكتب جوناثان كوك في مقال نشره موقع “ميدل إيست آي”، أنّ “إسرائيل ستحقق مكاسب استراتيجية كبيرة من انضمامها إلى سنتكوم. وستعمل على مواءمة المصالح الأمنية الأميركية في المنطقة بشكل أوثق مع مصالحها، على حساب جيرانها العرب”.
واعتبر أيضاً أنّ ذلك “سيزيد من حدة التوترات السياسية داخل كتلة الدول العربية، ويزيد من إضعافها. وسيساعد على زيادة الضغط على الدول العربية المتمردة للانضمام إلى إجماع أوسع ضد العدو الإقليمي الوحيد المتبقي لـ”إسرائيل”: إيران.
تحالفات خليجية إسرائيلية لمحاربة “الأخطار المشتركة في الشرق الأوسط”
وفي هذا الإطار، برزت في الآونة الأخيرة، الزيارات التي يقوم بها مسؤولون إسرائيليون إلى منطقة الخليج، كان آخرها زيارة غانتس إلى البحرين، والتي تمّ خلالها توقيع “اتّفاق تعاونٍ أمنيٍّ” بين “إسرائيل” والبحرين، وصفته وسائل الإعلام الإسرائيلية بـ “التاريخي والعلني”.
ولفت وزير الأمن الإسرائيلي إلى أنّ “اتفاقات التطبيع وانتقال إسرائيل إلى سنتكوم، سمحا بتطوير التعاون بين الجيش الإسرائيلي والأسطول الخامس، وكذلك بين الأجهزة الأمنية”.
موقع “إسرائيل ديفنس”، لفت في هذا الخصوص، إلى أنّ أحد أهداف زيارة غانتس إلى البحرين إضافةً إلى توقيع اتفاق التعاون الأمني، هو “تخصيص ميناء بحري في البحرين، بهدف استغلاله أو استخدامه كقاعدة عمل لسلاح البحرية الإسرائيلية أمام إيران، بشراكة أو وساطة أميركية وموافقة بحرينية”.
وكانت القوات البحرية الأميركية، نفذت مناورات في البحر الأحمر، في كانون الثاني/يناير، جمعت بين 60 دولة تشمل “إسرائيل” والسعودية وباكستان ومصر والإمارات والبحرين، في أول تدريب من نوعه يُعلن عنه.
الأمر الذي نبّه منه وزير الخارجية في حكومة صنعاء، هشام شرف، محذراً من “مغبة انزلاق المنطقة إلى ساحة صراع وتحالفات عسكرية دولية جديدة بذريعة مقاومة الإرهاب والقرصنة وتعزيز أمن المنطقة، بينما حقيقة الأمر وجود أجندات وأهداف مشبوهة لتحويل منطقة البحر الأحمر وبحر العرب إلى ساحة صراع مباشر وبالوكالة”.